العنوان: كتاب في » مبادئ علم الاجتماع الجنائي « مساعد الحديثي يعرض حصانة تقدمها اخلاقيات المجتمع الاسلامي
الكاتب: محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة، العدد: 12019: الصفحة: 20
تاريخ نشر المقالة: 29/8/1416 هـ/ 20/1/1996م
الكتاب : مبادئ علم الاجتماع الجنائي الكاتب : مساعد بن ابراهيم الحديثي الناشر : مكتبة العبيكان / الرياض ٥٩٩١ يبحث الدكتور مساعد الحديثي في علم الاجتماع الجنائي ضمن الاطار العام لعلم الاجتماع، وضمن الفرع »الذي يُعنى بدراسة الظاهرة الانحرافية وأسبابها الاجتماعية« . ويحتوي الكتاب على مقدمة وثمانية فصول تشكل دراسة اجتماعية كاملة لمظاهر الانحراف وعلاجها، ففي المقدمة يعرض المؤلف خطة بحثه ويعلل أسباب كتابة البحث، وفي الفصل الأول يعرض الاسس العلمية لدراسة المجتمع فيقدم تمهيداً حول كون »الواقع الاجتماعي المعاصر مجالاً خصباً للدراسة والتحليل . وذلك لتعقد الحياة الاجتماعية وكثرة الظواهر والعلاقات التي اصبحت تتشكل وتتغير بشكل سريع يستعصي احياناً على المتابعة والفهم« . وبعد التمهيد يعقد المؤلف مبحثاً لتعريف علم الاجتماع وفروعه، ويشير الى اختلاف »علم الاجتماع الجنائي عن علم الاجرام في موضوع الدراسة، حيث يركز الثاني على دراسة السلوك الاجرامي كسلوك فردي في محاولة لمعرفة العوامل الفردية التي تؤدي الى وقوع الانحراف من دون الاهتمام بالعوامل الاجتماعية التي هي خارج اطار الفرد« . ويعرض المؤلف معادلة هي : :المجتمع ، أفراد ، علاقات ، استقرار ، نظام ، سلطة . فاذا فقد المجتمع عنصراً من العناصر الخمسة لا التجمع البشري مجتمعاً بالمعنى الصحيح، وانما قد يكون موقتاً يزول بزوال الاسباب التي أدت الى وجوده . ويلاحظ المؤلف تركيز كثرة من علماء اجتماع على الصراع بين السيد والمسود بما يؤدي الى نظرة تشاؤمية الى الواقع الاجتماعي، اذ اعتبر هؤلاء المجتمع كالغابة يأكل القوي فيها الضعيف . و»اذا كانت هذه النظرة تنطبق بعض الشيء على المجتمعات المادية التي قامت في الغرب فانها لا تتمشى مع المفهوم الاسلامي لتنظيم المجتمع على أسس من التعاون والأخوة الاسلامية« . ويلاحظ المؤلف في علم الاجتماع اغراضاً علمية ترمي الى الكشف عن الوظيفة الاجتماعية التي تؤديها علاقات الافراد في ما بينهم ودورها في استقرار المجتمع وتفككه، وأغراضاً تطبيقية ترمي الى تسخير المعرفة الاجتماعية في تصحيح أوضاع المجتمع من خلال مفاهيم الرعاية الاجتماعية والخدمات والضمان وغير ذلك، ثم يستطرد الى دراسة العمران البشري عند ابن خلدون ودراسة الظاهرة الاجتماعية عند الغربيين . ويُتبع ما سبق ببحثٍ عن السُّنن الاجتماعية في القرآن والسنة، حيث »آن الشريعة الاسلامية لم تُغفل هذا الجانب وانما اعطته ما يستحقه من العناية والاهتمام« . والظواهر الاجتماعية التي عُرضت وعُولجت في الشريعة الاسلامية هي كثيرة تغطي كافة مجالات الحياة . فالاسلام »سبق علماء الغرب في اقرار أهمية دراسة الواقع الاجتماعي واكتشاف السنن والقوانين التي تحكمه . . .« . ويبين المؤلف سمات المجتمع المسلم »الذي يقوم على الاعتصام بحبل الله المتين وعدم التفرق والشتات، والتعاون على البر والتقوى، والايثار، وطاعة أولي الامر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحب الخير للناس ومعاملة الآخرين بالحُسنى، واحترام الكبير والعطف على الصغير والضعيف والمسكين، والاحسان الى الأقارب والجيران، واغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج . وغير ذلك من مقاييس تحقق قيام المجتمع الاسلامي المثالي« . ويخصص الفصل الثاني لايضاح المفاهيم الاجتماعية، ولاعطاء القارئ خلفية ضرورية يستطيع من خلالها فهم المصطلحات، شارحاً موضوع التنظيم الاجتماعي، والعمليات الاجتماعية، والتراث الاجتماعي والتغير الاجتماعي، والتنشئة الاجتماعية، والظاهرة الاجتماعية . وفي الفصل الثالث يقدم دراسة منهجية للظاهرة الاجرامية، فيعري السلوك الانحرافي بدراسة العوامل الاجتماعية المؤدية الى الانحراف أو المهيئة له متخذاً من علم الاجتماع الجنائي اطاراً منهجياً لتلك الدراسة . ويبين ان الجنوح خاص بالاحداث أما الانحراف فخاص بالبالغين . ويرد الانحراف الى اسباب اجتماعية واقتصادية واعلامية »أكثر من كونها في الخصائص الجسمانية والعقلية للفرد« . ويعرض المؤلف في الفصل الرابع نظريات اجتماعية مفسرة للانحراف . أما الفصل الخامس فيخصصه لدراسة المؤسسات الاجتماعية والانحراف . وهي قسمان أولية وثانوية أما الاولية فتبدأ بالأسرة ثم المسجد ثم المدرسة ثم الحي ثم الرفقة . وتبدأ المؤسسات الثانوية بوسائل الاعلام، ثم أماكن العمل، ثم أماكن الترفيه ثم الاسواق . ويخصص المؤلف الفصل السادس للبحث في عوامل ظهور وانتشار السلوك الانحراف . فيوضح أهمية العوامل الدينية، والعوامل الاجتماعية، والعوامل الاقتصادية . ويعقد الفصل السابع للمشكلات الاجتماعية في واقعنا المعاصر، فيعرف المشكلة الاجتماعية، وأسبابها وأنواعها، ومناهج فهم المشكلات الاجتماعية ثم يقدم نماذج من المشكلات الاجتماعية المعاصرة كادمان المخدرات، وحوادث المرور، والعزوف عن الزواج المبكر، والعمالة الاجنبية . فيشخص هذه المشاكل ويبيّن طرق معالجتها . ويعرض في الفصل الثامن الضبط الاجتماعي وأسس الوقاية والعلاج . حيث يوضح ماهية الضبط الاجتماعي وأنواعه ومظاهره . ثم يبين المسؤولية الاجتماعية لرجل الأمن، ويردف ذلك بتبين أساليب الاسلام في التعامل مع الانحراف، والاسس العامة لحماية المجتمع من الانحراف، يتبين الوقاية والمنع والردع والمكافحة والعلاج . وهكذا يقدم المؤلف مساهمة فعالة في علم الاجتـماع الجنائي أشـــبه ما تكون بدراسة ميــدانية