للتحميل : كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، لابن حبان، وهو كتاب يبحث في السيرة النبوية،  من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولادته ورضاعته وأخلاقه وبعثته وهجرته وغزواته ووفاته وغيرها الكثير من أبواب السيرة النبوية المطهرة ، وفي أخبار الخلفاء من بداية العهد الراشدي إلى نهاية العباسيين

 رابط التحميل

اضغط icon Sirah-ibn-Habban.zip (247.85 KB) هنا

كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، لابن حبان :  يترجم للخلفاء ترجمة موسعة ويذكر بداية خلافة كل منهم وأعماله وآثاره في أيام خلافته وعماله في البلاد والولايات الإسلامية ثم يذكر تاريخ وفاته ومدفنه وقد توسع في الخلفاء الراشدين، ويعتبر هذا الكتاب وثيقة هامة جدا حيث أنه من تصنيف رجل حافظ كبير ( ابن حبان البستي ) يتمحص الأخبار ويتحرى في نقلها
قال أبو الحاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي
الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيتوى ، و لا له أجل معدود فيفنى ، و لا يحيط به جوامع المكان ، و لا يشتمل عليه تواتر الزمان ، و لا يدرك نعمته بالشواهد و الحواس ، و لا يقاس صفات ذاته بالناس ، تعاظم قدره عن مبالغ نعت الواصفين ، و جل وصفه عن إدراك غاية الناطقين ، و كل دون وصف صفاته تحبير ، اللغات ، و ضل عن بلوغ قصده تصريف الصفات ، و جاز في ملكوته غامضات أنواع التدبير ، و انقطع عن دون بلوغه عميقات جوامع التفكير ، و انعقدت دون استبقاء حمده ألسن المجتهدين ، و انقطعت إليه جوامع أفكار آمال المنكرين ، إذ لا شريك له في الملك و لا نظير ، و لا مشير له في الحكم و لا وزير ، و أشهد أن لا إله إلا الله أحصى كل شيء عدداً ، و ضرب لكل امرئ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، و أشهد أن محمداً عبده المجتبى ، و رسوله المرتضى ، بعثه بالنور الساطع ، و الضياء اللامع ، فبلغ عن الله عز و جل الرسالة ، و أوضح فيما دعا إليه الدلالة ، فكان في اتباع سنته لزوم الهدى ، و في قبول ما أتى به وجود السنا ، فصلى الله عليه و على آله الطيبين .
أما بعد فإن الله اختار محمداً صلى الله عليه و سلم من عباده ، و استخلصه لنفسه من بلاده ، فبعثه إلى خلقه بالحق بشيراً، و من النار لمن زاغ عن سبيله نذيراً ، ليدعو الخلق من عباده إلى عبادته ، و من اتباع السبيل إلى لزوم طاعته ، ثم لم يجعل الفزع عند وقوع حادثة ، و لا الهرب عند وجود كل نازلة ، إلا إلى الذي أنزل عليه التنزيل ، و تفضل على عباده بولايته التأويل ، فسنته الفاصلة بين المتنازعين ، و آثاره القاطعة بين الخصمين .
فلما رأيت معرفة السنن من أعظم أركان الدين ، و أن حفظها يجب على أكثر المسلمين ، و أنه لا سبيل إلى معرفة السقيم من الصحيح ، و لا صحة إخراج الدليل من الصريح ، إلا بمعرفة ضعفاء المحدثين و كيفية ما كانوا عليه من الحالات ، أردت أن أملي أسامي أكثر المحدثين ، و من الفقهاء من أهل الفضل والصالحين ، و من سلك سبيلهم من الماضين ، بحذف الأسانيد و الاكثار ، و لزوم سلوك الاختصار ، ليسهل على الفقهاء حفظها ، و لا يصعب على الحفاظ وعيها ، و الله أسأل التوفيق لما أوصانا ، و العون على ما له قصدنا ، و أسأله أن يبني دار المقامة من نعمته ، و منتهى الغاية من كرامته ، في أعلى درجة الأبرار المنتخبين الأخيار ، إنه جواد كريم ، رؤوف رحيم .
ذكر الحث على لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه و سلم