عيد أضاحي الثورة السورية / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: الأحد: 10 ذو الحجة 1432 هـ/ 06 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011م

قَدْ أَقْبَلَ الْعِيْدُ، وَالثُّوَّاْرُ فِيْ شُغُلِ
وَالشَّعْبُ يُحْشَرُ بَيْنَ الضَّبِْعِ؛ وَالْوَرَلِ

للاستماع والمشاهدة : اضغط هنا
*****
عيد أضاحي الثورة السورية / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: الأحد: 10 ذو الحجة 1432 هـ/ 06 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011م

قَدْ أَقْبَلَ الْعِيْدُ، وَالثُّوَّاْرُ فِيْ شُغُلِ
وَالشَّعْبُ يُحْشَرُ بَيْنَ الضَّبِْعِ؛ وَالْوَرَلِ

وَالْجَيْشُ يَهْجُمُ، وَالشَّبِيْحُ مُنْفَعِلٌ
وَشَاْعِرُ الْعُرْبِ يُحْيِيْ أَرْوَعَ الأَمَلِ

وَيُوْقِظُ النَّاْسَ مِنْ نَوْمٍ أَلَمَّ بِهِمْ
جَرَّاْءَ مَاْ عَاْيَنُوْا مِنْ حَاْدِثٍ جَلَلِ

وَقَاْلَ قَاْئِلُهُمْ: هُبُّوْا؛ وَلاْ تَهِنُوْا
ضَاْعَ الْمُرَاْهِنُ بَيْنَ الْهَزْلِ؛ وَالْكَسَلِ

وَحَرِّرُوْا الشَّاْمَ مِنْ أَزْلاْمِ مُرْتَزِقٍ
نَذْلٍ، فَدَوْلَتُهُمْ مِنْ أَسْوَأِ الدُّوَلِ

وَرَأْسُهَاْ فَاْسِدٌ؛ وَغْدٌ؛ وَمُنْحَرِفٌ
يُدْعَى الْكَذُوْبُ لِبَيْنٍ مِنْهُ مُتَّصِلِ

سَلِيْلُ قِرْدٍ، وَطَبَّاْلٍ، وَرَاْقِصَةٍ
نَاْلَ الرِّئَاْسَةَ بِالتَّزْوِيْرِ؛ وَالْحِيَلِ

قِرْدٌ تَعَمْلَقَ مِنْ قِرْدَاْحَةٍ فَسَدَتْ
وَقَدَّسَتْ نَاْشِرَ الإِفْسَاْدِ؛ وَالْفَشَلِ

فَقَاْلَ خَنَّاْسُهَا: الشَّيْطَاْنُ قُدْوَتُنَاْ
وَقَاْلَ إِبْلِيْسُهَاْ: حَيِّ عَلَىْ هُبَلِ

وَقَاْلَ مُفْسِدُهَاْ: الإِفْسَاْدُ نِحْلَتُنَاْ
وَقَاْلَ شَبِيْحُهَاْ: عَيْنِيْ عَلَى الْعَسَلِ

قِرْدَاْحَةُ الْقِرْدِ لِلْقَرَّاْدِ مَزْرَعَةٌ
تُدَاْرُ مِنْ أَهْبَلٍ يُصْغِيْ إِلَىْ ثَمِلِ

وَشَيْخُهَاْ مَاْرِقٌ؛ وَغْدٌ؛ وَمُنْحَرِفٌ
وَعَاْبِثٌ يَنْشُرُ الْفَحْشَاْءَ فِيْ الْجَبَلِ

كَأَنَّهُ الْجُرْذُ فِي السِّرْدَاْبِ يُرْعِبُهُ
قِطٌّ، فَيَلْتَمِسُ الإِنْقَاْذَ مِنْ زُحَلِ

يَدُعُوْ إِلَى الشَّرِّ، وَالأَشْرَاْرُ تَتْبَعُهُ
وَلاْ يُرَجِّحُ مَنْقُوْلاً عَنِ الرُّسُلِ

نَبِيُّهُ الْوَحْشُ، وَالْمَكْزُوْنُ مُرْشِدُهُ
وُالسِّحْرُ، وَالسَّاْحِرُ الْمَبْهُوْرُ بِالْجَدَلِ

وَطَوْطَمُ الْوَغْدِ: شَبِيْحٌ، وَمُرْتَزِقٌ
وَأَحْمَقٌ، مُفْسِدٌ يَدْعُوْ إِلَى الْخَلَلِ

لأَنَّ إِبْلِيْسَ قَدْ أَغْوَىْ بِنِحْلَتِهِ
مَنْ قَدْ تَمَسَّكَ بِالأَهْوَاْءِ؛ وَالنِّحَلِ

فَجُنْدُ إِبْلِيْسَ فِي الْقِرْدَاْحَةِ اجْتَمَعُوْا
وَرَجَّحُوْا بِدْعَةَ الإِخْلاْلِ؛ وَالْخَطَلِ

فَلِلتَّقَمُّصِ أَتْبَاْعٌ، وَأَلْسِنَةٌ
حَمْقَىْ، وَقَاْئِدُهُمْ؛ يَاْ نَاْسُ، مِنْ ثُعَلِ

ضَبْعٌ جَبَاْنٌ؛ خَسِيْسٌ؛ فَاْشِلٌ؛ نَتِنٌ
مُسْتَكْبِرٌ؛ خَاْئِضٌ فِي الذُّلِّ؛ وَالزَّلَلِ

رَأَيْتُهُ يَوْمَ جَدَّ الْجَدُّ مُضْطَرِباً
مِثْلَ الزُّرَاْفَةِ بَيْنَ الْخَيْلِ؛ وَالإِبِلِ

فَلِلزُّرَاْفَةِ أُسْلُوْبٌ بِمِشْيَتِهُاْ
يَعْلُوْ؛ وَيَهْبِطُ بَيْنَ الْبُطْءِ؛ وَالْعَجَلِ

وَالنَّذْلُ بَشَّاْرُ مَفْتُوْنٌ بِوَثْبَتِهَاْ
لأَنَّهُ فَاْسِدُ الأَقْوَاْلِ؛ وَالْعَمَلِ

لِذَاْكَ يَقْفِزُ فِيْ لَيْلاْءَ مُظْلِمَةٍ
مُعَلِلاً عَاْلَةَ الأَوْطَاْنِ بِالْعِلَلِ

لأَنَّ بَشَاْرَ مَعْتُوْهٌ وَسَيِّدُهُ
فِيْ قُمَّ مُحْتَرِفُ الإِغْوَاْءِ؛ وَالدَّغَلِ

وَيُقْسِمُ الْوَغْدُ: إِنَّ الشَّاْمَ أُضْحِيَةٌ
فِي الْعِيْدِ، وَالْعِيْدُ مَقْصُوْرٌ عَلَى الْوَهَلِ

خَاْبَ الْخَسِيْسُ لأَنَّ الشَّاْمَ ثَاْئِرَةٌ
وَفِي الشَّوَاْرِعِ آجَاْمٌ مِنَ الأَسَلِ

وَثَوْرَةُ الشَّاْمِ بِالأَحْرَاْرِ عَاْمِرَةُ
وَظِلُّهَاْ فِيْ بِلاْدِ اللهِ كَالظُّلَلِ
 
وَثَوْرَةُ الشَّاْمِ لِلثُّوَّاْرِ مُفْخَرَةٌ
وَلَيْسَ يَخْفَىْ مَكَاْنُ الثَّاْئِرِ الْبَطَلِ

فَحُبُّ ثُوَّاْرِنَاْ فِيْ كُلِّ جَاْرِحَةٍ
وَالثَّاْئِرُ الْحُرُّ شَهْمٌ سَاْئِرُ الْمَثَلِ

هذه القصيدة من البحر البسيط.