حَنِينُ المُتَفَجِّع وأَنِينُ المُتَوَجِّع: (قصيدة في وَيْلات الحرب العالَمِيَّة الأولى) قصيدة لامِيَّةٌ في 55 بيتاً، للعلامة العثماني المحقق الأديب الأَرِيب محمد زاهد الكَوْثَرِيّ، المولود سنة 1296م، والمتوفى في المنفى بمصر سنة 1371،رحمه الله تعالى

*********

بسم الله الرحمن الرحيم

ضحوة يوم الجمعة الخامس والعشرين من المحرم الحرام من سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أزكى التحية.

ضَاعَتْ بِلاَدٌ لَناَ وَالْجَيْشُ مَفْلُوْلُ([1])
فَالْعَيْنُ داَمِعَةٌ وَالْجِسْمُ مَنْحُوْلُ

لَقَدْ أُصِبْنَاْ بِرُزْءٍ([2]) مَا أُصِيْبَ بِهِ
قَوْمٌ فَمَنْ مِثْلُنَا بِالرُّزْءِ مَشْمُوْلُ؟

اَلْمُسْلِمُونَ بَنُو الْعَلاَّتِ([3]) إِخْوَةُ دِيْـ
نٍ ماَ لِسَيْفِهِمُ بِالْبَغْيِ مَسْلُوْلُ

عَمَّ الْبَلِيَّةُ مَا طَابَتْ وَقَدْ فَظُعَتْ
طَاْلَتْ وَما انْقَطَعَتْ لاَ حَبَّذَا الطُّوْلُ

كَمْ تَنْقُصُ([4]) اْلأرْضُ مِنْ أَطْرَافِهَا حِجَجاً([5])
أَمْ هَلْ تُعاَدُ وَنَصْرُ اللَّهِ مَأْمُوْلُ

أَمْ حَاْنَ حَِينُ([6]) جُنَّاةُ الدِّينِ سَاسَتْناَ!
دَعِ الدِّهاَنَ
([7]) فَقَوْلُ الصِّدْقِ مَقْبُولُ

مَنْجَاتُكَ الصِّدْقُ، لاَ تَحْفِلْ بِمُخْتَرِصٍ([8])
ماَ الْيَوْمَ أَنْتَ عَنِ الْمَنْجَاةِ مَكْتُولُ
([9])

قَضَى أُغَيْلِمَةٌ([10]) عَلَى الْبِلاَدِ وَأَهْـ
لِيهَا كَأَنَّهُماَ غَالَتْهُمَا غُولُ

بِالدِّينِ وَالْعِرْضِ وَاْلأَوْطَانِ كَمْ لَعِبُوا
وَنَحْنُ خُرْسٌ فَلاَ قَالَ وَلاَ قِيلُ

أحْدَاثُ سِنٍّ سِفَاهُ الْعَقْلِ إِنَّ بِهِمْ
هَلاَكَناَ وَهْوَ مَنْصُوصٌ وَمَعْقُولُ

فَإنْ أَطَعْنَا هَلَكْنَا أَوْ عَصَى أَحَدٌ
مِناَّ فَعَاصِيهِمُ فِي الْحَالِ مَعْكُولُ
([11])

لِكُلِّ نَاهِقِ([12]) زَيْغٍ([13]) بَيْنَنَا تَبَعٌ
وَتَابِعُ الْحَقِّ واْلإِسْلاَمِ مَخْذُولُ

قَضَوْا عَلَى الْعِلْمِ وَاْلإِسْلاَمِ شَرَّ قَضَا
فَالْقَلْبُ مُكْتَئِبٌ وَالْعَقْلُ مَخْبُولُ
([14])

وَهُمْ هُمُ سَلَبُوا حَقَّ الْقَضَاءِ عَنِ الـ
شَّرْعِ اْلأَغَرِّ فَلاَ جَرْحٌ
([15]) وَتَعْدِيلُ

وَفَوَّضُوهُ إِلَى دَعِيٍّ([16]) بِمَعْدِلَةٍ([17])
حَيْثُ الْخِصاَمُ بِقَوْلِ الْعِلْجِ
([18]) مَفْصُولُ

قَدْ عَانَدُوا الشَّرْعَ حَتَّى شَرَّعُوا بِهَوَا
هُمْ مَا اشْتَهَوْ؛ أو َبَدَتْ مِنْهُمْ أَبَاطِيلُ

شَرْعَانِ لاَ يَبْقَيَانِ فِي دِيَارِهِمُ
فَالشَّرْعُ حَقٌّ وَمَا سَمَّوْهُ تَضْلِيلُ

لَقَدْ بَدَا أَنَّمَا أَحْكَامُ شِرْعَتِهِمْ
هَتْكٌ وَسَفْكٌ وَإِلْحَادٌ وَتَبْدِيلُ

قَدْ جَوَّزُوا الْجَمْعَ بَيْنَ اْلأُمِّ وَابْنَتِهَا
كُلُّ الْمَجُوسِ
([19]) عَلَى ذَا الْعَارِ مَجْبُولُ

فَمَنْ بِصِهْرَتِهِ أَفْضَي فَزَوْجَتُهُ
بَانَتْ لَدَيْنَا وَعَقْدُ الْبِنْتِ مَحْلُولُ

وَهُمْ يَقُولُونَ: ماَ بَانَتْ وَإِنْ حَبَلَتْ
وَالْعَقْدُ عَقْدٌ، وَهَذَا الْعِرْضُ مَبْذُولُ!

وَلاَ طَلاَقَ بِحَالِ السُّكْرِ([20]) عِنْدَهُمُ
هَلْ ذَا لَهُمْ نَسَبٌ فِي الدِّينِ مَدْخُولُ ؟!

فَإِنْ تَرَوْا فِيهِمَا أَدْنَى مُصَيْلِحَةٍ([21])
سِوَى قِيَادَةِ أَوْلاَدِ الْخَنَا
([22]) قُولُوا

وَلاَ يَغُرَّنْكَ نَقْلٌ هَانَ حُجَّتُهُ
وَشَرْعُهُمْ عَنْ سِفَاحِ
([23]) الْغَرْبِ مَنْقُولُ

فِقْهُ الْعِرَاقِ([24]) وَتَحْدِيثُ الْحِجَازِ([25]) كَأَنْ
كِلاَهُمَا الْيَوْمَ مَرْجُوحٌ
([26]) وَمَعْلُولُ

كَمْ أَحْدَثُوا بِدَعًا([27]) وَكَمْ مَحَوْا سُنَنًا([28])
إِلْحَادُهُمْ بِرَدَى اْلأَقْوَامِ مَوْصُولُ

كَأَنَّ كَهْلَهُمُ([29]) مَاْ طَرَّ([30]) شَارِبُهُ
حَقًّا، وَذَا مُثْلَةٌ
([31]) فَالْكَهْلُ مَعْذُولُ

كَسَوْا قَلاَنِسَ([32]) (وِيلَهْلُمَّ) ([33]) جَيْشَهُمُ
«وَيْلٌ هَلُمَّ!» خِطَابٌ فِيهِ تَهْوِيلُ

كِدْنَا نُصَلِّى إِلَى بَرْلِينَ([34]) وِجْهَتُنَا
وَمُؤْقُ
([35]) أَهْلِ التُّقَى بِالدَّمْعِ مَبْلُولُ

فَهَلْ ِلإِعْلاَءِ دِينِ اللَّهِ حَالَفْنَا الْـ
أَلْمَانَ أَمْ لَهُمُ فِي الْبَغْيِ تَطْفِيلُ
([36])

سَاقُوا الْخَلاَئِقَ لِلْهَيْجَاءِ([37]) مِزْوَدُهُمْ([38])
خُلْوٌ عَنِ الزَّادِ لاَ قَمْحٌ وَلاَ فُولُ

عُزْلاً([39]) عُرَاةً بِلاَ زَادٍ وَرَاحِلَةٍ
وَإِنْ رَأَوْا مِنْ حَشِيشٍ فَهْوَ مَأْكُولُ

كَمْ مَاتَ صَبْراً، وَكَمْ بَرْدًا، وَكَمْ سَغْبًا([40])
مَا الْكُلُّ إلاَّ إِلَى الْمَغْوَاةِ
([41]) مَعْتُولُ([42])

فِِي الْخِدْرِ([43]) كَمْ هَتَكُوا([44]) عِرْضَ الْكُمَاةِ([45]) وَكُلْـ
لُهُمُ بِحَرْبِ الْعِدَا فِي الثَّغْرِ
([46]) مَشْلُولُ

لِلْمُسْلِمَاتِ مَوَاخِيرَ([47]) الْقِيَادَةِ؛ في
كُلِّ الْبِلاَدِ؛ بَنَوْا، فَهُمْ مَرَاذِيلُ

سَاقُوا الْعَفِيفَةَ لِلْمَاخُورِ مُكْرَهَةً
بُؤْساً لِمُسْلِمَةٍ حَسْنَاءَ عُطْبُولُ
([48])

قَدْ غَرَّبُوا؛ وَنَفَوْا مَنْ لاَ يَدِينُ لَهُمْ
وَحَبْلُهُمْ لِخِنَاقِ الْخَلْقِ مَفْتُولُ

أُبِيحَ مَالُ الرَّعَاياَ مَعْ دِمَائِهِمُ
مَقْتُولُهُمْ دَمُهُ فِي الْبَيْنِ مَطْلُولُ
([49])

وَدَيْدَنُ([50]) الْقَوْمِ قَتْلُ اْلأَبْرِيَاءِ فَكُـ
ـلٌّ عَنْ جِنَايَتِهِ يَوْمًا لَمَسْؤُوْلُ

لَمْ يَسْلَمِ الدَّيْرُ([51]) مِنْهُمْ؛ بَلْ جَوَامِعُنَا
بَلْ كُلُّ حَلْيِ
([52]) رَسُولِ الله مَسْلُولُ

سِيَّانِ([53]) جاَنٍ([54]) وَ أَهْلُ الْعِلْمِ عِنْدَهُمُ
مَنْ قَالَ حَقًّا فَمَخْنُوقٌ وَمَقْتُولُ

وَاللهُ أَيَّدَ مَوْلاَنَا «الْوَحِيدَ»([55]) فَمَا
يَكُونُ لِلْعِلْمِ بَعْدَ الْيَوْمِ تَذْلِيلُ

لَمْ يُنْسَ مَا اقْتَرَفُوهُ حِينَمَا زَحَفُوا
مِنْ مَهْدِ شِرَّتِهِمْ
([56]) وَالْقَلْبُ مَنْبُوْلُ([57])

كَمْ بُنْدُقًا([58]) أَطْلَقُوا عَلَىْ جَواَمِعِنَاْ
فَالْمُسْتَجِيْرُ بِهَاْ خَوْفاً فَمَنْكُولُ

أَيْنَ الْعَماَئِمُ؟ أَمْ أَيْنَ اللِّحَى وَذَوُوْ
هَا؟ أَيْنَ بَادُوا
([59])؟ أَذَاكَ الْيَوْمُ مَجْهُولُ؟

أَضْحَتْ مَداَرِسُناَ مَأْوَىْ اُولاَتُ خَناً
واَهاً لِفَاتِحِنَا
([60]) هَلْ ذَاْ لَكَ السُّولُ؟

فَالْقَوْلُ حَقٌّ عَلَىْ فُسَّاْقِنَاْ تَرَفاً
هَذَا دَلِيْلٌ، وَذَا التَّدْمِيْرُ مَدْلُوْلُ

أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ([61]) عَنَّا قَدِ أنْتُزِعَتْ
آيَاتُهَا انْتُبِذَتْ فَالْعَيْشُ مَمْلُوْلُ

أَعْلاَمُهَا انْتَكَسَتْ، صُلْبَانُهَا ارْتَفَعَتْ
تُتْلَىْ؛ بِهَا الْيَوْمَ؛ تَوْرَاةٌ وَإِنْجِيْلُ

بِلاَ (صَلاَحٍ) فَهَلْ تُرْجَى اسْتِعاَدَتُهَاْ
وَمَا الصَّلاَحُ لَنَاْ فِي الْكَوْنِ مَأْمُوْلُ
([62])

أَيْنَ الْعِرَاْقُ وَيَثْرِبُ؟ وَكَمْ بَلَدٍ
زَاهٍ إِلَى حَلَبٍ مِنَّا مَنَاسِيلُ؟

فَيَاْ تُرَىْ!! هَلْ رَأَىْ قَوْمٌ ضَراَئِبَهُمْ([63])
شُؤْماً وَلُؤْماً؛ فَهُمْ عُمْيٌ مَخَاذِيلُ

قُلْتُمْ: سَيَخْرُجُ دَجَّاْلٌ؟ أَقُوْلُ:نَعَمْ
هُمُ دَجَاجِلَةٌ؛ ذَاكُمْ دُجَيْجِيْلُ

عَلَيْهِمُ لَعْنَةٌ مِنْ أُمَّةٍ وَتَرَتْ([64])
مَهْمَا تَنَاسَلَ جِيْلٌ؛ بَعْدَهُ جِيْلُ

فَمَا اعْتَدَىْ زاَهِدٌ([65]) فِى الْقَوْلِ يُنْشِدُهُمْ:
ضَاعَتْ بِلاَدٌ لَنَاْ؛ وَالْجَيْشُ مَفْلُوْلُ

هذه القصيدة من البحر البسيط.


 


 

([1]) - * (فَلَّهُ): (وفَلَّلَهُ) ثَلَمَه فَتَفَلَّلَ وانْفَلَّ وافْتَلَّ والقومَ هَزَمَهُم فانْفَلَّوا وتَفَلَّلوا

وقَومُ (فَلٌّ) مُنْهزِمونَ [ج] فُلولٌ وأفْلالٌ. (وأفَلَّ) ذهبَ مالُه. (وفَلَّ) عنه عَقْلُه (يَفِلُّ) ذهبَ ثم عادَ. (والفُلَّى) كرُبَّى الكَتيبَةُ المُنْهزِمةُ. القاموس المحيط.

([2]) - * الرُّزْء والرَّزِيئَةُ والرَّزِيَّةُ: المصيبةُ والنّازلة الشَّديدة؛ نزل بالرجل رُزْءُ جسيمٌ: أثقله بالهمِّ، والجمع: أَرْزَاءٌ.

([3]) - * (بَنو الْعَلاَّتِ ) هُمْ أَوْلادُ الأُمَّهَاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ. قَالَ فِي الْقَامُوسِ: وَالْعَلَّةُ: الضَّرَّةُ، وَبَنُو الْعَلَّاتِ: بَنُو أُمَّهَاتٍ شَتَّى مِنْ رَجُلٍ. وَيُقَالُ لِلإِخْوَةِ لأُمٍّ فَقَطْ: أَخْيَافُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ فَاءٌ.

([4]) - * يشير إلى قوله تعالى في سورة الرعد، الآية: 41: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)﴾.

جاء في تفسير ابن كثير: قَالَ اِبْن عَبَّاس: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَفْتَح لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرْض بَعْد الْأَرْض، وَقَالَ فِي رِوَايَة: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْقَرْيَة تُخَرَّب حَتَّى يَكُون الْعُمْرَان فِي نَاحِيَة.

وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس: نُقْصَان أَهْلهَا وَبَرَكَتهَا. وَقَالَ مُجَاهِد: نُقْصَان الْأَنْفُس وَالثَّمَرَات وَخَرَاب الْأَرْض.

وَقَالَ اِبْن عَبَّاس فِي رِوَايَة: خَرَابُهَا بِمَوْتِ عُلَمَائِهَا وَفُقَهَائِهَا وَأَهْل الْخَيْر مِنْهَا، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد أَيْضًا: هُوَ مَوْت الْعُلَمَاء، وَفِي هَذَا الْمَعْنَى، أَنْشَدَنَا أَحْمَد بْن نمزال لِنَفْسِهِ:

الْأَرْض تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمهَا * مَتَى يَمُتْ عَالِم مِنْهَا يَمُتْ طَرَف

كَالْأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْث حَلَّ بِهَا * وَإِنْ أَبَى عَادَ فِي أَكْنَافهَا التَّلَف
وَالْقَوْل الْأَوَّل أَوْلَى وَهُوَ ظُهُور الْإِسْلَام عَلَى الشِّرْك قَرْيَة بَعْد قَرْيَة كَقَوْلِهِ "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلكُمْ مِنْ الْقُرَى" الْآيَة، وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن جَرِير.

([5]) - * الحِجُّ بالكسر، الاسم. والحِجَّةُ المرَّة الواحدة، وهو من الشَّواذِّ، لأَن القياس بالفتح. والحِجُّ: الحُجَّاجُ. قال سيبويه: وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ، يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة. قال الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ ، وبعضٌ يَكسر الحاء، فيقول: الحِجُّ و الحِجَّةُ. وقال الزجاج في قوله تعالى:  (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) يُقرأُ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأَصل. وروي عن الأَثرم وغيره: ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً ولا رأَيتُ رأْيَةً ، وإِنما يقولون: حَجَجْتُ حِجَّةً. قال: والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما فُرْقانٌ. وغيره يقول: الحَجُّ: حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ: عَمَلُ السَّنَةِ. وتقول: حَجَجْتُ فلاناً: إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة، فقيل: حُجَّ البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ. قال الكسائي: كلام العرب كلّه على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلاّ قولَهم: حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ رُؤْيَةً. والحِجَّةُ السَّنَةُ، والجمع: حِجَجٌ.

([6]) - * الحَيْنُ بالفتح: الهلاك؛ وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه الله. وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه. وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. يقال: حانَ يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ، والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، والجمع: الحَوائنُ، وحانَ الشيءُ: قَرُبَ. وحانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك. وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه.

والحِينُ الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مُبْهَم يصلُح لجميع الأَزمان كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين. والحِينُ : الوقتُ، والحِينُ: يومُ القيامة.

وحانَ حِينُه؛ أَي: قَرُبَ وَقْتُه. والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ والحِينُ: وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإِذ، فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا؛ فأَبدلوها ياء، وكتبوها بالياء. وحانَ له أَن يَفْعَلَ كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ. انظر محيط المحيط، مادة: حين.

([7]) - * والمُداهَنة والإِدْهانُ: المُصانَعة واللِّين، وقيل: المُداهَنة إِظهارُ خلاف ما يُضمِر. و الإدْهانُ: الغِش. و دَهَن الرجلُ: إذا نافق. ودَهَن غلامَه: إذا ضربه. وقال قوم: داهَنت بمعنى: واريت، وأَدْهَنت بمعنى: غَشَشْت . وقال الفراء : معنى قوله تعالى: " فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)" سورة القلم ودُّوا لو تَكْفُر فيكفرون، ودّوا لو تَلِينُ في دِينك فيَلِينون. أَي ودُّوا لو تُصانِعهم في الدِّين فيُصانِعوك. والإِدْهان: المُقاربَة في الكلام والتَّليين في القول. الإِدْهان: اللِّين. والمُداهِن: المُصانع. وقال بعض أَهل اللغة: معنى داهَن وأَدْهن أَي: أَظهر خلاف ما أَضمر، فكأَنه بيَّن الكذب على نفسه .

([8]) - * قال الله تعالى: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) سورة الذاريات. (اختَرَصَ): كذب. ويقال: اخْتَرص القولَ: افتعله. واخترص: جعل في الخُرْص ما أَراد. و(تَخَرّصَ): تَكَذَّبَ بالباطل. ويقال: تَخَرَّص القولَ. اختَرصَه. انظر الوسيط.

([9]) - * كَتَلَ يَكْتُلُ كَتْلاً : كتله عن الأمر: حبسه عنه ومنعه، فهو مكتول: ممنوع؛ ويقال: مَا كَتَلَكَ عَنّا؟ أي: ما منعك عنا؟.

([10]) - * (غَلِمَ): كفَرِحَ، غَلَماً وغُلْمَةً بالضم. (واغْتَلَمَ ): غُلِبَ شَهْوَةً. وهو غَلِمٌ، ككَتِفٍ وسِكِّيتٍ ومِنديل. وهي غَلِمَة ومُغْتَلِمَة وغِلِّيمَة ومِغلِيمَة ومِغْليمٌ وغِلِّيمٌ. وأغْلَمَهُ الشيءَُ. (والغلمَةُ ) شَهْوَةُ الضِّرابِ. و(غَلِمَ ) البَعيرُ: كفَرِحَ. (واغتلَمَ ) هاجَ من ذلك. والغُلامُ: الطارُّ الشارِب؛ والكَهْلُ: ضِدُّ. أو مِن حين يولَدُ إلى أن يَشِبَّ، والجمع: أغْلِمَة وغِلْمَةٌ وغِلمانَ. وهي: غُلامَة. والاسمُ. الغلومَةُ و الغُلوميَّةُ والغلاميّةُ. ومن التصغير: أغيلمة.

([11]) - * عَكَلَ الشيءَ يَعْكِلُه و يَعْكُله عَكْلاً: جَمَعَه. و عَكَل السائقُ الخَيْلَ والإِبل يَعْكُلُها عَكْلاً: حازَها وساقَها وضَمَّ قَواصِيَها؛ وعَكَلَ البعيرَ يَعْكُله و يَعْكِلُه عَكْلاً: شَدَّ رُسْغَ يده إِلى عَضُده بحبل، وفي الصحاح: هو أَن يُعْقَل بحبل، واسمُ ذلك الحبل: العِكَالُ. وإِبِلٌ مَعْكُولة أَي: مَعْقُولة. والمَعْكُول: المحبوس. و عَكَلَه: حَبَسه؛ يقال: عَكَلُوهم مَعْكَل سَوْءٍ.

([12]) - * نَهَقَ الحِمارُ، كضرَب، ونهِقَ كسمِعَ، أي: بالكَسْرِ، ونهَقَ، كنَصَر، ونهق نَهيقاً، كأمير، ونُهاقاً بالضمِّ: صَوَّت. وهو النّهيقُ، فإذا كرّره واشتدّ يُقال: أخذَه النُهاقُ. والنّاهِق: مَخرَج النُّهاق من حَلقِ الناهق. والجمع: النّواهق، والنّواهِق من الخَيْل والحُمُر: حيث يخْرُج النُّهاق من حلْقِه. والنَّهْق، والتّنْهاق بفَتْحِهما: صوتُ الحِمار.

([13]) - * قال الله تعالى: " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)" سورة النجم. وقال تعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)" سورة الصف. وقال تعالى: " إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)" سورة الأحزاب.

الزَّيْغُ: المَيْلُ. زاغَ يَزِيغُ زَيْغاً، وزَيَغاناً وزُيُوغاً وزَيْغُوغةً، وأَزَغْتُه أَنا إزاغةً، وهو زائِغٌ من قوم زاغةٍ: مالَ. وقومٌ زاغةٌ عن الشيء أَي: زائغون. يقال: زاغَ عن الطريق يَزِيغُ إذا عدَلَ عنه. وأَزاغه عن الطريق أَي أَمالَه.

([14]) - * قال الزبيدي في تاج العروس: خَبَلَهُ الحُزْنُ، وخَبَّلَهُ خَبلاً وتَخْبِيلاً واخْتَبَلَهُ: جَنَّنَهُ وكذلك الحُبُّ والدَّهرُ والسُّلطان والداءُ: أَفْسَدَ عُضْوَه، وخَبَلَه الحُبُّ: أَفْسَدَ عَقْلَه فهو خابِلٌ، وذاك مَخْبولٌ.

وخَبَلَهُ عنه يَخْبِلُه خَبلاً: مَنَعَهُ. وخَبَل عن فِعْل أبيهِ: إذَا قَصَّر. وخَبِلَ، كفَرِح خَبَلاً خَبالاً، فهو أَخْبَلُ، وخَبِلٌ ككَتِفٍ: جُنَّ وفَسَد عَقلُه. خَبِلَتْ يَدُه: أي شَلَّتْ وقِيل: قُطِعَت. والمُخَبِّلُ كمُحَدِّث: اسمٌ للدَّهر. وقد خَبَّلَهُ الدَّهرُ تَخْبِيلاً: إذا جَنَّنَهُ وأفْسَد عقلَه. والخَبالُ: الفَسادُ في الأَفْعال والأَبْدان والعُقول. والخبالُ: ذَهاب الشيء. والخُبَّلُ، كسُكَّرٍ: الجِنُّ، جَمْع خابِلٍ. والخَبلُ بالفتح: الفِتْنة والهَرْجُ. والخَبَلُ بالتّحريك: يَقَعُ على الجِنّ والإنس. والمُخَبَّلُ، كمعَظَّمٍ: المَجنُون، كالمُخْتَبَل. والذي كأنه قُطِعَتْ أطرافُه. والاختِبالُ: الحَبسُ. وأيضاً: الإعارَةُ، وقالوا: خَبلٌ خابِلٌ، يَذهَبُون إلى المُبالَغة. والخَبَلُ، محرَّكةً: الجِراحَةُ، وبه فُسِّر قولُهم: بَنُو فلانٍ يُطالِبوننا بخَبَلٍ. والخُبلَةُ، بالضّمّ: الفَسادُ مِن جِراحةٍ أو كَلِمةٍ. واسْتَخْبَل مالَ فُلانٍ: طَلَب إفسادَ شيءٍ من إِبِله.

([15]) - * الجرح والتعديل: هو عِلمٌ يُبحثُ فيه عن جَرْحِ الرُّواة وتعديلهم بألفاظٍ مَخصُوصةٍ. وهذا العِلم من فروع عِلم رجال الحديث، وهو علم عظيم لأنه ميزان رجال الحديث ومِعيار الْحُكم عليهم، وهو الحارس للسُّنّة من كل زِيف ودَخيل.

والْجَرحُ في الاصطلاح: ردُّ الحافظ المتقِن روايةَ الراوي لِعِلّةٍ قادِحةٍ فيه، أو في رِوايتِهِ من فسْقٍ أو تدليسٍ أو كذِبٍ أو شُذوذ أو نحوها.

والتعديل: جاء من عدَّل الحكم أقامه، وعدّل الرجل زكّاه، والميزان سوَّاه، فالتعديلُ: التقويم والتسوية والتزكية، والعَدْلُ: ما قام في النفوس أنه مُستقيمٌ، وجائزُ الشهادة، وتقول: امرأةٌ عدلٌ ونسْوةٌ عدل. والتعديل في الاصطلاح: وصف الراوي بما يقتضي قبول روايته.

([16]) - * دَعِيٌّ من: د ع و. صفة. ويقال: "وَلَدُ دَعِيٌّ" : مُتَّهَمٌ فِي نَسَبِهِ. و"يَا لَهُ مِنْ رَجُلٍ دَعِيٍّ": لِمَنْ يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ. انظر المحيط.

([17]) - * العَدْل: ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم، وهو ضِدُّ الجَوْر. عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً، وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ. و عَدَل عليه في القضيَّة، فهو عادِلٌ. وبَسَطَ الوالي عَدْلَه و مَعْدِلَته. وفي أَسماء الله سبحانه: العَدْل، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم. وهو في الأَصل مصدر سُمِّي به، فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً، وفلان من أَهل المَعْدِلة؛ أَي: من أَهل العَدْلِ. و العَدْلُ: الحُكْم بالحق، يقال: هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ. وهو حَكَمٌ عادِلٌ ذو مَعْدَلة في حكمه. والعَدْلُ من الناس: المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه. ورجل عَدْلٌ و عادِلٌ: جائز الشهادة. ورَجُلٌ عَدْلٌ: رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة؛ و العَدالة و العُدولة و المَعْدِلةُ و المَعْدَلةُ كلُّه: العَدْل.

([18]) - * العِلْج: الرجل من كفَّار العجم وغيرهم، والجمع كالجمع، والأُنثى: عِلْجة، وزاد الجوهري في جمعه: عِلَجة. و العِلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار: عِلْج. و العِلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه؛ ويقال للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج وكلُّ صُلْب شديد : عِلْج .

([19]) - * المَجُوسِيَّة: نِحْلَةٌ فاسدة مصدرها ايران الفارسية، و المَجُوسِيُّ منسوب إِليها، والجمع: المَجُوسُ قال أَبو علي النحوي: المَجُوس واليهود إِنما عرف على حدّ يهوديٍّ ويهودٍ، و مجوسيٍّ و مجوسٍ، ولولا ذلك لم يَجُزْ دخول الأَلف واللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجَرَيا في كلامهم مَجرى القبيلتين، ولم يُجعلا كالحيين في باب الصرف. وإِنما قالوا: المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين، وقد تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا: صاروا مَجُوساً. و مَجَّسُوا أَولادَهم: صَيَّرُوهُم كذلك، و مَجَّسَه غيره .

وفي الحديث النبويّ الشريف: "القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ"، قيل: إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن: وهما النُّورُ والظُلْمة، يزعُمون أَن الخير من فِعْل النُّور، وأَن الشَّر من فعل الظلمة؛ وكذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه والشر إِلى الإِنسان والشيطان، واللَّه تَعالَى خالقُهما معاً لا يكون شيء منهما إِلا بمشيئته تَعالَى وتَقَدَّسَ، فهُما مضافان إِليه خَلْقاً وإِيجاداً، وإِلى الفاعِلين لهما عَمَلاً واكتساباً.

([20]) - * جاء في كتاب نٌجعة الرائد: "فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ. وَتَقُولُ: سَكِرَ الرَّجُلُ، وَثَمِلَ، وَنَشِيَ، وَانْتَشَى، وَنُزِفَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ سَكْرَان، وَثَمِل، وَنَشْوَان، وَمَنْزُوف، وَنَزِيف... وَقَدْ صَرَعَتْهُ الْخَمْرُ: إِذَا طَرَحَتْهُ مِنْ السُّكْرِ، وَبَاتَ فُلان صَرِيع الْكَأْس. وَخَشَّمَهُ الشَّرَاب تَخْشِيمًا: إِذَا تَثَوَّرَتْ رِيحُهُ فِي خَيْشُومِهِ فَأَسْكَرَتْهُ، وَتَخَشَّمَ الرَّجُلُ، وَيُقَالُ: هُوَ سَكْرَان مُخَشَّم أَيْ: شَدِيد السُّكْرِ.... وَإِنَّهُ لَسَكْرَان طَافِح أَيْ: مَلآن مِنْ الشَّرَابِ، وَقَدْ شَرِبَ حَتَّى طَفَحَ، وَهُوَ سَكْرَان مَا يَبُتُّ أَيْ لا يَقْطَعُ أَمْرًا. وَجَاءَ فُلان وَعَلَيْهِ آثَارُ الشَّرَابِ ، وَعَلَيْهِ أَمَارَات السُّكْر.

([21]) - * صَلَحَ صَلاَحاً، وصُلُوحاً: زال عنه الفسادُ. وصلح الشيءُ: كان نافِعاً أو مُناسِباً. يقال: هذا الشيء يصلح لك. و(صَلُحَ) صَلاَحاً، وصُلُوحاً: صَلَحَ. فهو صَليحٌ. و(المَصْلَحَةُ): الصَّلاَحُ. والمنفعةُ. وهيئة إدارية فرعيه تتولي مِرفَقاً عامَّاً. يقال: "مصلحة المساحة"، والجمع: مَصالح. (محدثة). والتصغير والتحقير: مُصيلحة.

([22]) - * الخَنا: الفَحْشُ في الكلام. وخَنا الدَّهْرِ: آفاته ونَوَائبه. وخَنَا؛ يَخْنُو؛ اُخْنُ؛ خَنْواً؛ وخَناً. وخنا الرجلُ يخنُو خَنْوًا (واويٌّ) أفحش في منطقهِ وأفحش في الكلام ونطق بالخَنا؛ وخنا في منطقِه.

([23]) - * قال الزبيدي في تاج العروس: "والتَّسَافُح، والسِّفَاح، والمُسَافَحَةُ": الزِّنَا و"الفُجور". وفي المِصْباح: المُسَافَحَة: المُزانَاة، لأَنّ الماءَ يُصَبّ ضائعاً. انتهَى. وفي التَّنْزيل "مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ" قال الزَّجّاج: وأَصلُ ذلك من الصَّبِّ. تقول: سافَحْتُه مُسافَحةً وسِفاحاً، وهو أَن تُقِيمَ امرأَةٌ مع رَجُلٍ على الفَجُورِ من غير تَزْويجٍ صَحِيحٍ. وسُمِّيَ الزِّنا سِفاحاً لأَنّه كان عن غَيْرِ عَقْدٍ، كأَنّه بمنزلةِ الماءِ المَسفوح الّذي لا يَحْبِسه شَيْءٌ. وقيل: سُمِّيَ الزِّنَا سِفاحاً لأَنه ليس ثَمَّ حُرْمةُ نِكَاحٍ ولا عَقْدُ تَزْوِيجٍ، وكلُّ واحد منهما سَفَح مَنْيَته، أَي: دَفَقَهَا بلا حُرْمَةٍ أَباحَتْ دَفْقَهَا. وكان أَهلُ الجاهليّة، إِذا خَطَبَ الرَّجلُ المَرْأَةَ قال: أَنْكِحيني، فإِذا أَرادَ الزِّنا قال: سافِحيني.

([24]) - * مدرسة الرأي، أو كما تسمى مدرسة العراق، وهي مدرسة توسّع فيها الفقهاء العراقيون في استعمال العقل والقياس والاستحسان أوسع مما هو الحال في المدرسة الحجازية الحديثية. وازدهر الفقه الحنفي في العراق. ويوجد كتاب عنوانه: فقه أهل العراق وحديثهم، بقلم محمد زاهد الكوثرى؛ تحقيق عبدالفتاح محمد ابو غده، الناشر: القاهره: المكتبه الأزهريه للتراث 2002م.

([25]) - * مدرسة الحديث، أو مدرسة الحجاز، أو المدرسة النَّصِّيَّة: هي مدرسة فقهية إسلامية سُنّية، توسّعت باعتماد النُّصوص، وأقامها علماء الحجاز ومَن معهم من حَمَلَةِ السُّنَّة النبوية.

([26]) - * الراجح والمرجوح في الفقه الإسلامي: ففي اللغة: "رجح لغة: نقول: رجح الميزان أي: مال. والراجح: الوازِن، ورَجَحَ الشيءَ بيده: وزَنه ونَظر ما ثقله". وعلى هذا يكون الراجح: هو الذي يثقل أو يزن أو يغلب المرجوح.

وفي الشريعة: يُطلَق الراجح والمرجوح بنفس المعنى اللغوي على الأدلة، فهذا دليل راجح، أي: غالب؛ وأثقل من الدليل الآخر المرجوح.

والترجيح بين الأدلة: هو الخطوة الثالثة التي يلجأ إليها الفقيه عند تعارض الأدلَّة، بينما الخطوة الأولى؛ تكون الجمع بين الأدلَّة، وهو أوَّل الطرق وأولاها، وهناك طرق عديدة للجمع، كالعموم والتخصيص، واختلاف الزمان أو المكان أو الحال، وغير ذلك.

([27]) - * البِدْعةُ: الحَدَث، وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال. والبِدْعةُ: كلُّ مُحْدَثةٍ. والبِدْعةُ: بدْعتان بدعةُ هُدى، وبدْعة ضلال، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عليه اللهُ أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به، والبِدعة المحدَثة: ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السُّنة، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ. و أَبْدَعَ و ابْتَدَعَ و تَبَدَّع: أتَى بِبدْعةٍ. البِدْعُ في الخير والشرّ، وقد بَدُعَ بَداعةً و بُدوعاً. ورجل بِدْعٌ، وامرأَة بدْعة: إِذا كان غاية في كل شيء.

([28]) - * السُّنَّةُ النبويةُ: هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، مع أنهما يُردّان إلى مصدر واحدٍ، وما ورد في السُّنة هو حُجَّة يجبُ العملُ به وإن لم يردْ في القرآن الكريم. والأدلة على حجية السنة ووجوب العمل بها كثيرة في القرآن والحديث النبوي الشريف، وإجماع العلماء المسلمين السُّنة من أتباع المذاهب الأربعة أبناء الأمة المنصورة بعون الله عزَّ وجلَّ. و كتب السُّنة التسعة المعتمدة هي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسُنن الترمذي، وسُنن النسائي، وسُنن أبي داوود، وسُنن ابن ماجه، ومُسند أحمد بن حنبل، ومُوطّأ مالك، وسُنن الدارمي.

([29]) - * الكَهْلُ: مَن جاوز الثلاثين إلى نحو الخمسين من العُمر، أو مَن وخَطه الشيبُ؛ والجمع: كُهْلٌ وكُهُولٌ وكُهْلاَنٌ.

([30]) - * طَرَّ يَطُرُّ طُرَّ، أو اُطْرُرْ طَرّاً وطُرُورِاً: كان ذا رُواءٍ وجمال. وطرَّ الشَّعْرُ والشَّاربُ والنبات: نبتَ وظهر. وطرّت النجومُ: أشرقت وأضاءت. وطرّت اليدُ: قُطعت وسقطت. وطرّ الشَّعْرَ: قصّه؛ وطرّ المالَ ونحوه: خلسه وسلبه. والطرّار: اللصّ.

([31]) - * ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً و مُثْلة؛ و مَثَّل ، كلاهما : نكَّل به، وهي المَثُلَة والمُثْلة: العقوبة، والجمع المَثُلات، والعرب تقول للعقوبة: مَثُلَه و مُثْلة، فمن قال: مَثُله جمعها على مَثُلات، ومن قال: مُثْلة جمعها على مُثُلات و مُثَلات و مُثْلات بإِسكان الثاء. وكأَن المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً. يقال: مَثَلْت بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به، ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه، والاسم: المُثلة، فأَما مَثَّل بالتشديد، فهو للمبالغة. ومَثَلَ بالقتيل: جَدَعه، وأَمْثَله جعله مُثْلة. و أَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ. وامْتَثَل منه: اقتصَّ؛ وتَمَثَّل منه: كامْتَثَل. يقال : امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه، ويقول الرجل للحاكم: أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه، وقد أَمْثَله الحاكم منه. والمِثالُ: القِصاص، يقال: أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى، والاسم المِثالُ والقِصاصُ. وقالوا : مِثْلٌ ماثِلٌ أَي: جَهْدٌ جاهِدٌ.

([32]) - * قال الزبيدي في تاج العروس: قَلْنَس الشَّيْءَ: غَطَّاه وسَتَرَه. والقَلْنَسَةُ: أَنْ يَجْمَعَ الرجُلُ يَدَيْه في صَدْرِه ويَقُومَ كالمُتَذَلِّلِ. أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَوْرَده الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسان.

وقال ابن منظور في لسان العرب: قلنس فلانًا فتقلنسَ: ألبسهُ القلنسوة فلبسها. والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة؛ إذا فتحْتَ القاف ضممْتَ السين، وإن ضممْتَ القاف كسرْتَ السين وقلبْتَ الواو ياءً: الصومعة تُلبَس في الرأس، وفيها زيادتان الواو والنون. والجمع: قَلانِس وقلاسٍ وقلانيس أو قلاسيُّ، وإن شئْت قلت: قَلَنْس. وتقول في التصغير: قُلَيْنِسَة وقُلَيْنِيسَة وقُلَيْسِيَة وقَلَيْسِيَّة. والعامَّة تقول قَلُّوسَة وتجمعها على قلاليس وقَلُّوسات.

([33]) - * أباطرة ألمانيا: فيلهلم الأول (1871-1888م)، فريدريش الثالث(مارس - يونيو 1888م)، فيلهلم الثاني (1888-1918م)، وعقب هزيمة ألمانيا أمام الحلفاء الغربيين فى الحرب العالمية الأولى، تولى إدارة شئون البلاد مجلس حاكم مكون من ستة أعضاء(1918-1919م) كالتالي:رتشارد موللر (11/11/1918- 20/12/1918م) هانز جورج بييرفيلد ( حتى 12/11/1918م) بروتس مولكنبوهر ( من 12/11/1918م) روبرت لينرت (20/12/1918 - 6/2/1919م) ماكس كوهين-ريوس. هيرمان موللر.

([34]) - * برلين (لغة ألمانية: Berlin) هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهي إحدى ولايات ألمانيا الستة عشرة، وأكبر مدن ألمانيا من حيث عدد السكان والمساحة. وبرلين أيضاً هي ثاني أكبر مدن الاتحاد الاوروبي بعد لندن. وأثناء الحرب الباردة، قامت حكومة ألمانيا الشرقية بتشييد سور برلين في عام 1961م، وبقى الحال على ذلك إلى حين سقوط السور عام 1989م، وتمّ توحيد شطري ألمانيا عام 1990م، وبرلين الآ، هي مركز الحكومة الألمانية، والبرلمان.

([35]) - * الْمُوْقُ: لغةٌ في الْمُؤْق، وهو ماقُ العيْن. وجمْعُهُما جميعاً: أمواقٌ، وآماقٌ عند القَلْب. والمُوْقُ: الحُمْق في غباوة. والمُؤْق: مجرى الدَّمع من العين. والنّمْلُ ذو الأجْنحة.

([36]) - * التَّطْفيلُ: السير الرُّوَيْد. يقال: طَفَّلْتُها تطفيلاً؛ يعني: الإِبل، وذلك إِذا كان معها أَولادها، فَرَفَقْتَ بها في السير ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ.

و طَفَلُ العَشيِّ: آخرُه عند غروب الشمس واصفرارها، يقال: أَتيته طَفَلاً وعِشاءً طَفَلاً، و طَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفولاٍ؛ وطَفَّلَتْ تطفيلاً : هَمَّت بالوجوب ودَنَتْ للغروب. وتَطْفيلُ الشمس: مَيْلُها للغروب. يقال: طَفَلَتْ فهي تَطْفُل طَفْلاً، ويقال: طَفَّلَت تَطْفيلاً إِذا وقع الطَّفَل في الهواء وعلى الأَرض وذلك بالعَشيِّ.

و طُفَيْلٌ: شاعر معروف، وطُفَيْلُ الأَعراس، وطُفَيْل العرائس: رجُلٌ من أَهل الكوفة من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يُدْعى إِليها، وكان يقول: وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفى عليَّ منها شيء، ثم سُمِّي كل راشِنٍ طُفَيْلِيّاً، وصَرَّفوا منه فعلاً فقالوا: طَفَّل. ورجُلٌ طِفْليلٌ: يدخل مع القوم فيأْكل طَعامَهم من غير أَن يُدْعى، وفي قولهم فلان طُفَيْليٌّ للذي يدخل الوليمة والمآدبَ ولم يُدْعَ إِليها، وقد تَطَفَّل وهو منسوب إِلى طُفَيْل المذكور، والعرب تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش. والطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلاَّل والقَسْقاس والنتيل والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم .

وقيل: التَّطْفِيل من كلام أَهل العراق، ويقال: هو يَتَطَفَّل في الأَعراس، وقولهم الطُّفَيْليُّ: هو الذي يدخل على القوم من غير أَن يَدْعُوه، مأْخوذ من الطَّفَل وهو: إِقبالُ الليل على النهار بظُلْمته. وقيل: الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها.

([37]) - * الهَيْجَاءُ؛ والهَيْجَا: الحرب؛ يقال: إنَه مقدام في الهيجاء.

([38]) - * المِزْوَدُ: وِعاء الزاد. والجمع: مَزَاوِدُ. [ز و د]. و"مِزْوَدُ الكَشَّافِ": وِعَاءٌ مِنْ جِلْدٍ وَنَحْوِهِ يُوضَعُ فِيهِ الزَّادُ. والمزود: آلَةٌ مُوسِيقِيَّةٌ نَفْخِيَّةٌ بِتُونُسَ، وَهِيَ كَلِمَةٌ مُحَرَّفَةٌ مِنَ المِزْوَجِ وَتُعْرَفُ بِالعِرَاقِ بِاسْمِ الْمَطْبَخِ. وبالعاميّة السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية: الْمُجْوز.

([39]) - * عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلاً و عَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ و انْعَزَلَ و تَعَزَّلَ: نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى.والمَعازِيلُ: الَّذين لا سِلاح معهم. والعُزُل والأَعْزَلُ: الذي لا سِلاحَ معه فهو يَعْتَزِل الحَرْبَ؛ وربما خُصَّ به الذي لا رمح معه؛ وجَمْعهما: أَعْزَالٌ و عُزْلٌ و عُزْلانٌ و عُزَّلٌ. أَي لَيْس معهم سِلاحٌ، واحدهم مِعْزالٌ. والاسم من ذلك كله: العَزَلُ. والمَعازيلُ أَيضاً : القومُ الذين لا رماحَ معهم. والمِعْزال الضَّعيف الأَحْمق.

([40]) - * سَغِبَ الرجلُ يَسْغَب، وسَغَبَ يَسْغُبُ سَغْباً وسَغَباً وسَغابةً وسُغُوباً ومَسْغَبةً: جاعَ. والسَّغْبة الجُّزعُ. وقيل: هو الجوعُ مع التَّعَب. وربما سُمِّيَ العَطَش سَغَباً، وليس بمُسْتعمَلٍ. ورجلٌ ساغِبٌ لاغِبٌ: ذو مَسْغَبة وسَغِبٌ. وسَغْبانُ لَغْبانُ: جَوْعانُ أَو عَطْشانُ. ومَسْغَبَةٍ، أَي: مَجاعةٍ. و أَسْغَبَ الرجلُ: فهو مُسْغِبٌ إِذا دخَل في الـمَجاعةِ، كما تقولُ: أَقْحطَ الرجلُ إِذا دخَل في القَحْط. وساغِـب: جائع. وقيل: لا يكونُ السَّغَبُ إِلاَّ مع التَّعَب. وهم مُسْغِـبُون: أَي جِـياعٌ. وامرأَةٌ سَغْبَـى، وجَمْعُها سِغابٌ.

([41]) - * المَغْوَاةُ [غوي]:- من الأرض: المَضَلَّةُ؛ والجمع: مَغَاوٍ. والمُغَوَّاةُ [غوي]: من الأرض: المَغْوَاةُ: والأُغْوِيَّةُ، وهي حفرة تحفر للذئب فيها ما يُغْرِيه فيسقط فيها فيُصاد.

([42]) - * معتول: مَسُوق بعُنْف. وعَتَلَهُ، يَعْتِلُهُ، ويَعْتُلُهُ، عَتْلاً، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هما لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، فانْعَتَلَ: أي جَرَّهُ جَرّاً عَنِيفاً، وجَذَبَهُ، فَحَمَلَهُ، وقَوْلُهُ: فانْعَتَلَ، للمُطَاوَعَةِ، أي انْقَادَ. والعَتْلُ: الدَّفْعُ، والإِرْهاقُ بالسَّوْقِ العَنِيفِ، وقيل: عَتَلَهُ، وعَتَنَهُ، بالَّلامِ والنُّونِ جَمِيعاً، أي دَفَعَهُ إِلى السِّجْنِ دَفْعاً عَنِيفاً. وقالَ غَيرُهُ: العَتْلُ أَنْ تَأْخُذَ بِتَلْبِيبِ الرَّجُلِ، فتَعْتِلَهُ، أي تَجُرَّهُ إِليك، وتَذْهَبَ بهِ إِلى حَبْسٍ أو بَلِيَّةٍ. ويُقالُ: أخَذَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، فَعَتَلَها: أي قَادَهَا قَوْداً عَنِيفاً. وعَتِلَ إِلَى الشَّرِّ، كفَرِحَ، عَتَلاً، فَهُوَ عَتِلٌ: أي أَسْرَعَ، وعَنْتَلَهُ، عَنْتَلَةً: خَرَّقَهُ قِطَعاً. ويُقالُ: لا أَتَعَتَّلُ مَعَكَ: أي لا أَبْرَحُ مَكانِي، ولا أَجِيءُ مَعَكَ. والمُعَاتَلَةُ: الْمُراهَقَةُ، والمُدَافَعَةُ. والعِتْوَلُّ، كَقِرْشَبٍّ: الْجَافِي الْغَلِيظُ مِنَ الرِّجَالِ.

والْعُتُلُّ، بِضَمَّتَيْنِ مَشَدَّدَةَ اللاَّمِ، قيل: هو الأَكُولُ الْمَنُوعُ، الذي يَعْتِلُ الشَّيْءَ عَتْلاً. وقيلَ: هو الْجَافِي عن المَوْعِظَةِ، والجافِي الخُلُقِ، اللَّئِيمُ الضَّرِيبَةِ، وقيلَ: هوَ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ، وقيلَ: هو الْفَظُّ الْغَلِيظُ، الذي لا يَنْقادُ لِخَيْرٍ، وقيلَ: هو الْجَافِي الشَّدِيدُ، مِنَ الرِّجالِ والدَّوَابِّ، وقيلَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأيضاً: الرُّمْحُ الْغَلِيظُ. والْعَتِيلُ، كَأَمِيرٍ: الأَجِيرُ، في لُغَةٍ جَدِيلَةِ طَيِّءٍ، وأيضاً: الْخَادِمُ، ج: عُتَلاَءُ، كَكُرَمَاءَ، وأَيضاً: عُتُلٌ، بِضَمَّتَيْنِ. ودَاءٌ عَتِيلٌ: شَدِيدٌ.

([43]) - * الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت، ثم صار كلُّ ما واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً. والجمع: خُدُورٌ وأَخْدارٌ وأَخادِيرُ جمع الجمع.

وجارية مُخَدَّرَةٌ: إِذا أُلزمت الخِدْرَ، و مَخْدُورَة. والخِدْرُ : خشبات تُنصَب فوق قَتَبِ البعير مستورةً بثوب؛ وهو الهَوْدَجُ؛ وهودج مَخْدُورٌ و مُخَدَّر: ذو خِدْرٍ. وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً، و خَدَّرَها، وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ.

([44]) - * هَتَكَ يَهْتِكُ هَتْكاً : هَتَكَ السَّتْرَ: جذبَهَ فأزاله من موضعه؛ أوجذبه فشقَّ جزءاً منه فبدا ما وراءه. وهتك اللهُ سترَه، أي: فضحه. وهتك الثوبَ: شقَّه طولاً.

([45]) - * كَمَى: شَهادَتَه كَرَمَى يَكْمِيها كَمْياً وأَكْماها: كَتَمَها، وأَكْمَى نفسَه: سَترَها بالدِرْعِ والبَيْضَةِ. والكَمِيُّ؛ كغَنيٍّ: الشُّجاعُ أو لابِسُ السِلاحَ؛ كالمُتَكَمِّي، والجمع: كُمَاةٌ وأكْماءٌ. وأكْمَى: قَتَلَ كَمِيَّ العَسْكَرِ، وقَد تُكُمُّوا بالضم أَنه من تَكَمَّيت الشيء. وسَتَرَ منْزلَهُ عن العُيونِ وعلى الأمْرِ عَزَمَ. وَتَكَمَّى: تَعَهَّدَ وَسَتَرَ. وانْكَمَى أَي: اسْتَخْفى. وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا غَشِيَتْهم. و تَكَمَّى قِرْنَه: قَصَده، وقيل: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد مُتَكَمّىً وتَكَمَّى تَغَطَّى. وتَكَمَّى في سِلاحه: تَغَطَّى به. والكَمِيُّ الشجاع المُتَكَمِّي في سِلاحه لأَنه كَمَى نفسه أَي ستَرها بالدِّرع والبَيْضة، والجمع الكُماة كأَنهم جمعوا كامياً مثل قاضِياً وقُضاة.

والكَمِيُّ: اللابسُ السلاحِ، وقيل: هو الشجاع المُقْدِمُ الجَريء، كان عليه سلاح أَولم يكن، وقيل : الكَمِيُّ الذي لا يَحِيد عن قِرنه ولا يَرُوغ عن شيء، والجمع أَكْماء. فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ، وقد قيل: إِنَّ جمع الكَمِيِّ أَكْماء وكُماة. واختلف الناس في الكَمِيِّ من أَي شيء أُخذ، فقالت طائفة: سُمِّي كَمِيّاً لأَنه يَكْمِي شجاعته لوقت حاجته إِليها ولا يُظهرها مُتَكَثِّراً بها، ولكن إِذا احتاج إِليها أَظهرها. وقال بعضهم: إِنما سمي كَمِيّاً لأَنه لا يقتل إِلا كَمِيّاً، وذلك أَن العرب تأْنف من قتل الخسيس، والعرب تقول: القوم قد تُكُمُّوا والقوم قد تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا إِذا قُتل كَمِيُّهم وشَريفُهم وزَوِيرُهم. ورجل كَمِيٌّ: بيِّن الكَماية، والكَمِيُّ على وجهين: الكَمِيُّ في سلاحه، والكَمِيُّ الحافظ لسره. والكامِي الشهادة: الذي يَكْتُمها. ويقال: ما فلان بِكَمِيٍّ ولا نَكِيٍّ أَي: لا يَكْمِي سرّه ولا يَنْكِي عَدُوَّه.

([46]) - * الثَّغْرُ و الثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو طريق مسلوك؛ والثَّغْرُ: كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة. والثَّغْرُ: الثَّلْمَةُ، يقال: ثَغَرْناهُم أَي: سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل؛ وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ. والثَّغْرُ: ما يلي دار الحرب. والثَّغْرُ: موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ. والثغر: الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد. والثَّغْرَةَ: الثُّلْمَةُ. والثَّغْرُ: الفَمُ. وقيل: هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في منابتها قبل أَن تسقط، وقيل: هي الأَسنان كلها؛ كنّ في منابتها أَو لم يكنّ، وقيل: هو مقدّم الأَسنان؛ والجمع من ذلك كله ثُغُور.

وأَصل الثَّغْرِ: الكسر والهدم. وثَغَرْتُ الجدار إِذا هدمته، ومنه قيل للموضع الذي تخاف أَن يأْتيك العدوّ منه في جبل أَو حصن: ثَغْرٌ؛ لانثلامه وإِمكان دخول العدوّ منه. و الثُّغْرَةُ: نُقْرَة النَّحْرِ. و الثُّغَيْرَة الناحية من الأَرض. وثُغَرُ المجدِ: طُرُقه، واحدتها ثُغْرَةٌ ؛ قال الأَزهري : وكل طريق يَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة , فهو ثُغْرَةٌ.

([47]) - * الماخُور: مجلس الفُسَّاق، وبيت الريبة، ومن يلي ذلك البيت ويقود إليهِ. معرَّب (مَيْ خُور) بالفارسيَّة، أو عربيَّة من مَخَرَت السفينة لتردُّد الناس إليهِ. والجمع: مَوَاخِر ومَوَاخِير.

([48]) - * جاريةٌ عُطْبُلٌ وعُطْبُولٌ وعُطْبُولةٌ وعَيْطَبُولٌ: جَمِيلة فَتِيَّةٌ ممتلئة طويلة العُنُق، وقيل: العَيْطَبُول: الطويلة .والعُطْبُل والعُطْبُول من الظباء والنساء: الطويلةُ العُنُق؛ والجمع: العَطَابِيلُ والعَطَابِلُ؛ والعُطْبُول: الحَسَنة التامَّة؛ ولا يقال: رَجُل عُطْبُول، إِنما يقال: رجل أَجْيَدُ إِذا كان طويل العُنُق، ومثل العُطْبُول العَيْطاء والعَنْقاء؛ وقيل: العُطْبُول الممتدُّ القامة الطويل العُنُق، وقيل: هو الطويل الصُّلْب الأَملس. وقيل: يوصَفُ به الرجل والمرأَة .

([49]) - * المَطْلُولُ: من الدِّماء: الذي هُدِر ولم يُثْأر به، ولم تُؤْخَذْ دِيَتُه؛ كان من عادات العرب في الجاهلية أن تبكي المرأةُ القتِيلَ ما دام دَمُه مَطْلُولاً.

([50]) - * الدَّيْدَنُ: العادةُ والدَّأْبُ؛ يقال: عمل من الشرِّ دَيْدَناً له.

([51]) - * الدير: الدارات في الرمل، و دَيْرُ النصارى، أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ، والدَّيْرَانِيُّ: صاحب الدَّيْرِ. والدَّيْرُ: خان النصارى، والجمع: أَدْيارٌ، وصاحبه الذي يسكنه ويعمره: دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ؛ نسب على غير قياس. ويقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ .

([52]) - * الحِلْيَةُ : الحَلْي، ما يُتَزَيَّن به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة الكريمة؛ "حِلْيَةُ الإِنْسَانِ": صِفَتُهُ، خِلْقَتُهُ وصورته؛ والجمع: حِلىً.

([53]) - * سِيَّانِ: مُثَنَّى سِيٌّ. والجمع: أَسْواءٌ. و"هُوَ سِيُّكَ": مِثْلُكَ، نَظيرُكَ. يَسْتَوِي فيهِ الْمُذَكَّرُ والْمُؤَنَّثُ: "هِيَ سِيُّكَ". وَقَدْ يُقالُ: "هُمْ سِيُّكَ": أَيْ مُتساوُونَ. وَيُقالُ في الْمُثَنَّى: "هَذانِ سِيَّانِ": أَيْ مِثْلانِ، أَوْ مُتَماثِلانِ، هُما بِمَنْزِلَةٍ واحِدَةٍ، كُلُّ واحِدٍ مِثْلُ الآخَرِ.

([54]) - * جَنَى: الذَّنْبَ عليه يَجْنِيهِ جنايَةً: جَرَّهُ إليه، والثَمَرَةَ: اجْتنَاها؛ كتَجَنَّاها. وهو جانٍ، والجمع: جُناةٌ وجُنَّاءٌ، وأجْنَاءُ نادِرٌ. وجَناها له، وجَنَّاهُ إيَّاها، وكلُّ ما يُجْنَى فهو جَنًى وجَناةٌ.

([55]) - * حين مات الخليفة السلطان محمد رشاد الخامس تولى مكانه وحيد الدين محمد السادس (3 تموز 1918)، ثم خلع السلطان محمد السادس في (4 تشرين الثاني 1922) وأجبر على مغادرة، ونُصب ابن عمه عبد المجيد الثاني خليفة بغير سلطنة ولا سلطة. وبعد ذلك أسفر مؤتمر لوزان في (21 تشرين الثاني 1922 -24 تموز 1923) عن توقيع معاهدة لوزان، ثم ألغيت الخلافة الإسلامية سنة 1924م.

([56]) - * شرر؛ الشَّرُّ: السُّوءُ والفعل للرجل الشِّرِّيرِ، والمصدر: الشَّرَارَةُ، والفعل: شَرَّ يَشُِرُّ، وقوم أَشْرَارٌ: ضد الأَخيار. والشَّرُّ: ضدّ الخير، وجمعه: شُرُورٌ، والشُّرُّ لغة فيه. والشِّرَّةُ: الحِدَّةُ؛ والشِّرَّةُ: النَّشاط والرغبة والحِرْصُ. والشِّرَّةُ ؛ مصدر لِشَرّ. يقال: أعوذُ باللهِ مِن شِرَّةِ الغَضَب. وللشّبابِ شِرَّةٌ.

([57]) - * رماه بالنبل، فهو منبول. نَبَلَ يَنْبُلُ نَبْلاً : نبلَ النَّبْلَ: صنَعَها وأحسَنَ إعدادَها. ونبلَ الهدفَ: رماهُ بالنَّبل. ومُتَنَبِّل: حامل نَبْل. و نَبَله بالنَّبْل يَنْبُله نَبْلاً: رماه بالنَّبْل، و أَعطاه النَّبْل. وأَنْبَلْته سهماً. أَعطيته. واسْتنْبَله سأَله النَّبْل. ونَبِّلْني أَي هَبْ لي نِبالاً. واسْتَنْبَلني فلان فأَنْبَلْتُه أَي أَعطيته نَبْلاً، واسْتَنْبَلَي فَنَبَلْته أَي: ناولته نَبْلاً. و نَبَل على القوم يَنْبُل: لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِليهم ليرموا بها.

([58]) - * البُنْدُقُ : شجر برّي زراعي من فصيلة البقوليات يزرع لثمره الذي يؤكل. والبندق: رصاص كروي الشكل صغير يستعمل في بعض القاذفات للقتال أو الصيد معربة. والواحدة: بُنْدُقة والجمع: البنَادِقُ، والبندقية سلاح يرمى به البندق.

([59]) - * بيد: بَادَ الشيءُ يبيدُ بَيْداً وبيَاداً وبُيوداً وبَيْدودَةً: انقطع وذهب. وبَادَ يَبِيدُ بَيْداً: إذا هلك. وبادت الشمسُ بُيُوداً: غَرَبَتْ. وأباده الله أي: أهلكه. و البَيْداءُ الفلاة. والإبادةُ: الإهلاك.

([60]) - * إشارة إلى السلطان محمد الثاني الفاتح، الذي فتح القسطنطينية سنة 857 هـ/ 1453م.

([61]) - * إشارة إلى أراضي المسلمين التي احتُلت في الحرب العالمية الأولى جراء خيانات أعداء الإسلام والمسلمين من عملاء السفارات الأجنبية والباطنيين عملاء ايران، وعملاء روسيا القيصرية.

([62]) - * الأَمَل و الأَمْل و الإِمْل: الرَّجاء، والجمع: آمال، و أَمَلْتُه آمُله، وقد أَمَلَه يأْمُله أَمْلاً المصدر، و أَمَّله تَأْميلاً، ويقال: أَمَل خَيْرَه يأْمُله أَمْلاً وما أَطول إِمْلته، من الأَمَل أَي: أَمَله، وإِنه لَطويلُ الإِمْلة أَي: التأْميل. ومَأْمُولٌ، ومأمولةٌ يقال: "مِنَ الْمَأْمُولِ أَنْ نَحْتَفِلَ بِعَوْدَتِهِ" ومِنَ الْمُؤَمَّلِ: مِنَ الْمُنْتَظَرِ.

قال الأستاذ أحمد خيري (الإمام الكوثري ص 86): «وفي البيت الثالث تورية بين الصلاح ضد الفساد، وبين اسم السلطان صلاح الدين يوسف المتوفى سنة 589، ومُسْتَعِيدِ القدس من الصليبيين في رجب سنة 583. وليت شعري ما ذا عسى شيخنا قائله وقد أصبحت الأرض المقدسة حِكْراً لليهود، بعد أن طردوا منها العربَ وباقي سكانها من مسلمين ونصارى، ولله الأمر من قبل ومن بعد».

([63]) - * ضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته: خَلَطْتُه. وضَرَبْتُ بينهم في الشَّرِّ: خَلَطْتُ . و التَّضريبُ بين القوم: الإِغْراء. و الضَّريبة الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخيط ليُغْزَل، فهي ضَرائب. الضَّرْبُ: الـمِثْل والشَّبيهُ، وجمعه: ضُرُوبٌ وهو الضَّريبُ، وجمعه: ضُرَباء: وهم الأَمْثالُ والنُّظَراء، واحدهم ضَريبٌ. والضَّرائبُ: الأَشْكالُ، يقال: خُلِقَ الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى. والضَّرْبُ: الصِّفَة. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ من الأَشياءِ. ويقال : هذا من ضَرْبِ ذلك أَي: من نحوه وصِنْفِه، والجمع ضُروبٌ.

([64]) - * وتَرهُ يتِرهُ وَتْرًا وتِرَةً: أصابهُ بذحلٍ أو ظلمٍ فيهِ. والقوم: جعل شفعهم وترًا. والرجل: أفزعهُ. وفلانًا: أدركهُ بمكروهٍ. وفلانًا مالهُ: نقصهُ إياهُ. ويَتِرَكُمْ، أي: ينقصكم من جزائِها شيئًا. وتواترت الأشياءُ تواترًا: تتابعت أو مع فتراتٍ. والوِتْر ويُفتَح :الفرد، أو ما لم يتشفَّع من العدد. والمَوْتُور: اسم مفعول، ومن قُتِل لهُ قتيلٌ فلم يُدْرِك بدمهِ.

([65]) - * إشارة إلى الشاعر محمد زاهد الكوثر، وفيه تورية الزاهد من الزُّهّاد.

*********


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16408779
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة