للقراءة والتحميل: بحث حول كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. د. محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة؛ العدد:16247. الصفحة: 21 . يوم الجمعة 16 من شهر رمضان المبارك سنة 1428 هـ/ 28 أيلول/ سبتمبر سنة 2007م. اضغط هنا

كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لمؤلفه العثماني حاجي خليفة

محمود السيد الدغيم

****

رابط تحميل الكتاب : اضغط هنا

****

يعتبر كتاب كشف الظنون من أشهر ما أُلِّف من الكتب التي تبحث في التعريف بما ألّفه المؤلفون من الكتب؛ وما اكتشفه العلماء من العلوم الدنيوية والأُخروية، ويشتمل كشف الظنون على أسماء نحو :15000 إسماً من أسماء الكتب العربية والإسلامية، ويضم كشف الظنون نحو : 9500 اسم من أسماء المؤلفين، ويتطرّقُ المؤلف لشرح ماهيات نحو 300 علم من العلوم؛ وفن من الفنون.
ألفه كتاب كشف الظنون الضابط العثماني المعروف عند العرب بحاجي خليفة، والمشهور عند العثمانيين والأتراك بكاتب جلبي، وقد كانت بداية تأليفه في مدينة حلب الشهباء عاصمة الشمال السوري؛ وذلك سنة 1042هـ/ 1632م، وقد استمر المؤلف في تأليفه حوالي عشرين عاماً، وفرغ منه تقريبا سنة 1062هـ/ 1652م.
وبعدما انتهى حاجي خليفة من كتابة مسوّدة كتابه بدأ بتبييضه بخطه حتى مادة (الدروس) ثم أكمل تبييضه حتى آخره علماء آخرون. وقام باختصار كشف الظنون مع إضافة زيادات عليه الحسين العباسي النبهاني الحلبي تـ 1095هـ/ 1684م، وسماه  مختصره: التذكار الجامع للآثار.
ومع مرور السنين وضع العلماء عددا من الذيول على كشف الظنون ومنها:
1- ذيل محمد عزتي أفندي بوشنه زاده ت1092هـ/ 1681م.
2- ذيل إبراهيم الرومي العربجي ت 1189هـ/ 1775م.
3- ذيل حنيف زاده ت1217هـ/ 1802م، ويشتمل على (5000) كتاب، وقد ألحق فلوغل هذا الذيل بالمجلد السادس من طبعته التي أصدرها في لايبزغ ما بين سنتي 1251و1275هـ مع ترجمة باللاتينية.
4- ذيل شيخ الإسلام عارف حكمت ت1275/ 1859م، وقد وصل فيه إلى حرف الجيم.
5- ذيل إسماعيل باشا البغدادي ت1339هـ/ 1921م، وسماه إيضاح المكنون، وهو يشتمل على أسماء: 19000 كتاب، وأتبعه البغدادي بكتاب في تراجم المؤلفين سماه: هدية العارفين، وهذان الذيلان مطبوعان مع طبعة كشف الظنون التي صدرت عن جامعة اسطنبول بعناية محمد شرف الدين يالتقيا سنة 1360 هـ/ 1941م.
6- ذيل إسماعيل صائب سنجر.
 7- ذيل جميل العظم توفى سنة 1352 هـ/ 1933م وسماه: السر المصون، وقد افتتحه بمقدمة في ألف صفحة سماها: الإسفار عن العلوم والأسفار.
8- ذيل محمد الصادق النيفر ت سنة 1357 هـ/ 1938م، وسماه : سلوة المحزون.
9- وذيل محمد بن مصطفى البكري توفى سنة 1196هـ/ 1756م، وسماه: خلاصة تحقيق الظنون، وقد جرَّد فيه الكشف واستدرك عليه.
10- وذيل علي خيري توفى سنة 1327 هـ/ 1909م، واسمه: ضياء العيون حاشية على الكشف.
ولحاجي خليفة زهاء عشرين كتاباً في غاية الأهمية، منها: (جهان نامة) المطبوع سنة 1145هـ/ 1732م، وفيه يصف قارة أمريكا، وكتاب (لوامع النور في ظلمة أطلس مينور) ألفه بمساعدة صديقه الراهب الفرنسي الذي اعتنق الإسلام وتسمى ب(محمد إخلاصي) وساعده في ترجمة طائفة من الكتب الأوربية في تاريخ الفرنجة،
ومن الجدير بالذكر أن حاجي خليفة قد قضى حقبة طويلة من حياته في مدينة الموصل العراقية، وقبر أبيه معروف في جامع الموصل الكبير.
مقدمة كشف الظنون
قال كاتب جلبي المعروف بحاجي خليفة: "زواهرُ نُطقٍ تلوحُ أنوارُ ألطافه من مَطالع الكتب والصحائف، وبواهر كلام تفوح أزهار إعطافه على صفحات العلوم والمعارف، والحمد الله الذي جعل زلال الكمال قوت القلوب والأرواح، وخصّ مزايا العرفان بفرحة خلا عنها أفراح الراح، وفضَّل الذوقَ الروحاني على الجسماني تفضيلا لا يعرفه إلا من تضلّع أو ذاق، وأودع في كُنْهِ الفضل لطفا لا يدركه إلا من تفضل وفاق والصلاة والسلام على الذي أكمل علوم الأولين والآخرين بكتاب ناطق آياته بينات وحجج؛ "قرآنا عربيا غير ذي عوج"، وصلى الله تعالى عليه؛ وعلى آله الأبرار، وصحبة الأخيار، ما طلع شموس المعاني من وراء حجاب السطور والدفاتر، وأنار أنوار المزايا من أشعة رشحات الأقلام والمحابر، وبعد!
فلما كان كشف دقائق العلوم وتبين حقائقها من اجل المواهب واعز المطالب؛ قيَّضَ اللهُ سبحانه وتعالى في كل عصر علماء قاموا بأعباء ذلك الأمر العظيم، وكشفوا عن ساق الجد والاهتمام في التعليم والتفهيم سيما الأئمة الأعلام من علماء الإسلام الذين قال فيهم النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، فانهم سباق غايات، واساطين روايات ودرايات فمنهم من استنبط المسائل من الدلائل، فاصَّل وفرَّعَ، ومنهم من جمع وصنف فأبدع، ومنهم من هذب وحرر فأجاد، وحقق المباحث فوق ما يراد، رحم الله أسلافهم، وايد أخلافهم، غير أن أسماء تدويناتهم لم تدون بعد على فصل وباب، ولم يُرْوَ فيه خبرُ كتاب، ولا شك ان تكحيل العيون بغبار أخبار آثارهم على وجه الاستقصاء لعمري إنه أجدى من تفاريق العضاة، إذا العلوم والكتب كثيرة، والأعمار عزيزة قصيرة، والوقوف على تفاصيلها متعسر بل متعذر، وإنما المطلوب ضبط معاقدها، والعثور على مقاصدها."
وتحدث حاجي خليفة في مواضيع أحوال العلوم، فقال: "وقد ألهمني الله تعالى جمع أشتاتها، وفتح على أبواب أسبابها ،فكتبت ما رأيت في خلال تتبع المؤلفات، وتصفح كتب التواريخ والطبقات، ولما تمّ تسويده في عنفوان الشباب بتيسير الفياض الوهاب اسْقطتُه عن حيز الاعتداد، واسبلت عليه رداء الابعاد.
 غير اني كلما وجدت شيئا ألحقته إلى ان جاء أجله المقدر في تبييضه، وكان أمر الله قدرا مقدورا، فشرعت فيه بسبب من الأسباب وكان ذلك في الكتاب مسطورا، ورتبته على الحروف المعجمة كالمغرب والأساس (للزمخشري) حذرا عن التكرار والالتباس، وراعيت في حروف الأسماء إلى الثالث والرابع ترتيبا، فكل ماله اسم ذكرته في محله مع مصنفه وتاريخه ومتعلقاته ووصفه تفصيلا وتبويبا، وربما أشرت إلى ما روى عن الفحول، من الرد والقبول، وأوردت أيضا أسماء الشروح والحواشي، لدفع الشبهة ورفع الغواشي، مع التصريح بأنه شرح الكتاب الفلاني، وانه سبق أو سيأتي في فصله بناء على أن الْمَتْنَ أصلٌ، والفرع أولى أن يذكر عقيب أصله، وما لا اسم له ذكرته باعتبار الإضافة إلى الفن، أو إلى مصنفه في باب التاء والدال والراء والكاف برعاية الترتيب في حروف المضاف إليه؛ كتاريخ ابن الأثير؛ وتفسير ابن جرير؛ وديوان المتنبي، ورسالة ابن زيدون، وكتاب سيبويه.
وأوردت القصائد في القاف، وشروح الأسماء الحسنى في الشين، وما ذكرته من كتب الفروع قيدته بمذهب مصنفه على اليقين، وما ليس بعربي قيدته بأنه تركي أو فارسي أو مترجم ليزول به الإبهام أو أشرت إلى ما رأيته من الكتب بذكر شيء من أوله للعلام، وهو أعين على تعيين المجهولات، ودفع الشبهات، وقد كنت عينت بذلك كثيرا من الكتب المشتبهة.
 وأما أسماء العلوم فذكرتها باعتبار المضاف إليه ،فعلم الفقه مثلا في الفاء وما يليه، كما نبهت عليه مع سرد أسماء كتبه على الترتيب المعلوم، وتلخيص ما في كتب موضوعات العلوم كمفتاح السعادة، ورسالة المولى لطفي الشهيد، والفوائد الخاتمانية، وكتاب شيخ الإسلام الحفيد، وربما ألحقت عليها علوما وفوائد من أمثال تلك الكتب بالعزو إليها، واوردت مباحث الفضلاء وتحريراتهم بذكر ما لها وما عليها.
وسميته بعد ان اتمته بعون الله وتوفيقه كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ورتبته على مقدمة وأبواب وخاتمة، واهديته إلى معشر أكابر العلماء، وزمرة الفحول والفضلاء، وما قصدت بذلك سوى نفع الخلف، وابقاء ذكر آثار السلف، والله هو الميسر لكل عسير، نِعْمَ الميسر، ونعم النصير، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

****

رابط لقراءة الموضوع في جريدة الحياة

اضغط icon Ramadan- 16 - 1428H-28-9-2007_P21-Kashf.pdfهنا

***

Launch in external player

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
17459581
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة