العنوان: سقوط الملاذات البوسنية » الآمنة « بأيدي الصرب. الموقف الدولي شجع على تنفيذ المجزرة في مدن  البوسنة الشرقية. الكاتب: محمود السيد الدغيم
ت.م: 22/07/1995“ت.هـ: 24/02/1416 “العدد: 11839 “الصفحة: 18

بعدما غابت سيرة المسلمين البوسنيين عن الصفحات الاولى، وكادت تختفي من الصفحات الداخلية واصبحت ترِد سيرتهم عرضاً في نشرات الأخبار المسموعة والمرئية، نفذ الصرب سلسلة من الجرائم في مدن وقرى البوسنة واقتحموا الأماكن التي اعتبرت من الملاذات الآمنة، واعتقلوا عناصر القوات الدولية العاملة تحت علم الأمم المتحدة، وقتلوا العديد من العناصر الفرنسية. هكذا غابت قضية المسلمين البوسنيين عن العناوين الرئيسية لتصبح عنواناً ثانوياً، وأصبح العنوان الرئيسي قضية القوات الدولية الذين كبلهم الصرب بالأغلال، وجردوهم من اسلحتهم، واستولوا على مستودعات الاسلحة التي وضعت كأمانات لدى القوات الدولية بناء على قرارات صدرت عن الامم المتحدة.بعد هذه وتلك احتلت قضية البوسنة مكانة ثانوية وربما أقل أهمية من الصراع السوداني / المصري المفتعل الذي استأثر باهتمام البسطاء من ابناء العرب والمسلمين. بهذه الطرق الملتوية تم الاعداد لاجتياح »الملاذات الآمنة« في البوسنة / الهرسك.قُصفت بيخاتش واجتاح العديد من مناطقها صرب كرايينا.وتعرضت ساراييفو للقصف ونيران القناصة، وفي بيخاتش ومحيط العاصمة سقطت هيبة القوات الدولية، فتجرأ الصرب على اختراق الحرمات معرضين عن القيم الانسانية، والفضائل الدينية، ومخترقين للعادات والتقاليد والعرف العام، وعاثوا فساداً، فذكرونا، بالنازية والفاشية والصهيونية. الصرب يعتدون، والعالم الاسلامي يحلم بارواء الغليل من سراب الوعود الاميركية، وكأن من أقام وطناً من جماجم الهنود الحمر سوف يهتم بمأساة مسلمي البوسنة / الهرسك. وكلما دوى رعدٌ خُلبيٌّ في الحلف الاطلسي، ولمع برق في فرنسا، ينام العالم الاسلامي على الاضغاث والاحلام بقرب وضع حد مشرف لمأساة البوسنة التي اثبتت ان عالمنا المعاصر خالٍ من الانسانية وهو يحترم عدوان الاقوياء. سريبرنيتسا، وجيبا، وغوراجدا، ثلاث مدن اسلامية في المنطقة الشرقية من بلاد البوسنة، ثلاث مدن يفصل بينها وبين منطقة سنجق »يني بازار« البازار الجديد، نهر درينا الذي حدد الحدود بين صربيا والبوسنة.فخرجت منطقة السنجق من دائرة البوسنة في ٩٧٨١ امام التحالف الروسي / الاوروبي آنذاك وبقيت المدن الثلاث مع البوسنة يحدها نهر درينا من الشرق، ونهر سافا من الشمال على الحدود الكرواتية. واستطاع الصرب منذ قيام الحرب الأخيرة اجتياز نهر درينا غرباً، وقاومت مدن الملاذات الآمنة طوال هذه الايام، لكن الامم المتحدة رحلت المدافعين عن المدن الثلاث واستلمت اسلحتهم، وانسحبت القوات الدولية تاركة قوة هولندية للدفاع.وفي ظل التآمر والهوان سقطت سريبرنيتسا يوم الثلثاء في ١١/٧/٥٩٩١. تشكل سريبرنيتسا وزفورنيك وساراييفو مثلثاً متساوي الخطين، قاعدته من زفورنيك الى سريبرنيتسا حوالى ٠٣ كلم، والمسافة من زفورنيك الى العاصمة ٢٤١ كلم، ومثلها من سريبرنيتسا الى ساراييفو.وسقوط سريبرنيتسا يعني تغييراً جديداً في خطوط التماس اذ سيصبح خط الجبهة من توزلا الى زفورنيك ٤٥ كلم، ومن زفورنيك الى ساراييفو ٢٤١ كلم.ولا تتوقف المطامع الصربية عند هذا الحد بل يجتاح الصرب ملاذاً آخر هو مدينة جيبا، وتقع على مسافة ٠٣ كلم تقريباً جنوب غرب سريبرنيتسا، ويعدون العدة لاجتياح مدينة غوراجدا التي تقع جنوب شرقي ساراييفو مسافة ١٠١ كلم، والى الشمال من فوتشا المحتلة مسافة ٣٣ كلم، والى الشرق من بالي مسافة ١٨ كلم تقريباً. قام الصرب بعد سقوط سريبرنيتسا بتصفية المسلمين الذكور الذين تجاوزوا الحادية عشرة من أعمارهم، واغتصاب النساء وتشريدهن وطرد من تبقى خارج المدينة المنكوبة. حتى الآن لا يعرف الرقم الدقيق للضحايا بسبب منع الصرب دخول المراقبين الدوليين أو الصحافيين.وعلى رغم ان وسائل الاعلام تعطي بعض المعلومات والارقام لكنها متدنية كثيراً امام الحجم الحقيقي والمتوقع.نقول ذلك استناداً الى نتائج احصاء اجري سنة ٠٩٩١ وذكر ان عدد سكان سريبرنيتسا ١١٢٠٧٣ نسمة، وكان فيها ٩١ جامعاً، و٢٣ مكتباً »كُتاب« وتكية واحدة، و٢٢ خاناً، وبرج ساعة واحد، وقلعة واحدة بناها المسلمون العثمانيون.الى السكان الاصليين نزح الى سريبرنيتسا باعتبارها »ملاذاً آمناً« عدد مماثل من المدن والقرى التي اجتاحها المعتدون الصرب ليصبح سكانها اكثر من خمسين ألف نسمة بعد الهجرة والتهجير، فاذا كان الذكور ٠٠٠٥٢ فهذا يعني ان الصرب قد أسروا أكثر من ٠٠٠٥١ رجل مسلم ممن تجاوزوا الحادية عشرة من أعمارهم، وهؤلاء معرضون للذبح لأنهم مسلمون لا غير.فهل المسلمون هم هنود القرن العشرين الحمر؟ أما جيبا "Zepa" فقد ازداد عدد سكانها بعدما صارت »ملاذاً آمناً« وبلغ اكثر من ٠٠٠٠٢ نسمة لاذوا بها طمعاً بحماية القبعات الزرق وخاب أملهم.فالمدينة الآن تحت رحمة الصرب، وقريباً ستدمر الآثار الاسلامية فيها.ففي الحرب العالمية الثانية هدم الجامع العتيق »إسكي جامع« ثم أعيد بناؤه، وربما سيهدمه الصرب كما هدمه النازيون الألمان، وربما سيهدمون برج رجب باشا، والجسور العثمانية، وسيحطمون شواهد القبور التي تحمل كتابات عربية وعثمانية تذكر بالماضي القريب. ان سقوط »ملاذ« غوراجدا »غير الآمن« كارثة تفوق سقوط سريبرنيتسا وجيبا، لأن تعداد سكانها كان في سنة ٠٩٩١ اكثر من ٥٠٥٧٣ نسمة، ونزح اليها أهالي فوتشا التي تقع الى جنوبها مسافة ٣٣ كلم، وكان عددهم ٣١٥٠٤ نسمة.وقد كان في غوراجدا جامعان، وثلاث ترب اسلامية، وجسر عثماني، ودار ضيافة عثمانية، أما فوتشا فقد كان فيها ٦٣ جامعاً، و٦ مدارس، و٤١ مكتباً »كُتاب« و٨ تكايا، ودار امارة واحدة، و٩ خانات عثمانية، و٨ حمامات، وتربتان اسلاميتان، وبرج ساعة واحد، و٣ جسور عثمانية، وسبيل ماء واحد.ودمر الصرب تلك الآثار الاسلامية، في وقت تُمول فيه اليونسكو عمليات التنقيب عن آثار اليونان والرومان وعبدة الاوثان في العالم الاسلامي. الى سكان المدن التي ذكرناها يجب ان لا ننسى ان سكان القرى والمدن التي اجتاحها الصرب سابقاً لاذوا »بالملاذات غير الآمنة« في المدن الثلاث، وبعضهم رحل شمالاً نحو توزلا التي اصبحت تضم حوالى مليوناً يهددهم الصرب بالتصفية والاغتصاب والتهجير. وسبق ان صفى وهجر المعتدون الصرب سكان رودو (Rudo) التي تقع الى الشرق من غوراجدا مسافة ٠٣ كلم تقريباً، وكان عدد سكانها ٢٧٥١١ نسمة، وسكان جاينجه (Cajnice) ٩١٩٨١ نسمة، وتقع جنوب شرق غوراجدا مسافة ١٢ كلم، وفيشي غراد (Visegrad) التي تقع شمال شرق غوراجدا مسافة ٨٣ كلم، وعدد سكانها ٢٠٢١٢ نسمة، وسكان مدينة روغاتيتسا (Rogatica) التي كا نت تسمى سابقاً “جلبي بازار” اي سوق جلبي، وكان عدد سكانها ٢١٨١٢ نسمة، وهي غربي فيشي غراد مسافة ٤٢ كلم، والى الشمال من غوراجدا مسافة ٤٣ كلم والى الشرق من صوقلى مسافة ٨٢ كلم، والى الجنوب من جيبا مسافة ٠٣ كلم.وسكان صوقلى التي انجبت الصدور العظام من آل صوقلي، وتسمى الآن صوقولاتس (Sokolac) وعدد سكانها ٣٣٨٤١ نسمة، تبعد عن ساراييفو شرقاً ٦٤ كلم، وعن جيبا غرباً ٩٢ كلم تقريباً، وعن غوراجدا شمالاً ١٦ كلم، والى جنوب غرب سريبرنيتسا مسافة ٨٥ كلم تقريباً، وجنوب غرب زفورنيك مسافة ١٠١ كلم، وجنوب توزلا ٩٣١ كلم، وسكان خان بييساك (Han Pijesak) وعددهم ٦٤٣٦ نسمة، وتقع خان بييساك الى شمال شرق صوقلي مسافة ٢٣ كلم، والى الغرب من سريبرنيتسا مسافة ٥٣ كلم، والى شمال غرب جيبا مسافة ٠٣ كلم.الى هؤلاء يضاف سكان القرى الصغيرة، وعدد كبير من المهجرين من المناطق الجنوبية التي احتلها الصرب سابقاً. ان حصر اعداد ضحايا مجازر التصفية الدينية في البوسنة / الهرسك يكشف لنا عن أرهب مجازر هذا القرن، فبعملية حسابية غير معقدة يتضح لنا ان عدد سكان المدن التي ذكرناها هو: ٨٩٣٤٠٥، يضاف اليهم ٠٠١ ألف من المهاجرين من المناطق الجنوبية، و٠٥ ألفاً من سكا ن الأرياف، فيتضح لنا ان مأساة »الملاذات الآمنة« هي مأساة ٨٩٣٤٥٦ نسمة.هذا هو الرقم الأقرب الى الصحة في ما يخص عدد سكان المنطقة الشرقية من البوسنة.انها كارثة تفوق كارثة القنابل الذرية الاميركية في ناغازاكي وهيروشيما. لو تصورنا ان نصف سكان المنطقة الشرقية من البوسنة قد هاجروا، فان عدد الباقين هو ٩٩١٧٢٣ نسمة، ولو صدقنا ان نصف الباقين قد قُتل في المعارك لبقي ٠٠٦٣٦١ نسمة، ولو كان نصف هؤلاء من الاناث لكان عدد الذكور هو ٠٠٨١٨، ولو آمنا وصدقنا ان نصفهم لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر لاتضح لنا ان عدد الاسرى هو ٠٠٩٠٤ نسمة من رجال وشبان. هذا هو العدد الاقرب الى الصحة، وهو مخالف لما تروجه وكالات الانباء الغربية المتواطئة في غياب الوكالات العربية والاسلامية.ان الغاية من خفض الارقام هي تضليل الرأي العام وامتصاص النقمة الانسانية. سبق وحذرنا مما يحدث الآن منذ أكثر من سنتين اذ نُشر في صفحة قضايا “الحياة” مقال تحت عنوان »سربيرنيتسا الشاهد التاريخي على الجريمة« يوم الخميس ٢٢/٤/٣٩٩١ جاء في مقدمته »لن نعود الى الماضي البعيد لأن تاريخ المسلمين الانساني في البلقان واضح، وسرده يحتاج الى مجلدات، لذا نقتصر على ذكر الحاضر والماضي القريب، وما أسباب ذلك الا الوقوف على أطلال مدينة سريبرنيتسا المسلمة التي اصبحت حديث الساعة في وسائل الاعلام، وشاهد عيان على همجية الصرب، وتواطؤ النظام الغربي الجديد«.وجاء فيه »أما اليوم “٢٢/٤/٣٩٩١” فتقوم قوات الصرب المعززة بالمرتزقة الروس والرومان واليونان بقصف المدينة وتخريبها، وقطع الطرقات المؤدية اليها، بينما تقوم منظمة الأمم المتحدة بترحيل بعض المرضى والاطفال والعجزة الى مدينة توزلا في الشمال، ومجلس الأمن يؤجل جلساته، وأميركا ترهن قرارها باستخدام القوة بموافقة حلفائها.ان كلمة الحق هي: ان القوى دائمة العضوية في مجلس الأمن هي قوى متآمرة على سلامة المسلمين في البوسنة والهرسك وكل بقاع الدنيا.لقد »حصحص الحق« وتجسدت جهود المنظمة الدولية بتصويت مجلس الأمن ليلة السبت ٧١/٤/٣٩٩١ »الذي هاله الهجوم الوحشي على سريبرنيتسا.فصوت على تشديد العقوبات على »يوغوسلافيا« وفي تحدٍّ جديد هدد الصربي الارهابي رادوفان كاراجيتش / رداً على ذلك / بمقاطعة أية محادثات سلام جديدة باشراف الامم المتحدة، لكنه قال: ان الكلمة الفصل تعود الى البرلمان البوسني الصربي.وجاء في الانباء »وعن المعاناة الأخيرة لسكان سريبرنيتسا، السبت ٧١/٤/٣٩٩، أُفيد بعد ظهر امس ان معظم الاهالي واللاجئين “٠٦ ألف شخص” كانوا في الملاجيء، فيما كانت القوات الصربية تحكم الطوق على البلدة المحاصرة، وعُلم ان القصف الصربي أصاب المنطقة الصناعية، ومركز البريد الذي تتحرك فيه وحدة صغيرة من القوات الدولية “٤١ فرداً” كما قتل ٠٢ شخصاً وجرح ٠٣ شخصاً آخرون اثناء تقدم الدبابات الصربية«.وآخر ما توصل اليه »النظام العالمي الجديد« هو مطالبة المسلمين تسليم اسلحتهم في المدينة المحاصرة لقوات الأمم المتحدة بناءً على رغبة الصرب، وبعد ذلك يتم اخلاء سريبرنيتسا من المقاتلين، وما لم يُعلن عنه هو: تسليم المدينة للصرب في وقت لاحق.»الحياة« ٢٢/٤/٣٩٩١.هذا ما نُشر في »الحياة« قبل سنتين وثلاثة أشهر تقريباً.فقد جمعت قوات الأمم المتحدة / وبقرار لئيم / اسلحة المسلمين، وبعد سنتين وربع السنة سلمت قوات الأمم مدينة سريبرنيتسا للصرب. وفي ٩٢/٦/٣٩٩١، نشرت »الحياة« مقالاً تحت عنوان »سبعون ألفاً في غوراجدا يعانون من الحصار الصربي.العالم يقدم الوعود والقرارات لايقاف حمامات الدم في البوسنة والهرسك« وجاء في مقدمته »في منتصف العام الجاري ٣٩٩١ يمر على حصار غوراجدة ٥١ شهراً وبهذا تحطم المدينة رقماً قياسياً في الصمود.ويكتسب الصمود أهمية خاصة لأنه يستمر في ظروف غير متكافئة في العدة والعدد، وزاد من صعوبات مقاومة المدينة سقوط مدينة تربينيا في الجنوب / منذ بداية الحرب / فتمددت الحرب شمالاً نحو ساراييفو ففصلت عن غوراجدة التي لم يبق لها الا المنفذ الشمالي المؤدي الى منطقة توزلا مروراً في منطقة أزوورنيق »زفورنيك« وعندما احتلت القوات الصربية مدينة سريبرنيتسا في ٧١/٤/٣٩٩١ أحكمت حصار مدينة غوراجدا، وبدأت معاناة ٠٦ ألف مسلم تحت الحصار.وأصدر مجلس الأمن قراراً بتشديد العقوبات على صربيا بمفعول متأخر يبدأ في ٦٢/٤/٣٩٩١، لاعطاء فرصة كافية للقوات الصربية حتى تتمكن من ذبح المسلمين في غوراجدا وسريبرنيتسا.ازاء هذه المأساة تكتفي الدول الاوروبية بالكلام الفارغ، وتطلق أميركا الوعود المطاطية، ونحن أسقطنا الحرج عن انفسنا بادعاء العجز وعدم الاستطاعة. وفي هذا الجو تستمر الكارثة، وتقوم القوات الصربية بتضييق الخناق، واحكام الحصار يوماً بعد يوم بدعم من روسيا ورومانيا واليونان.وتلعب الدول التي تناصر الصرب دور الوسيط التجاري، والحليف الاستراتيجي، فتقدم الدعم الكامل للصرب، وتستورد لهم السلع اللازمة لهم.وأحياناً تُهرب بعض السلع من الدول الاسلامية الى صربيا وكرواتيا، وتساهم في تعزيز الحصار ولو بشكل غير مباشر “...” هكذا تدور المحادثات الصربية ولا تتمخض الا عن قرارات هزيلة تستخدم في تضليل الرأي العام وتحذيره بغية اعطاء فرص زمنية أطول للصرب والكروات على السواء ليتمكنوا من ابادة المدنيين المحاصرين او تهجيرهم كخطوة أولى على طريق تنقية أوروبا من المسلمين.وهذا هو الوجه العنصري الأوروبي الذي يتستر وراء العديد من أقنعة الشعارات المزيفة.فالحصار العسكري مقدمة من مقدمات السقوط الاستراتيجي، واحكام الحصار يختصر الزمن اللازم للقوات المهاجمة والمسافة لانه يؤدي الى انعدام الامداد والمساندة.وهذا ما يحصل في غوراجدا التي ستقع ضحية في نهاية الأمر. وبعد مجازر البشر، سيبدأ تدمير الآثار الاسلامية لطمس هوية المدينة، وهذا أمر معتاد لمسناه في تدمير جوامع مدينة باتيالوقة.ويذكر ان منظمة اليونسكو أصدرت قراراً بحماية الآثار الاسلامية أسوة بالآثار الرومانية واليونانية والبيزنطية.ومع ذلك تُدمر الآثار الاسلامية في أوروبا نهاية القرن العشرين. ان الشيء بالشيء يذكر، لذلك نُذكِّر بما كتب في »الحياة« في ٦١/٦/٣٩٩١ تحت عنوان »خرائط الكروات عن التوزيع السكاني في يوغوسلافيا سابقاً« اذ جاء: »شن الصرب يوم الثلثاء ٥/٥/٣٩٩١ هجوماً على جيبا التي يسكنها ٠٤ ألف مسلم، وذكرت اذاعة البوسنة: ان جيبا تحترق بعدما فتحت المدفعية الصربية نيرانها من كل الاتجاهات على المدينة عند الفجر تقريباً “...” وطالبت حكومة البوسنة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة باتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان فوراً، اذ يوجد هنالك ٠٤ ألف مسلم في جيبا بينهم ٥٣ ألفاً من اللاجئين أتوا اليها من القرى المجاورة في شرقي البوسنة، ومن بين المحاصرين ٠٠٠٨ طفل، ولا غذاء ولا دواء والجوع والمرض والقصف يغطي المنطقة في وقت استمر فيه اللفط عن المناطق الآمنة«.“»الحياة« ٦١/٦/٣٩٩١” منذ أكثر من سنتين كتبنا عن سريبرنيتسا وغوراجدا وجيبا، وغير ذلك من المدن الاسلامية في البوسنة والهرسك وحصل ما توقعناه، فقد نفذت الأمم المتحدة خططها العدوانية.وخدرت ابناء العالم الاسلامي، بالقرارات الوهمية التي تشبه الشيكات البنكية دون أرصدة.  30079 “الحياة”...........عام “العنوان: سقوط الملاذات البوسنية » الآمنة « بأيدي الصرب .الموقف الدول