العنوان:» تاريخ النصارى في الأندلس « لعبادة كحيلة. تفاصيل حياة نصارى الاندلس في ممالكهم وفي حكم المسلمين) (الكاتب:محمود السيد الدغيم) (ت .م:31-07-1994) (ت .هـ:23-02-1415) (العدد:11487) (الصفحة:16) الكتاب:تاريخ النصارى في الأندلس. المؤلف:عُبادة بن عبدالرحمن رضا كُحيلة. الناشر:نشر خاص باسم المؤلف - القاهرة - رقم الايداع:1541-1993

كثيرة هي الكتب العربية التي كتبت حول الفتح الاسلامي لبلاد الأندلس، وأكثر منها الكتب التي نعت الأندلس بعد سقوطها . أما الكتب التي خصصت لنصارى الأندلس فنادرة . أخيراً رَفَدَ الدكتور عُبادة بن عبدالرحمن رضا كُحيلة المكتبة العربية بكتاب يخص تاريخ النصارى في الأندلس، فسلط الأضواء على الجوانب الاجتماعية والادارية والثقافية والسياسية لنصارى الأندلس، مقدماً صورة تساعد على فهم الاسباب التي يسرت للمسلمين فتح الأندلس، كما تساعد على إدراك العوامل التي سهلت سقوط الأندلس، وما أعقب السقوط من إنهيار حضاري - ثقافي - إنساني في اسبانيا التي ما زالت تعاني من ذيول تلك النكسة التي وضعتها في أدنى درجات التخلف الأوروبي بعدما كانت منارة علمية ثقافية تستضيء بنورها أوروبا في عصر الظلمات . والكتاب الذي بين أيدينا هو الثالث لمؤلفه في موضوع الأندلس، اذ نشر من قبل كتاباً بعنوان:»أندلسيات«، وكتاباً آخر بعنوان:»صقر قريش، عبدالرحمن الداخل«، وقد صدر الأخير سنة 1968م في سلسلة »أعلام العرب« تحت الرقم 76 . ولهذا يأتي كتاب »تاريخ النصارى في الأندلس« كثمرة لمعايشة القضية الأندلسية فترة زمنية طويلة تراكمت للمؤلف خلالها معلومات غزيرة تضيء الزوايا المجهولة . عقد المؤلف الباب الأول لدراسة »عناصر المجتمع في اسبانيا« قبل الفتح الاسلامي، ثم في ظل السيادة الاسلامية في الاندلس، ثم بعد السيطرة النصرانية الكاثوليكية . في أيام الحكم القوطي بقيادة لُذريق كان المجتمع مكوناً من »خمس طبقات اجتماعية، هي:النبلاء، رجال الدين، الأحرار، الاقنان والعبيد، اليهود ( . . .، . ولما كان القوط - عند قدومهم يدينون بالأريوسية (نسبة الى الكاهن الاسكندراني أريوس، وسط شعب من الكاثوليك - فإنهم سمحوا لليهود بحرية العقيدة، ولم يتدخلوا في حياتهم الخاصة، وتركوهم ينظمون أمورهم وفق تقاليدهم وقوانينهم .  وعندما أعلن ريكاريدو الكاثوليكية مذهباً رسمياً للبلاد سنة 587م تعرض اليهود لحملة متصلة من الاضطهاد، وصلت الى ذروتها في أواخر القرن السابع، ففي المجمع الثاني عشر سنة 681م تقرر مصادرة كل من لا يتنصر من اليهود، وتعذيبه ونفيه، وتطبيق هذه الجزاءات على الذين يعمدون ولا يتركون الطقوس اليهودية . وفي المجمع السادس عشر سنة 693م أمر إخيكا »Egica« اليهود ببيع عبيدهم بأسعار يحدّدها لهم الملك، وكذلك ببيع عقاراتهم وأراضيهم وكرومهم، وضوعفت عليهم الضرائب ( . . .، واتهم المجمع السابع عشر، اليهود بالخيانة وأعلنهم عبيداً، وصادر أملاكهم، وأمر بأن يؤخذ منهم أطفالهم لينشأوا مع النصارى ويتزاوجوا معهم . وإزاء ذلك اضطر عدد من اليهود الى الهرب من البلاد، وتم استرقاق الباقين« (ص:15، . وأحوال العبيد والأقنان كانت اسوأ من أحوال اليهود، أما الأحرار فكانوا أدنى طبقة من النبلاء الذين حُصرت فيهم المناصب الرفيعة، وبرر لهم رجال الدين التفرد بالمناصب العالية بما في ذلك منصب الملك، فأصبحت »كل طبقة من هذه الطبقات طبقة مغلقة لها عالمها الخاص بها، وليس لها ان تتجاوزه، ثم ان القوط أنفسهم عاشوا بمعزل عن أهل البلاد« . وسادت القطيعة بين أبناء المجتمع الذي تفكك بفعل الظلم، وغياب العدالة، ما دفع الكثير من أبناء البلاد الى التخلي عن الدفاع عنها، والترحيب بأي مخلّص يأتي من وراء البحر، فوصلت طلائع الفتح الاسلامي الى البلاد الأندلسية لتضع حداً لمسألة الظلم، وتنشر العدالة، والعلم، والتقدم الحضاري في جو التسامح . لم يشمل الفتح الاسلامي كافة أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث بقيت في بعض الأقاليم سلطات نصرانية هي:»اشتوريش Asturias« جلّيقية، قشتالة »Castilla« البرتغال »Portugal« نبرة »Navarra« قطالونيا »Catalonia« وكونتيات صغيرة في سفوح البرتات أهمها:أرغونة »Aragon« . وفي أواخر القرن التاسع الميلادي صارت مملكة أشتوريش - جيليقية تدعى مملكة ليون »Leon« بعد امتداد حدودها شرقاً وجنوباً على حساب المسلمين، وضمها أراضي جديدة« (ص57، . ثم تتابع ظهور الامارات النصرانية، وكانت عناصر المجتمع في الكيانات النصرانية مكونة من النبلاء وعلى رأسهم الملك، وأدناهم طبقة صغار النبلاء »Infanzones«، وطبقة رجال الدين التي توازي طبقة النبلاء، وتحافط على امتيازاتها الموروثة من أيام القوط، وتشارك النبلاء في عضوية مجلس البلاط . وبعد رجال الدين تأتي طبقة الاحرار، وهم الطبقة الوسطى، ثم طبقة اليهود التي زاولت الأعمال المختلفة ولا سيما الطب والتجارة وخاصة تجارة الرقيق والنسيج والمجوهرات، وقد احتكروا الصيرفة والتعامل بالربا، بالاضافة الى دور ثقافي تجلى في عكوفهم »على نقل الكتب العربية وترجمتها الى اللاتينية . وقد كتب قسم كبير من الأدب اليهودي في الاندلس بالعربية، أما في اسبانيا النصرانية فدون بالعبرية« . ولكن بعض رجال الدين كان يكره اليهود ويستبيح دماءهم ثلاثة أيام في السنة ويحرض الناس عليهم:»فينطلقون إليهم يطلبونهم، فمن وجدوه منهم قتلوه ونهبوا داره« (ص65،، أما الأقنان والعبيد فقد انقسموا الى »عبيد دولة، عبيد كنيسة، عبيد أشخاص، ولم يكن للعبيد أية حقوق . كما كان شأنهم في عهد القوط وليس لهم ان يتقاضوا أجراً، ويخضعون لارادة السيد خضوعاً تاماً . أما الأقنان وهم رقيق الأرض فكانوا يعتبرون جزءاً من الأرض، وينضمون في عقود البيع والشراء، وحالة القينة تتحدد بالميلاد أو الدين أو الأسر« (ص66، . وعندما توسع النصارى على حساب المسلمين في أواخر عصر الولاة، وعصر الامارة، وأصبحوا يملكون ثلث شبه جزيرة إيبيريا، وبقي للمسلمين ثلثاها، أضيف عنصر جديد الى عناصر المجتمع النصراني وهذا العنصر »هو المسلمون الذين آثروا البقاء حيث أقاموا« والأسرى الذين أسرهم النصارى من المسلمين في أيام الضعف، والوافدون طوعاً من المرتدين أمثال ابن كماشة، وأطلق على المسلمين اسم المدجنين . ويتناول المؤلف في الباب الثاني »الحياة الخاصة للجماعة النصرانية بالأندلس«، وذلك بعرض التنظيمات الادارية والدينية التي شملت القوامس جمع قومس »Comes«، كما شملت وظائف قضاة النصارى، والأمناء (والأمناء العامين، والعرفاء الذين يشرفون على الحرف والحرفيين، والمطارنة، والأساقفة »وكان الحاكم المسلم يختص بالموافقة على عقد المجامع الدينية« (ص99، . ثم يعرض المؤلف لحياة النصارى الاجتماعية (ص101، حيث يفصل التكوين الاجتماعي للنصارى في شبه الجزيرة الإيبيرية المكون »من أصل إسباني روماني احتوى قلة من القوط« ويتحدث عن أعراقهم، وأحيائهم، ومدافنهم، وطبقاتهم، ومظاهر حياتهم الاجتماعية حيث كانوا يتكلمون اللغة العربية، ويتخذ الواحد منهم اسمين احدهما عربي والآخر لاتيني . ولهم طعامهم وشرابهم وأعيادهم السبعة »التي أمر القانون بصيانتها ( . . .، على ان أهم أعياد النصارى في الأندلس ثلاثة هي عيد الميلاد، وهو يوم ميلاد المسيح - عليه السلام - وعيد ينير وهو أول السنة الميلادية وجرت العادة على تسميته بالنيروز، وعيد العنصرة أو يوم ميلاد القديس يوحنا المعمدان« (ص109-110، . كما يتطرق المؤلف الى مجالات عمل النصارى في الزراعة والصناعة والتجارة والطب . ويتعرض لحياتهم الثقافية، حيث حلت العربية محل اللغة اللاتينية »وبلغ من ذيوع اللغة العربية انها استخدمت داخل الكنيسة فنجد في الكتب الدينية المكتوبة باللاتينية شروحاً بين السطور بالعربية« (ص116، وقد اجتذبت الثقافة الاسلامية الكثير من النصارى الاسبان والفرنجة أمثال جربير »Gerbert« الذي »انتقل الى اسبانيا، ودرس هناك، وفي سنة 999م صار بابا باسم سلفستر »Sylvester« الثاني ودُعي بالبابا الفيلسوف« (ص119، . كما اسهم النصارى في الرياضيات والطبيعيات، وخلفوا تراثاً ثقافياً تجلى في حركة التأليف الديني والترجمة التاريخية، والأعمال الشعرية . أما في الباب الثالث فيتناول المؤلف »الحياة العامة للجماعة النصرانية في الأندلس« ويدور الباب حول فصلين أولهما عن »صلات النصارى بالدولة والمجتمع الاسلامي بالاندلس« والثاني عن »التأثيرات الاجتماعية والثقافية والدينية بين النصارى والمسلمين« حيث »أسفرت موجة الفتح الاسلامي للاندلس عن ظهور طبقة النصارى المعاهدين، وقد ارتبط هؤلاء مع الحكومة الاسلامية بعقد الذمة، وفي ظل هذه العقد عاشت المؤسسات المسيحية في سلام حتى مقدم الموحدين« (ص141، وفي ظل التفاهم الاسلامي - المسيحي نمت المحبة . ونتج عن الاختلاط بين المسلمين والنصارى مصاهرات من أعلى طبقات المجتمع حتى العامة، وقويت التأثيرات الاجتماعية والثقافية والدينية بين النصارى والمسلمين، ودخلت الألفاظ اللاتينية أدب العرب وشعرهم في الاندلس . وفي الباب الرابع من الكتاب أخبار »نصارى الاندلس ودورهم في الحركات المناهضة للدولة« (ص195، حيث يستعرض المؤلف:»حركة شهداء قرطبة النصارى« في أواخر عهد عبدالرحمن الأوسط، وأوائل عهد ابنه محمد ودور النصارى في الفتنة الكبرى التي استمرت نحو ستين سنة ابتداء من سنة 261هـ- 875م، ودور نصارى الأندلس في الصراع بين المسلمين وبين ممالك اسبانيا النصرانية، حيث ساهموا في هزيمة المسلمين ونصرة الكاثوليك . وهكذا يقدم المؤلف إطاراً عاماً حافلاً بالتفاصيل عن تاريخ النصارى في الأندلس . 9932 (الحياة، . . . . . . . . . . .عام (العنوان:» تاريخ النصارى في الأندلس « لعبادة كحيلة  . تفاصيل حياة نصارى


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16426792
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة