قصيدة: اللغة العربية / د. محمود السيد الدغيم
 الخميس:21/10/2010م
قَاْلَتْ لَعَمْرُكَ؛ غِيْلَ غِيْلَ نَصِيْرِيْ
ظُلْماً، فَفِيْ أَيْدِي الْعَدُوِّ مَصِيْرِيْ

 

اللغة العربية / د. محمود السيد الدغيم

الخميس:21/10/2010م

قَاْلَتْ لَعَمْرُكَ؛ غِيْلَ غِيْلَ نَصِيْرِيْ
ظُلْماً، فَفِيْ أَيْدِي الْعَدُوِّ مَصِيْرِيْ

مَا عَادَ يَبْحَثُ نَاطِقِيْ عَنْ نُصْرَتِيِ
يَا حَسْرَتِيْ، يَا نَاسُ، أَيْنَ جَرِيْرِيْ

أَيْنَ الْحُطَيْئَةُ، وَالْمُقَنَّعُ؛ إِنَّنِيْ
أَحْتَاْجُهُمْ لِمَعَاْرِكِ التَّحْرِيْرِ

أَحْتَاْجُ لِلشُّعَرَاْءِ وَالأُدَبَاْءِ وَالْـ
أُمَرَاْءِ، وَالْمُتَبَحِّرِ النّحْرِيْرِ

أَحْتَاْجُهُمْ كَيْ يَكْسِرُوْا قَيْدِاً، وَأَنْ
يَأْتَوْا بِكُلِّ مُغَاْمِرٍ شِرِيْرِ

مِمَّنْ تَعَاْمَلَ أَوْ تَكَاْسَلَ وَانْحَنَىْ
جُبْناً، وَسُخِّرَ أَرْذَلَ التَّسْخِيْرِ

فَرَمَىْ عَلَىْ أُمِّ اللُّغَاْتِ سِهَاْمَهُ
عَنْ قَوْسِ نَذْلٍ وَاضِحِ التَّقْصِيْرِ

ثُمَّ ادَّعَىْ أَنِّيْ عَقِيْمٌ ضَحْلَةٌ
شَمْطَاْءُ عَاْجِزَةٌ عَن التَّقْرِيْرِ

وَاجْتَرَّ أَحْقَاْدَ الْعَدُوِّ سَفَاْهَةً
كَالْبَبَّغَاْءِ، وَلَجَّ بِالتَّنْظِيْرِ

فَأَبَاْحَ لِلْجُهَلاْءِ أَنْ "يَتَدَكْتَرُوْ"
وَيُرَوِّجُوا شَيْئاً مِنَ التَّنْفِيْرِ

وَيُشَوِّهُوا أُمَّ اللُّغَاْتِ بِفِرْيَةٍ
مَجْبُوْلَةٍ بِعَنَاْصِرِ التَّخْدِيْرِ

حَتَّىْ تُخَدَّرَ أُمَّةٌ عَرَبِيَّةٌ
مَبْهُوْرَةٌ بِفَظَاْعَةِ التَّشْهِيْرِ

تَهْذُوْ بِمَا يَهْذُو بهِ أَعْدَاؤُهَا
وَتُقَاْدُ صَاْغِرَةً لأَمْرِ صَغِيْرِ

تَهْذُو وَتَجْهَلُ مَا بَنَى أَجْدَاْدُنَا
مِنْ بُنْيَةٍ لِصِنَاْعَةِ التَّشْفِيْرِ

وَبِعَاْلَمِ العُلَمَاءِ يَعْرِفُ عِلْمَهُم
عَلَمٌ تَعَلَّمَ مِنْ عُلُوْمِ خَبِيْرِ

عَلَمٌ تَعَلَّمَ نَحْوَهَا؛ وَعَرُوْضَهَا
وَبَيَاْنَهَا، وَبَلاْغَةَ التَّعْبِيْرِ

فَأَبَىْ عَلَىْ أُمِّ اللُّغَاْتِ تَآمُراً
مِنْ جَاْهِلٍ يَسْعَىْ إِلَى التَّدْمِيْرِ

وَسَعَىْ إِلَىْ تَحْصِيْنِهَاْ بِعُلُوْمِهَاْ
فِي سَاْحَةِ الإِبْدَاْعِ والتَّحْرِيْرِ

أُمُّ اللُّغَاْتِ عَلَى الْبُغَاْةِ عَصِيَّةٌ