العنوان: الكتاب: الموجز في تاريخ الطب عند العرب  المؤلف: الدكتور رحاب خضر عكاوي  الناشر: دار المناهل / بيروت 1995م .الانجازات العربية على الاصعدة الطبية استكملت ابداعات الحضارات السابقة “الكاتب: محمود السيد الدغيم “ جريدة الحياة - لندن “ت.م: 25/06/1995 “ت.هـ: 27/01/1416 “العدد: 11812 “الصفحة: 22

aakkawi.gif 

للاستماع إلى موضوع متعلق بالكتاب

اضغط هنا

والقسم الثاني هنا

افتتح المؤلف الدكتور الصديق رحاب عكاوي كتابه بالحديث عن »الطب منذ فجر التاريخ« واعقب الافتتاح بستة عشر فصلاً، غطى فيها جانباً واسعاً من تاريخ الطب في مصر الفرعونية من خلال عرض المعلومات التي ذكرها المؤرخون الاجانب والمؤرخون العرب، وخلص الى تقسيم الاطباء المصريين القدماء الى اربع طوائف:  الاولى: طائفة الاطباء العموميين، ثمانية عشر طبيباً. الثانية: طائفة المتخصصين، ثمانية اطباء. الثالثة: طائفة رؤساء الاطباء، ثلاثة وثلاثون طبيباً. الرابعة: طائفة اطباء السراي الملكية، ثلاثة وعشرون طبيباً. ثم عرض المعلومات الطبية التي تضمنتها البرديات المصرية، والتي تدل على تعدد الاختصاصات الطبية عند قدماء المصريين حسبما جاء في بردي ايبرس، وبردي ادوين سميث، وبردي هرست، وبردي برلين الطبي رقم 3038، وقرطاس لندن، وقرطاس كارلزبرغ، وقرطاس ليدن الطبي، وقرطاس كاهون، وقرطاس مكتبة تشستربيتي، وقرطاس ارمان.وخلص الى القول ان طب الاغريق لم يكن مستحدثاً بل اقتبس كثيراً من الطب المصري، حتى يمكن اعتباره امتداداً له. وتعرض المؤلف الى الطب الاغريقي، ومراحل تطوره ابتداءً من زمن الحكيم اسقلبيوس الذي كان احد الملوك الاربعة الذين صحبوا هرمس، واخذوا عنه الحكمة والتنجيم والطب.ويشير المؤلف الى ان موطن ذلك الحكيم كان في بلاد الشام وآسيا الصغرى، ويقول ان الحقائق امتزجت بالخرافات عند الاطباء الاغريق، ثم تطور الطب في مدرسة الاسكندرية وغيرها، ونبغ أبقراط وجالينوس واسطفان الاسكندري وانقيلاوس الاسكندري وجاسيوس ومارينوس الاسكندريان.وتمت ترجمة المؤلفات الطبية الاغريقية الى اللغات الحية. وتناول الباحث تاريخ الطب في بلاد ما بين النهرين التي »تعتبر اقدم موطن لمدنيات الشرق…« التي عرفت الطب ومستلزماته من عقاقير وادوات، وقد تطورت على مرّ القرون منذ القرن الخامس قبل الميلاد مروراً بالعصر السومري ثم البابلي فالآشوري. ويقدم المؤلف سرداً موجزاً لتطور الطب في بلاد فارس وشبه جزيرة الهند والصين والشرق الاقصى والعصرين الروماني والبيزنطي، وبذلك يعرض صورة واضحة لواقع الطب العالمي في العالم القديم، ثم ينتقل الى عرض تاريخ الطب عند العرب بشكل موجز. يمهد الكاتب لتاريخ الطب العربي قبل الاسلام بلمحة تاريخية موجزة، ثم يعرض للعلوم الطبية عند عرب الجاهلية، فيبين انواع الطب التي مارسها الاطباء والسحرة والمشعوذون، ويردف ذلك بعرض لطبقات الاطباء العرب في الجاهلية، امثال: لقمان بن عاد، وكوسم وداميان السوريين، وزهير بن خباب بن هبل الحميري، وابن حذيم، وبنت عامر بن الظرب العدوانية، وزينب طبيبة بني أود.ويتبع تلك الطبقة بطبقة الاطباء الذين عاصروا فجر الاسلام، امثال: الحارث بن كلدة بن عمر بن علاج الثقفي الذي تخرج من مدرسة جنديسابور، وهو الذي قال: اربعة تهدم البدن: الغشيان “اي: الجماع” على البطنة.“أي: بعد امتلاء المعدة”، ودخول الحمام على الامتلاء، واكل القديد “أي: المجفف”، ومجامعة العجوز. ويتحدث الكاتب عن النضر بن الحارث بن كلدة، وابو رمثة التميمي، وضحاد بن ثعلبة الآزدي، والحارث بن كعب، وكعيبة بن سعد الاسلمية، والشمردل بن قباب الكعدي، “وقيل: الكعبي” النجراني، ونُسيبة بنت الحارث الانصارية، والشفاء بنت عبدالله بن عبدشمس بن خلف القرشية، ورفيدة الاسلمية.ويعقب المؤلف تلك التراجم بالحديث عن الطب في فجر الاسلام وعصر الخلفاء الراشدين، والغاء الاسلام لطب الدجالين والسحرة والمشعوذين، وذكر النساء الآسيات الممرضات في فجر الاسلام امثال: أم سنان الاسلمية، وأم سليم، وأمية بنت قيس الغفارية، وأم أيمن، وخمنة، والرُّبَيْع بنت مقّوذ بن عفراء الانصارية، ونسيبة بنت كعب المازنية.وهو يعتمد في اخبار الآسيات على كتاب اعلام النساء من دون ذكر ارقام المجلدات او ارقام الصفحات، وكان من الأفضل لو اعتمد المؤلف مراجع ومصادر اخرى لإغناء الموضوع. وفي الفصل الحادي عشر نجد دراسة عن الطب النبوي لكنها موجزة جداً، بدأت في الصفحة 94 وانتهت في الصفحة 122.ويقتصر المؤلف على ذكر ما قلّ ودلّ من الهدي النبوي في مجال الطب، وهذا يتناسب مع غرض الكتاب، غير انه لم يشر الى المصادر والمراجع باستثناء الاشارة الى مقدمة ابن خلدون، والطب والاطباء، والسنا والسنوت، والطب النبوي والعلم الحديث، وعيون الانباء.وهو يخرج الآيات القرآنية لكنه لم يخرج الأحاديث النبوية. ثم ينتقل المؤلف الى الطب في العصر الأموي “41 / 132هـ” حينما توالى على الخلافة اربعة عشر خليفة، ابتداء بمعاوية بن ابي سفيان وانتهاء بمروان الثاني.وقد ازدهر الطب في تلك الفترة من جراء الفتوحات وهضم حضارات البلاد المفتوحة وانضواء المراكز العلمية العالمية تحت جناح الخلافة الاموية التي ضمت انطاكية والاسكندرية وجنديسابور وحران ونصيبين ودمشق وبيروت. ويترجم المؤلف لمشاهير الاطباء في العصور الاموي امثال خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان، وابن أثال، وابي الحكم الدمشقي، وحكم الدمشقي، وعيسى بن حكم الدمشقي، وماسرجويه، وتياذوق، وابن أبجر، وفرات بن شحناتا. ثم يعرض الطب البيطري الذي عُرف بالبيطرة وهو خاص بالحيوانات، وطب البيزرة الخاص بالطيور، وبعد ذلك يعرج على البيمارستانات في العصر الاموي فيوضح انواعها، ويعرّف اشهر البيمارستانات الاموية امثال البيمارستان الصغير بدمشق، وبيمارستان الخليفة الوليد بن عبدالملك، وبيمارستان زقاق القنديل. وفي الفصل الثالث عشر يتناول المؤلف الطب في العصر العباسي حيث تطور الطب مع تطور العلوم الاخرى، اذ هضمت بغداد تراث اليونان والفرس والروم والهنود، وترجمت المؤلفات الطبية الى اللغة العربية على أيادي يحيى بن البطريق، ويحيى بن ماسوية، وحنين بن اسحاق، وقسطا بن لوقا البعلبكي الشامي، وثابت بن قرة، وابنه سنان.وكان لبعض هؤلاء المترجمين المام بالطب ايضاً، ونبغ في الطب وغيره من العلوم فيلسوف العرب يعقوب بن اسحاق الكندي “809 / 873هـ” كما نبغ بنو بختيشوع، وآل طيفور، وبنو ماسويه. ونبغ من الاطباء العرب في عهد بني العباس الطبيب علي بن ربن الطبري، وابو بكر الرازي، واحمد بن ابي الأشعث، وابن بطلان وغيرهم.ويذكر المؤلف الاطباء الهنود في العصر العباسي امثال: صالح بن بهلة، والطبيب منكة، والطبية كنكه، ثم يذكر البيمارستانات في العصر العباسي امثال: بيمارستان الرشيد، وبيمارستان البرامكة، وبيمارستان علي بن عيسى وغيرها. ينتقل المؤلف الى افريقيا في الفصل الرابع عشر فيتحدث عن الطب والاطباء في تونس في عصر الأغالبة والفاطميين، فيعرض تراجم اشهر الاطباء وأهم مؤلفاتهم، ثم يذكر البيمارستانات في الديار التونسية. وفي الفصل الخامس عشر يبدأ الحديث عن الطب والاطباء في مصر بعد الفتح الاسلامي، ويترجم لأشهر الاطباء المصريين، ويذكر مؤلفاتهم، ثم يذكر بيمارستانات الديار المصرية الاسلامية. ويخصص الفصل السادس عشر للحديث عن الطب والاطباء في الجزيرة وبلاد الشام، ونوابغ الاطباء في تلك البلاد، وما تفتقت عنه عبقرياتهم من مؤلفات مهمة.ثم يستعرض البيمارستانات الشامية في سورية وفلسطين والموصل والجزيرة.  وفي الفصل السابع عشر يسرد تاريخ الطب في المغرب والاندلس، ويعقبه بخلاصة عن مميزات صناعة الطب عند العرب في العصور الوسطى وعن طبنا العربي في الغرب.ثم يقصر الفهارس على المصادر والمراجع والمواضيع من دون استكمال فهارس الأعلام والاقوال وغيرها من الفهارس الضرورية. 29256 “الحياة”...........عام “العنوان: » تاريخ الطب عند العرب « للدكتور رحاب عكاوي .