العنوان: ملاحظات حول كتاب أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني. تراجم الأعلام تحفظ الانتماء وتستدعي الدقّة
الكاتب: محمود السيد الدغيم، 24/1/1416هـ/ 22/6/1995م. الحياة، العدد: 11809“الصفحة: 20

كتب تراجم الاعلام جانب من جوانب حفظ الذاكرة والانتماء، وتبدو اكثر ضرورة في حال فلسطين المحتلة التي تحتاج الى الاثبات الدائم لهويتها والى تجديد انتماء شعبها لها. في هذا الضوء نهتم بكتاب »اعلام فلسطين في اواخر العهد العثماني “1800 / 1918”« لعادل مناع الصادر في طبعته الثانية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية / بيروت 1995. تضمن الكتاب 216 ترجمة لاعلام ينتسبون الى 118 عائلة، وتفاوتت اعدد اعلام العائلات الفلسطينية فجاء اعلام آل الحسيني في المقدمة حيث ترجم المؤلف لواحد وعشرين علماً منهم، يليهم آل الخالدي حيث ترجم لاثني عشر علماً منهم، ويليهم آل طوقان 7 اعلام، وآل عبدالهادي 6 اعلام، وأبو غوش 5 اعلام، والدجاني 5 اعلام، والعلمي 5 اعلام، اما الأسر التي ذكر منها 4 اعلام فهي: ابو السعود، والإمام، والتميمي، والجرار، والسمحان، والنشاشيبي.اما الأسر التي ذكر منها 3 اعلام فهي: قعوار، والنمر، وهكذا نجد ان 91 علماً ينتسبون الى 15 عائلة اما الاعلام الباقون وعددهم 125 فينتسبون الى 102 عائلة.وقد جرى ذكر علمين من 24 عائلة وعلم واحد من 77 عائلة. ومن ناحية ثانية نجد ان الاعلام المترجم لهم هم من ابناء المدن، ويأتي في المقدمة لواء القدس والخليل، ومنه 79 علماً، يليه لواء غزة ويافا ومنطقة بئر السبع 56 علماً، ومن منطقة نابلس وجنين 48 علماً وبلغ عدد اعلام حيفا وعكا والجليل بما فيه مدن طبريا وصفد والناصرة 33 علماً. ويعزو المؤلف ضآلة عدد اعلام حيفا والجليل الى ضياع »سجلات المحاكم الشرعية في صفد وعكا وطبريا والناصرة«.اما بروز النخبة في القدس ونابلس ويافا فيرده الى المحافظة على السجلات الرسمية، ويُقر المؤلف بعدم نجاحه »في العثور على معلومات لترجمة اي واحد من اعلام مدينة صفد« كما يُقر بضعف تمثيل القبائل البدوية في هذا الكتاب حيث يقول: »ويبرز التمثيل غير المتساوي لفئات مختلفة من السكان اذا قارنا عدد الاعلام من البدو / في الطبعة الاولى من الكتاب، اثنان فقط / بأعلام المدن، وهم الاغلبية الساحقة…« وفي هذه الطبعة اضاف المؤلف ثلاثة اعلام من مشايخ قبائل ابو مدين والعطاونة والهزيل في منطقة بئر السبع، مع ان البدو هم خُمس سكان فلسطين واقتصر المؤلف على ذكر 45 علماً من اعلام الريف الفلسطيني. ومن المآخذ على المؤلف انه لم يترجم لأعلام فلسطين في المهجر، فعلى سبيل المثال لم يترجم لأحد في كتابه من آل النابلسي، وهم فلسطينيون يقطنون دمشق، واقتصار المؤلف على الوثائق التي سلمت من العبث في فلسطين ليس كافياً لترجمة اعلام فلسطين في القرن الماضي وبداية هذا القرن، ولو عاد المؤلف الى التقاويم السنوية العثمانية التي تسمى “سالنامة” و”نوسال” لوجد عدداً كبيراً من اسماء الاعلام ممن خدموا في فلسطين واستقروا فيها، او من الفلسطينيين الذين نبغوا خارج فلسطين في اطراف دولة الخلافة العثمانية. ومن التقصير الواضح: ان المؤلف لم يذكر اعلاماً معروفين امثال قائم مقام الاشراف في غزة السيد مصطفى العلمي شعشاعة، الذي تقلد المنصب بعد سنة 1250 هـ واستمر فيه حتى توفي سنة 1268هـ، وخلفه ابنه الحاج احمد، ثم ولده الحاج محمد.وهذه المعلومات ذكرها سليم عرفات المبيض في كتابه »غزة وقطاعها« “ص: 380” نقلاً عن مخطوطة »الشجرة الزكية« للشيخ عثمان الطباع. وتتضارب معلومات مؤلف اعلام فلسطين عادل مناع مع ما اورد سليم عرفات المبيض الذي قال: »وقد حدث في نهاية القرن التاسع عشر، وفي عام 1893 تشكيل اول مجلس بلدي لمدينة غزة برئاسة الحاج مصطفى العلمي مستمراً في رئاستها حتى عام 1898 ليخلفه ابنه الحاج احمد العلمي، وحتى عام 1902، ليأتي بعده علي الشوا الذي استمر في البلدية حتى سنة 1906، ليخلفه الشيخ عبدالله العلمي، في عام 1910 وبعده ترأس البلدية خليل بسيسو، ليترأس بعده البلدية الحاج سعيد الشواء، الذي بنى مقراً للبلدية«.“غزة وقطاعها ص: 386” وخلافاً لما ذكره سليم المبيض نجد ان عادل مناع يذكر ان مصطفى العلمي بقي في منصبه كرئيس مجلس بلدية غزة »حتى توفي في غزة سنة 1308هـ/ 1890 / 1891، وقد ناهز الثمانين من العمر…« ص: 293.وهكذا نجد تضارباً في المعلومات حول تاريخ وفاة مصطفى العلمي بين ما ذكره المبيض ومناع، علماً ان الطبعة الاولى من كتاب »اعلام فلسطين« صدرت سنة 1896 بينما صدر كتاب »غزة وقطاعها« لسليم المبيض سنة 1987، وها هي الطبعة الثانية من »اعلام فلسطين« تصدر هذا العام ويبقى تناقض المعلومات بين الكتابين والكاتبين. عنوان الكتاب »اعلام فلسطين في اواخر العهد العثماني 1800 / 1918« عام مطلق غير مخصص ولا مقيد، ومحتويات الكتاب لا تفي بعنوانه، لذلك كان من الافضل لو عبّر العنوان عن المحتوى بتضمينه قرينة تدل على ذلك، كأن تسبق العنوان كلمة بعض ليصبح »بعض اعلام فلسطين…« ودليل الاختصار ان المؤلف يقتصر على ذكر علمين من آل البرقاوي هما عيسى البرقاوي، ويوسف افندي البرقاوي، ولا يذكر عمر سليمان البرقاوي، والشيخ ابو بكر البرقاوي اللذين »اختلفا على زعامة قريتي سبسطية وجيت، وتوسط بينهما الامير موسى بك طوقان سنة 1531هـ/ 1815م« “الموسوعة الفلسطينية ج2 الدراسات التاريخية ص: 856، بحث عبدالكريم رافق”. ويقتصر المؤلف على ذكر ستة اعلام من آل عبدالهادي، لكنه لا يذكر الشيخ حسين عبدالهادي حاكم نابلس سنة 1831 الذي ورد ذكره في الموسوعة الفلسطينية ج2/ ص: 858. يقول المؤلف عادل مناع في مقدمة الكتاب: »لقد حافظت في هذه الطبعة ايضاً على ترتيب الاعلام المترجم لهم ترتيباً ابجدياً بحسب العائلة…« “ص:8” والحقيقة ان المؤلف لم يلتزم بتطبيق المخطط الذي وضعه، اذ ذكر قاسم الأحمد بحسب الاسم الاول فأورد ترجمته تحت الرقم 180ص: 318، وكان من الواجب ايراده تحت الرقم: 15ص:52.كما اورد سعيد المصطفى ص: 202، وكان من الواجب تأخيره ايضاً، وأورد عبدالله باشا ص:265، وكان الواجب تقديمه حسب ما تقتضيه النسبة »خزندار« كما اورد عقيلة آغا بن موسى الحاسي »الهنادي« ص: 287، والنسبة تقتضي ايراده في غير هذه الصفحة. قصر المؤلف ترجمة الشيخ قاسم الاحمد على اقل من صفحة، وذكر في تلك الترجمة المبتسرة ان قاسم الاحمد حصل على »متسلمية القدس« و»حصل ولده محمد متسلمية نابلس من عبدالله باشا« ص 318، ولم يذكر ولده يوسف الذي حكم القدس، ولا ولده عثمان الذي حم يافا ولا ولده احمد الذي نُفي الى مصر، وهذا قصور كان من الممكن استدراكه لو نظر المؤلف في ما كتبه عبدالكريم رافق في الموسوعة الفلسطينية ج2/ ص 858. وفيما يشكو المؤلف ندرة المعلومات عن شيوخ البدو نجده اغفل ذكر الشيخ صبح شوكة شيخ قبيلة الفواعرة في بيت لحم الذي قاد ثورة البدو والفلاحين ضد القوات المصرية سنة 1834 وقد وردت تلك المعلومات في الموسوعة الفلسطينية ج2/ ص:859. نستطيع القول ان المؤلف ابرز بعض اعلام فلسطين، واغفل ذكر عدد كبير من الاعلام على رغم توافر المعلومات في المصادر المطبوعة من كتب ودوريات وصحف، وكان واجباً ان يستدرك ما فاته في الطبعة الاولى حينما قدّم هذه الطبعة الحديثة. اضافة الى ما سبق وجدنا المؤلف لا يتقيد بأصول البحث العلمي في معظم محتويات الكتاب اذ لا يذكر ارقام الصفحات التي رجع اليها في بحوثه، ومثال ذلك: انه يُحيلنا في ترجمة »الجيوسي، الشيخ احمد ابو عودة« ص:92، الى كتاب تاريخ سليمان باشا العادل “صيدا، 1936” لابراهيم العورة، ولا يذكر رقم الصفحة علماً ان تلك المعلومات وردت في الصفحة 221 / 224.وفي الهامش رقم 2 من الترجمة نفسها يحيل الى »سجل المحكمة الشرعية في نابلس« من دون ذكر السنة او الشهر او رقم السجل او رقم الصفحة. الى جانب الهفوات توجد نقاط مضيئة حيث يورد اسماء بشكل أدق مما ورد في الموسوعة الفلسطينية التي ذكرت في ج2/ ص:857، ان ثوار القدس نصّبوا زعيماً هو »يوسف عرب جبجب أخي« سنة 1825، بينما ورد الاسم في اعلام فلسطين “الجاعوني، يوسف آغا “جبه جي” اي: المسؤول عن مستودع الاسلحة في قلعة القدس…« “ص:75”. 29146 “الحياة”...........عام “العنوان: ملاحظات حول كتاب » أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16427677
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة