اسم الكتاب / قواطع الأدلة في الأصول - للتحميل
لـ { أبى المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعانى / المتوفى ـ 489}
رابط تحميل الكتاب
اضغط Qwatii al-Adellah - al-Simaani.zip (672.92 KB) هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد الأجزاء / 2
دار النشر / دار الكتب العلمية ـ بيروت
أرقام صفحات الكتاب موافقة للمطبوع
قواطع الأدلة في الأصول ج:1 ص:1
مقدمة الكتاب
قواطع الأدلة في الأصول ج:1 ص:1
قال الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبي وكفى رب يسر ولا تعسر
الحمد لولي الحمد ومستحقه وصلواته على خيرته من خليقته محمد وآله
أما بعد فإني رأيت الفقه أصل العلوم وأشرفها قال الله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون التوبة 122 أمر الله تعالى بالتفقه في الدين وجعله فرضا على فرق الناس قاطبة ليقوم طائفة من كل فرقة به وينتصبوا في قومهم منصب الانبياء في اممهم منذرين ومحذرين دعاة الى الله تعالى قائمين بدينه ياتين سبيله موضحين للخلق نهجه فصار الفقهاء خلفاء الرسل انذارا وتحذيرا وارثى علومهم قياما به وحملا سالكى طريقتهم بثا ونشرا وهذه مرتبة لاتوجد لفرقة من الفرق وناهيك بها من مرتبة ولان علم الفقه علم على منهج الازدياد لانه العلم باحكام الحوادث ولاحصر ولاحد للحوادث ولاحصر ولاحد للعلم باحكامها ومواجبها وعلم الاصول في الديانات وان كان علما شريفا في نفسه وهو اصل الاصول وقاعدة كل العلوم ولكنه علم محصور مبناه لانه معارف محصورة امر الله تبارك وتعالى بها لامزيد فيها ولا نقصان منها واما علم الفقه فعلم
قواطع الأدلة في الأصول ج:1 ص:17
مستمر على ممر الدهور وعلى تقلب الاحوال والاطوار بالخلق لا انقضاء وانقطاع له وقد جعل الله تعالى اجتهاد الفقهاء في الحوادث في مدرج الوحى في زمان الرسل صلوات الله عليهم فقد كان الوحى هو المطلوب فى زمان الرسل عليهم السلام كشان احكام الحوادث وحمل للخلق عليها فحين انقطع الوحى وانقضى زمانه وضع الله تبارك وتعالى الاجتهاد من الفقهاء فى موضع الوحى ليصدر منه بيان أحكام الله تعالى ويحمل الخلق عليها قبولا وعملا ولا مزيد على هذه المنقبة لا متجاوز عن هذه المرتبة
شاء وزاد الله جنته سؤددا
وذلك مجد يملأ الحجر واليدا
نعم وما يشبه الفقيه الا بغواص في بحر در كلما غاص في بحر في بحر فطنته استخرج درا وغيره يستخرج بالخراز وطالب الزيادة في منهج الزيادة معان منصور مطالب الزيادة على مالايزيد عليه مبعد مخذول والله تعالى يفتح عين بصيرة من احب عباده بطوله وفضله ويعمى عين من يشاء بقهره وعدله وقد سبقت منى مصنفات في مسائل الخلاف التي هي بيننا وبين اصحاب الراي نبهت فيها على معاني الفقه واستخرجت لطالبيها قلائد وقرائد طالما كانوا في طلبها فاعتاصت عليهم الى ان يسر الله ذلك وتمهدت له قواعدها وطابت لهم مشارعها ونسقت معاني الفقه نسوقا وتعرقت عروقا اظن ان لامزيد عليها ولامحيد للمحققين عنها وقد كان جماعة من اصحابي احسن الله تعالى لهم التولي والحياطة يطلبون مجموعا في اصول الفقه يستحكم لهم بها معانيه ويقوى افرعها ويجتمع اشدها وينسق فروعها ويرسخ اصولها فان من لم يعرف اصول معاني الفقه لم ينج من مواقع التقليد وعد من جملة العوام وما زلت طول ايامي اطالع تصانيف الاصحاب في هذا الباب وتصانيف غيرهم فرأيت أكثرهم قد قنع بظاهر من الكلام ورائق من العبارة لم يداخل حقيقة الاصول على مايوافق معاني الفقه وقد رايت بعضهم قد اوغل وحلل وداخل غير انه حاد عن محجة الفقهاء في كثير من المسائل وسلك طريق المتكلمين الذين هم أجانب عن الفقه ومعانيه بل لا
قواطع الأدلة في الأصول ج:1 ص:18
قبيل لهم فيه ولا وفير ولا نقير ولا قطمير ومن تشبع بما لم يعطه فقد لبس ثوبى زور وعادة السوء قطاع لطريق الحق وصم عن سبيل الرشد واصابة الصواب فاستخرت الله تعالى عند ذلك وعمدت الى مجموع مختصر في اصول الفقه اسلك فيه طريقة الفقهاء من غير زيغ عنه ولا حيد ولاميل ولا أرضى بظاهر من الكلام ومتكلف من العبارة معول على السامعين ويسبى قلوب الأعتام الجاهلين لكن اقصد لباب اللب وصفو الفطنة وزيدة الفهم وانص على المعتمد عليه في كل مسألة وأذكر من شبه المخالفين بما عولوا عليها وأخص ما ذكره القاضي ابو زيد الدبوسي في تقويم الأدلة بالايراد وأتكلم بما تزاح معه الشبهة وينحل معه الاشكال بعون الله تعالى وأشير عند وصولي الى المسائل المشتهرة بين الفريقين الى بعض المسائل التي تتفرع لتكون عونا للناظر وحين اصل الى باب القياس وما يتشعب منه من وجوه الكلام وماخذ الحجة وطريقة الأسئلة والأجوبة ووجوه الأعتراض والأخذ الخصوم وتوقيف المجادلين على سواء الصراط وطلب ملازمة حدود النظر وسلوك الجدد وترك الحيد ومجانبة الزيغ والآخذ والمبين المحكم من مخاييل الظنيات وما تعلق به الاصحاب بمحض الاشتباه في كثير من المسائل ووجه صحة ذلك وفساده فسأشرح عند ذلك وأبسط زيادة بسط وشرح على حسب ما يسمح به الخاطر ويجود به الوقت والله المعين على ذلك والميسر له بمنه
قواطع الأدلة في الأصول ج:1 ص:19
القول في مقدمات اصول الفقه اعلم ان اول ما نبدأ في هذا الفصل هو معرفة الفقه وأصوله ثم نبنى عليه ما يتشعب منه
فنقول
الفقه في اللغة من قولهم فقهت الشيء اذا ادركته وادراكك علم الشيء فقه