للتحميل : كتاب حروف المعاني
المؤلف : ابو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي
رابط تحميل الكتاب
اضغط Hurouf-Zejaji.zip (47.53 KB) هنا
كتاب حروف المعاني للزجاجي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
نبده عن صاحب الكتاب:
ابو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، ولد في نهاود وتنقل ولا يعرف تاريخ ولادته بالضبط له كتب عديدة من اشهرها كتاب الجمل في النحو والإيضاح في النحو، وكتاب الأمالي؛ وكتاب اللامات وغيرها توفي بطبرية سنة: 337 هجرية.
نبذة عن الكتاب:
كتاب معاني الحروف إلى جانب كتاب اللامات يشكل في رأيي كتابين متكاملين؛ وهما من أول الكتب التي عالجت ظاهرة الحروف من جوانبها النحوية واللغوية؛ وهو عبارة عن قاموس مصغر لحوالي مائة وخمسين أداة لغوية.
يمتاز الزجاجي بطريقته الخاصة في تناول الظاهرة اللغوية والنحوية ، فهو كثير الاستشهاد بالشعر العربي القديم، والآيات القرآنية، ويتسم أسلوبه بالموسوعية والتعمق.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحق الزجاجي رحمة الله عليه
أما بعد حفظك الله وهدانا و أياك للسداد ووفقنا و إياك في ما نحاول دينا ودنيا للرشاد فإنك سألتني أن أضع لك كتابا أشرح لك فيه جميع معاني الحروف وعلى كم وجه يتصرف الحرف منها فأجبتك إليه وأحسنت عونا عليه ، فمن ذلك:
1. عند: أداة لحضور الشيء ودنوه كقولك: كنت عند زيد أي: بحضرته و كان هذا عند انتصاف النهار فتحتمل الزمان والمكان.
2. كل: عموم وقيل لتوكيد المعنى، وقد يستغنى عنه نحو قولك مررت بالعشيرة كلهم ولو لم تقل كلهم كنت مستغنيا.
3. بعض: اختصاص هل تكون استفهاما كقولك: هل خرج زيد، ، وتكون بمعنى: قد كقول الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} (1) سورة الإنسان؛ قالوا معناه: قد أتى، ويدخلها من معنى التقرير والتوبيخ ما يدخل الألف التي يستفهم بها كقوله تعالى:{ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء } (28) سورة الروم؛وكقوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (34) سورة يونس؛ فهذا استفهام فيه تقرير وتوبيخ، ويجعلونها أيضاً بمعنى: ما في قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ } (33) سورة النحل؛ و {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } (53) سورة الأعراف؛ و {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ } (210) سورة البقرة؛ و { فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ } (35) سورة النحل؛ كل هذا بمعنى: ما.
4. مثل: تسوية ومعناها ومعنى الكاف واحد، والكاف يدخل عليها يقال أنت كمثل زيد أي: أنت كزيد سي وليس أنه يقع التشبيه على مثل له معروف، وإنما هو تأكيد فكأنه رد الكلام مرتين، ومثل ذلك قوله تعالى: { كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } (11) سورة الشورى؛ أي: ليس كهو شيء.
5. قبل: لما ولي الشيء، وقد تكون بمعنى:عند كقولك: لي قِبَلَكَ شيء أي:عندك ، وتقول: ذهبت قبل السوق أي: نحو السوق؛ قال سيبويه: لي قبلك حق أصله فيما بينك ولكنه اتسع فيه حتى أجري مجرى عليك.
6. نولك: أن تفعل كذا وكذا معناه: ينبغي لك فعل كذا وأصله من التناول، كأنه قال تناولك كذا ؛ وإذا قال لا نولك فكأنه قال أقصر.
7. لو: يمتنع بها الشيء لامتناع غيره كقولك: لو جاء زيد لأكرمته، معناه: امتنعت الكرامة لامتناع المجيء.
8. لولا: ا لها موضعان: فأحدهما: يمتنع بها الشيء لوجود غيره؛ والآخر: تكون تحضيضا، كقولك: قصدت زيدا فلولا عمرا، تأويله فهلا قصدت عمرا. قال الشاعر:
تَعُدّونَ عَقرَ النيبِ أَفضَلَ سَعيِكُم بَني ضَوطَرى هَلّا الكَمِيَّ المُقَنَّعا (الطويل)
المعنى فهلا تعدون الكمي المقنعا؛
معنى امتناع الشيء لوجود غيره قوله تعالى:{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا } (21) سورة ؛ فهذا من وجود الشيء لوجود غيره، ومن الامتناع قوله تعالى:{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } (40) سورة الحـج؛
وبمعنى التحضيض: {ْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } (8) سورة الأنعام؛ {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي } (10) سورة المنافقون؛ { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ } (118) سورة البقرة؛
وهي تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلا وذلك إذا رأيتها بغير جواب تقول: لولا فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ } (43) سورة الأنعام؛ وقال تعالى:{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } (86) سورة الواقعة؛ أي: فهلا. فإذا كان لها جواب فليست بهذا المعنى كقوله تعالى:{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ(143)* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (144) سورة الصافات؛ فهذه حكمها وقوع الأمر بوقوع غيره؛ وبعض المفسرين جعل لولا في قوله تعالى:{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (98) سورة يونس بمعنى: لم، أي: فلم تكن قرية؛
9. وكذلك لوما وألا وهلا وهي حروف التحضيض.