سيرة وأعمال أبي بكر، تقي الدين الراصد، محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد الأسدي الدمشقي

وكتابه :  الطرق السنية في الآلات الروحانية

وُلد محمد بن معروف الدمشقي في العاصمة الأموية سنة 932 هـ/ 1525 م وقيل مولده قبل ذلك بسنتين، وتعلم في مدارس دمشق ومدارس إسلامبول، وعُرِف بالرصَّاد (أو الراصد) ولُقب تقي الدين، وولي القضاء بمدينة نابلس الفلسطينية، وإلى جانب القضاء نبغ بعلم الفلك والرياضيات وصناعة الساعات، وتوفي بالعاصمة العثمانية إسلامبول سنة / 993 هـ/ 1585 م.

 
أعمال أبي بكر، تقي الدين الراصد، محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد الأسدي الدمشقي

د. محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري مقيم في لندن

أولى المسلمون علومَ التوقيت والرصد والفلك والحساب اهتماماً غير مسبوق، وسبب ذلك ارتباط التوقيت بالعبادات الإسلامية، وفي مقدمتها الصلاة، والصوم والحج، والزكاة، فلكل عبادة وقتها وموعدها وتاريخها، فللصلوات الخمس اليومية مواقيتها، وكذلك صلوات الأعياد، وتوقيت الصيام مرتبط بمعرفة تاريخ الشهور القمرية والأيام، ومواقيت الإمساك والإفطار، وأيام الحج مرتبطة بذي الحجة، وللمناسك أوقاتها المخصوصة، وميعاد أداء الزكاة مرتبط بما يحول عليه الحول، وما يُلحق به من مواعيد يُتّفق عليها بحسب المواسم.
وبالإضافة لأهمية العبادات ووجوبها برزت أهمية التأريخ ومعرفة الأزمنة والمناسبات الدينية والاجتماعية التي تعارف عليها المسلمون.
ونظراً لما للوقت من أهمية في حياة المسلمين فقد ازدهرت علوم الفلك، وأنجز المسلمون صناعات ترتبط بمعرفة الوقت كصناعة الساعات، كما اخترعوا آلات تساعدهم على معرفة اتجاه القبلة التي يستقبلونها في صلواتهم، وهذه المعرفة أبرزت اهتمامهم الاسطرلاب الذي أحدث نقلة حضارية نوعية في عالم البحار وعلوم البحرية، وأول من صنعه من العرب أبو إسحاق إبراهيم بن حبيب الفزاري مُنَجِّم أبي جعفر المنصور، ومؤلف كتاب "العمل بالأسطرلاب ذات الحلق" كما ذكره ابن النديم والقفطي، وهو مؤلف كتاب "تسطيح الكرة"، وله قصيدة مزدوجة ذات الأشطر الثلاثة في النجوم توحي بحبه الشديد لهذا الفن وصارت قصيدته يضرب بها المثل بين علماء العرب والمسلمين في مجال علم الفلك.
وتواصلت مسيرة علوم التقويم والفلك والتأريخ على أيدي العلماء المسلمين، والعلماء الذين عملوا في خدمة دول الخلافة الإسلامية من غير المسلمين منذ عهود الخلفاء الراشدين حتى نهاية عهد الخلافة الإسلامية العثمانية، وبذلك زخرت مكتبة التراث الإسلامي بمخطوطات وخرائط وجداول وأزياج لم تحظَ بها أية مكتبة من مكتبات التراث العالمي، وقد توزعت المخطوطات والآلات التي اخترعها المسلمون على مكتبات التراث العالمية والمتاحف.
وتواصلت سلاسل العلماء في مُعظم أنحاء العالم الإسلامي، فأضاف اللاحقون إلى السابقين منجزات متطوّرة شكّلت القاعدة الأساسية لتطوّر العلوم العالمية، وقصّة الساعة الدقّاقة التي أرسلها الخليفة العباسي هارون الرشيد مع سفراء "شارلمان" ملك الفرنجة مشهورة، وهي قصة تقدّم صورة واضحة لِمَا توصل إليه علماء المسلمين منذ ذلك الوقت، وكانت سفارة "شارلمان" ملك الفرنجة من أشهر تلك السفارات، وجاءت لتوثيق العلاقات بين الدولتين، وذلك في سنة ( 183هـ/ 779م) وقد أرسل الرشيد معهم عند عودتهم هدايا قيمة منها: ساعة كبيرة من البرونز المطلي بالذهب مصنوعة في بغداد، وحينما تدق ساعة الظهيرة، يخرج منها اثنا عشر فارسًا من اثنتي عشرة نافذة تغلق من خلفهم، وقد تملك العجب شارلمان وحاشيته من رؤية هذه الساعة العجيبة، وظنوها من أمور السحر.

ولم تتوقف مسيرة التطور العلمي الإسلامي مع النهاية المؤلمة للخلافة العباسية سنة 656 هـ/ 1258 م، بل استمرت مسيرة التطور العلمي، وأنجز علماء الدولة العثمانية منجزات هامّة في مجالا الفلك والرياضيات، ومن العلماء الذين برزوا في عهد الخلافة الإسلامية العثمانية محمد بن معروف الأسدي، الذي نشرت وزارة الثقافة التركية مَتْنَ كتابه "الكواكب الدرية في البنكامات الدورية" باللغة العربية مع ترجمة إنكليزية، وترجمة تركية.
سيرة ابن مَعْرُوف
وُلد محمد بن معروف الدمشقي في العاصمة الأموية سنة 932 هـ/ 1525 م وقيل مولده قبل ذلك بسنتين، وتعلم في مدارس دمشق ومدارس إسلامبول، وعُرِف بالرصَّاد (أو الراصد) ولُقب تقي الدين، وولي القضاء بمدينة نابلس الفلسطينية، وإلى جانب القضاء نبغ بعلم الفلك والرياضيات وصناعة الساعات، وتوفي بالعاصمة العثمانية إسلامبول سنة / 993 هـ/ 1585 م.  وكان على علاقة وطيدة بالشيخ سعد الدين أفندي التبريزي (943 هـ/ 1536م – 1008 هـ/ 1599م) شيخ الإسلام ومربي السلطان مراد الثالث الذي تسلطن سنة 982 هـ/ 1575 م، وتوفي سنة 1003 هـ/ 1595م، وخلفه ابنه محمد الثالث تلميذ الشيخ سعد الدين أفندي أيضاً.
وقد أورد الباباني ترجمة الراصد في كتاب هدية العارفين  فقال: تقي الدين الراصد: محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن الأمير منكوبريس الأسدي، تقي الدين، أبو بكر، الراصد، ولد سنة 930 بدمشق، وتوفي سنة 993 ثلاث وتسعين وتسعمائة. وذكر الباباني علاوة على ماذكره حاجي خليفة من مؤلفات ابن معروف كُتُب "بهجة الفكر في حل الشمس والقمر في الزيج"، و"خريدة الدرر وفريدة الفكر في الزيج"، و"خلاصة الأعمال في مواقيت الأيام والليال"، وانفرد الزركلي بذكر كتاب "المصابيح المزهرة" وبيَّن أنه مخطوط.


مؤلفات ابن مَعْرُوف وموضوعاتها
ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون ما تيسرت له معرفته من مؤلفات ابن مَعْرُوف الدمشقي، وأول ذِكْرٍ أورده لابن مَعْرُوف في المجلد الأول من كشف الظنون "ص: 142" عندما عرض علم الأُكر، فقال: "هو علم يبحث فيه عن الأحوال العارضة للكُرَة من حيث أنها كُرة من غير نظر إلى كونها بسيطة أو مركبة، عنصرية أو فلكية، فموضوعه الكُرة بما هو كرة، وهي جسم يحيط به سطح واحد مستدير في داخله نقطة يكون جميع الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليه متساوية؛ وتلك النقطة مركز حجمها سواء كانت مركز ثقلها أوْ لا، وقد يبحث فيه عن أحوال الأُكر المتحركة فاندرج فيه(..) وفيه كتبٌ للأوائل والأواخر (..) ومنها: أُكر ثاوزوسيوس اليوناني المهندس: وهو من أجلّ الكتب المتوسطات بين إقليدس والمجسطي، وهو ثلاث مقالات مشتملة على تسعة وخمسين شكلاً، وفي بعض النسخ بنقصان شكل واحد، وقد أمر بنقله من اليونانية إلى العربية الخليفة العباسي المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم في خلافته، فتولى نقله قسطا بن لوقا البعلبكي، إلى الشكل الخامس من الثانية، في حدود سنة خمسين ومائتين للهجرة، ثم تولى نقل باقيه غيرُه، وأصلحه ثابت ابن قرة، ثم حرره (...) الفاضل تقي الدين محمد بن معروف الراصد المتوفى سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة للهجرة...

وذكر حاجي خليفة في الصفحة: 249 من كشف الظنون كتاب "بغية الطلاب من علم الحساب" فقال: هو للقاضي تقي الدين محمد بن معروف الراصد المتوفى سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة للهجرة، وهو مختصرٌ أوله: الحمد لله أسرع الحاسبين الخ... بالغ في التقريب والتوضيح والتهذيب والتنقيح، ورتبه على ثلاث مقالات، الأولى: في الحساب الهندي، والثانية: في النجومي، والثالثة: في استخراج المجهولات والمتفرقات.

وورد في الصفحة: 736 من كشف الظنون اسم كتاب: الدر النظيم في تسهيل التقويم للشيخ تقي الدين محمد بن معروف الراصد (..) أوله: الحمد لله واهب المنن الخ.. ذكر فيه أنه استخرج زيجاً وجيزاً من "زيج ألوغ بك" وجعله مدخلاً في استخراج التقويم.

وفي الصفحة: 753، من كشف الظنون ورد اسم كتاب: "دستور الترجيح لقواعد التسطيح" لتقي الدين محمد بن معروف الراصد، أوله: يا مَنْ بَسَطَ بَسِيْطَ بِساط الأرض على ماء جَمَد الخ... قال: فهذه عُجالة جامعة لعبارات تسطيح الأُكر أهديتها إلى المولى الأعظم رئيس الدولة العثمانية سعد الدين أفندي، وجعلتها مرتبة على مقدمة ومقالتين وتتمة، المقدمة في الحدود والاصطلاحات، والمقالة الأولى في رسم فلك على بسيط مُستوٍ بالخطوط الهندسية، وفيه ثلاثة أبواب، المقالة الثانية: في رسم ما تقدَّم رسمه بالحساب على مقدمة وستة أبواب، ألفه سنة أربع وثمانين وتسعمائة للهجرة.
وذكر صاحب كشف الظنون في الصفحة: 353 من المجلد الأول كتاب "التجنيس في الحساب" للشيخ الإمام سراج الدين محمد بن محمد السجاوندي، وقال حاجي خليفة: جعله متناً لطيفاً، وقدم التجنيس توطئة للجبر والمقابلة، ثم شرحه مسعود بن المعتمر المشهدي شرحاً ممزوجاً، وفرغ عنه في رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة للهجرة بسمرقند (..) وللفاضل المحقق تقي الدين أبي بكر محمد بن محمد القاضي معروف الراصد المتوفى سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة شرح لطيف ممزوج بهذا المتن أيضاً.
وذكر حاجي خليفة في الصفحة 852 من نفس المجلد "رسالة التجنيس" في الحساب لأبي طاهر محمد بن محمد السجاوندي، وقال: شرحها تقي الدين بن معروف شرحاً ممزوجاً أوله: الحمد لله رب العالمين.. إلخ..

وجاء في الصفحة: 940 من المجلد الأول من كشف الظنون ذِكْرُ "ريحانة الروح في رسم الساعات على مستوى السطوح" لتقي الدين بن معروف الدمشقي، أوَّلُها: يا مَن أبرز مِن أُفق الإبداع شموس العقول، الخ...، ونظمها في مقدمة وثلاثة أبواب، وفرغ منها عام خمسة وسبعين وتسعمائة للهجرة بقرية من قرى نابلس "في فلسطين" ثم شرحها العلامة عمر بن محمد الفارسكوري شرحاً بسيطاً ممزوجاً، بإشارة من المصنِّف وسَمَّاه: "نفح الفيوح بشرح ريحانة الروح" وأوله: الحمد لله الذي نظم جواهر الكواكب الزواهر الخ..، وفرغ منه في ربيع الأول سنة ثمانين وتسعمائة، وتوفي الشارحُ سنة 1018 للهجرة.

وقد أدرج حاجي خليفة "علم الآلات الرصدية" في الصفحة  145 والصفحة 146 من المجلد الأول من كشف الظنون، فقال: "هو علم يتعرف منه كيفية تحصيل الآلات الرصدية قبل الشروع في الرصد، فإن الرصد لا يتم إلا بآلات كثيرة، وكتاب الآلات العجيبة للخازني يشتمل على ذلك. وقال العلامة تقي الدين (ابن معروف) الراصد في كتاب "سُدرة منتهى الأفكار في ملكوت الدوار": والغرض من وضع تلك الآلات تشبيه سطح منها بسطح دائرة فلكية ليمكن بها ضبط حركتها ولن يستقيم ذلك ما دام لنصف قطر الأرض قدر محسوس عند نصف قطر تلك الدائرة الفلكية إلا بتعديله بعد الإحاطة باختلافه الكلي، وحيث أحسسنا بحركات دورية مختلفة وجب علينا ضبطها بآلات رصدية تشبهها في وضعها لما يمكن له التشبيه، ولما لم يكن له ذلك، يضبط اختلافه، ثم فرض كرات تطابق اختلافاتها المقيسة إلى مركز العالم تلك الاختلافات المحسوس بها، إذا كانت متحركة حركة بسيطة حول مراكزها، فبمقتضى تلك الأغراض تتعدد الآلات، والذي أنشأناه بدار الرصد الجديد هذه الآلات:
منها اللَّبِنَةُ، وهي جسم مربع مُستوٍ يُستعلَمُ به الْمَيْلُ الكُليُّ، وأَبعادُ الكواكب، وعرض البلد.
ومنها الحلقة الاعتدالية، وهي حلقة تُنْصَبُ في سطح دائرة المعدل ليعلم بها التحويل الاعتدالي.
ومنها ذات الأوتار، قال: وهي من مخترعنا، وهي أربع اسطوانات مربعات تغني عن الحلقة الاعتدالية على أنها يعلم بها التحويل الليلي أيضاً.
ومنها ذات الحلق، وهي أعظم الآلات هيئة ومدلولاً، وتتركَّب من حلقة تُقام مقام منطقة فلك البروج، وحلقة تقام مقام المارة بالأقطاب، وتركَّب أحداهما في الأخرى بالتصنيف والتقطيع، وحلقة الطول الكبرى، وحلقة الطول الصغرى تركب الأولى في محدب المنطقة، والثانية في مقعرها، وحلقة نصف النهار قطرها مقعرها مساو لقطر محدب حلقة الطول الكبرى، ومن حلقة العرض قطر محدبها قدر قطر مقعر حلقة الطول الصغرى، فتوضع هذه على كرسي.
ومنها ذات السمت والارتفاع، وهي نصف حلقة قطرها سطح من سطوح إسطوانة متوازية السطوح، يعلم بها السمت وارتفاعها، وهذه الآلة من مخترعات الرصاد الإسلاميين.
ومنها ذات الشعبتين، وهي ثلاث مساطر على كرسي يعلم بها الارتفاع.
ومنها ذات الجيب، وهي مسطرتان منتظمتان انتظام ذات الشعبتين.
ومنها المشبهة بالمناطق. قال ابن معروف: وهي من مخترعاتنا، كثيرة الفوائد في معرفة ما بين الكوكبين من البعد، وهي ثلاث مساطر، اثنتان منتظمتان انتظام ذات الشعبتين.
ومنها الربع المسطري، وذات الثقبتين، والبنكام الرصدي، وغير ذلك.

وأتبع حاجي خليفة عرض "علم الآلات الرصدية" بعرض "علم آلات الساعة" فقال: ذكره أبو الخير في فروع الهيئة، أقول: لا يخفى عليك أنه هو علم البنكامات الذي جعله من فروع الهندسة، ثم عرض حاجي خليفة "علم الآلات الظلية، وعرض "علم الرصد" في الصفحة 145، فقال: أول رصد وضع في الإسلام بدمشق سنة أربع عشرة ومائتين للهجرة (...) لما أفضت الخلافة إلى عبد الله المأمون بن الرشيد العباسي (..) جَمَعَ علماءَ عصره من أقطار مملكته وأمرهم أن يصنعوا مثل تلك الآلات وأن يقيسوا بها الكواكب ويتعرفوا أحوالها بها كما صنعه بطلميوس ومن كان قبله ففعلوا ذلك وتولوا الرصد بها (...) فقيدوا ما انتهوا إليه وسموه الرصد المأموني (..).
وذَكَرَ تقي الدين ابن معروف في "سدرة منتهى الأفكار": أن المعلم الكبير بطلميوس ختم كتب التعاليم بالمجسطي الذي أعيت أولي الألباب عباراته (..) ولم يزل أصحاب الأرصاد ماشين على تلك الأصول إلى أن جاء العلامة الماهر والفهامة الباهر علي بن إبراهيم الشاطر فأصل أصولاً عظيمة، وفرع منها فروعاً جسيمة، وإن لم تكن بصورها النوعية خارجة عن الأصل التدويري المبرهن على صحته في المجسطي، إلا أنه حمله حب الرياسة و الظهور على العدول عن ذلك الطريق المبرور (..).
قال: ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة، وطالعت الأصلين أكمل مطالعة، وفتحت مغلقات حصونهما بعد الممانعة والمدافعة، ورأيت ما في الزيجات المتداولة من الخلل الواضح، والزلل الفاضح؛ تعلق البال والخلد بتجديد تحرير الرصد، ومَنَّ الله سبحانه وتعالى عَلَيَّ بتلقي جملة الطرائق الرصدية من الكتب المعتبرة، ومن أفواه المشايخ العظام، واخترعت آلات أُخر من المهمات بطريق التوفيق، وأقمت على صحة ما يتعاطى بها من الأرصاد البراهين، ونصبتها بأمر الملك الأعظم السلطان مراد خان الثالث وبإشارة الأستاذ الأعظم حضرة "شيخ الإسلام" سعد الدين أفندي مُلقّن الحضرة الشريفة، وشرعت في تقرير التحريرات الرصدية الجديدة مقتفياً أثر المعلم الكبير، وربما نقلت عبارته بعينها وزدت فيه من الوجوه القريبة، والتحريرات الغريبة ما يتضح لذوي العقول الصافية أن النصير مع جلالة قدر علمه لم يكن مرصده بمراغة جيداً لاشتغاله بالوزارة "المغولية" وتسليمه دار الرصد إلى غير ما يساويه أو يقاربه (..).
وذكر حاجي خليفة في الصحة 982 من كشف الظنزن كتاب "سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوار" لتقي الدين بن معروف الراصد الشامي، أوله: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، باشر فيه كتابة محصول الرصد الجديد إلى هدمه، وذكر فيه السلطان مراد الثالث وشيخ الإسلام سعد الدين أفندي.

وتحدث عن علم البنكامات ص؛ 255 – 256، فقال: يعني الصورة والأشكال المصنوعة لمعرفة الساعات المستوية والزمانية فإذا هو علم يعرف به كيفية اتخاذ آلات يقدر بها الزمان وموضوعه حركات مخصوصة في أجسام مخصوصة تنقضي بقطع مسافات مخصوصة وغايته معرفة أوقات الصلوات وغيرها من غير ملاحظة حركات الكواكب وكذلك معرفة الأوقات المفروضة للقيام في الليل أما للتهجد أو للنظر في تدابير الدول والتأمل في الكتب والصكوك والخرائط المنضبط بها أحوال المملكة والرعايا ولا يخفى أن هذين الأمرين فرضا كفاية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب واستمداده من قسمي الحكمة الرياضي والطبيعي ومع ذلك يحتاج إلى إدراك كثير وقوة تصرف ومهارة في كثير من الصنائع وانقسمت البنكامات إلى الرملية وليس فيها كثير طائل وإلى بنكامات الماء وهي أصناف ولا طائل فيها أيضاً وإلى بنكامات دورية معمولة بالدواليب يدير بعضها بعضاً وهذا العلم من زياداتي على مفتاح السعادة فإن ذكره صاحبه من أنه علم آلات الساعة ليس كما ينبغي فتأمل ومن الكتب المصنفة فيه "الكواكب الدرية والطرق السنية في الآلات الروحانية في بنكامات الماء" كلاهما للعلامة تقي الدين الراصد وكتاب بديع الزمان في الآلات الروحانية.

وذكر حاجي خليفة كتاب الكواكب الدرية ص: 1521 المجلد الثاني، فقال:
"الكواكب الدرية في البنكامات الدورية" للعلامة تقي الدين محمد بن معروف المعروف بالراصد وهو مختصر أوله يا من أبدع الحركة والسكون الخ رتبه على مقدمة ومقالتين وتتمة.

وفي الصفحة: 1111 ذكر حاجي خليفة كتاب "الطرق السنية في الآلات الروحانية" لابن معروف.
وقد أصدرت وزارة الثقافة التركية طبعة مزدانة بالرسوم من هذا الكتاب في 340 صفحة توزعت على ثلاث لغات، بدأت باللغة التركية من أول الكتاب حتى الصفحة 120، وتلاها القسم الإنكليزي حتى الصفحة 212، ثم ورد المتن العربي للكتاب حتى الصفحة 323، تحت عنوان "الكواكب الدورية في بنكامات الدورية. تقي الدين محمد بن معروف" وجاء في آخر النص العربي: "حرره مؤلفه أفقر عباد الله الرؤوف تقي الدين محمد بن معروف، خُويدم الشرع الشريف بقضاء نابلس ( الفلسطينية ) عفي عنهما، وذلك في التاسع عشر من شهر شعبان المكرم من عام ست وستين / 1556م بمحروسة مصر". وتلت ذلك قائمة المصادر والمراجع، ثم كشاف باللغة التركية تلاه كشاف باللغة الإنكليزية، وتلت ذلك قائمة المصطلحات باللغات الثلاث العربية والتركية والإنكليزية. وقد كتب مقدمة هذه الطبعة وزير الثقافة التركية الأستاذ الدكتور سعاد جغلايان، واعتُمِد في تحقيق النص العربي على مخطوطتين الأولى في المكتبة الوطنية في باريس ورقمها: 2478، والثانية في مكتبة بودليان، ورقمها: آ/968.


للمزيد من المعلومات انظر:
كشف الظنون، ص: 142، 249، 353، 736، 753، 852، 940، 982، 1111،1521.
ومعجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة:9/ 304 ، و 12/ 40
والأعلام، لخير الدين الزركلي: 7/ 105.
وتاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان :Brocelmann: g, H, 357- 358, S, II: 484
Princeton: 314
وباللغة التركية كتاب:
16’INCI YUZYILDA
OSMANLILARDA SAAT VE TAKİYUDDİN’İN “MEKANİK SAAT KONSTRÜKSÜYONUNA DAİR EN PARLAK YILDIZLAR” ADLI ESERİ
Sevim TEKELİ

T.C. KÜLTÜR BAKANLIĞ
BAŞVURU ESERLERİ, ANKARA


نشر هذا البحث في جريدة الحياة على الرابط التالي : اضغط هنا


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16431639
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة