عيد الأضحى المبارك وصداه في الرسائل والقصائد وما فيها من التهاني والتعازي

allah.1.gif

عيد الأضحى المبارك وصداه في الرسائل والقصائد وما فيها من التهاني والتعازي

محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
بجامعة لندن: SOAS


يعود على المسلمين العيد، وليس لأمر فيه تجديد، فالأمّة التي غادرها سابقا، لم تغير طبائعها منذ خضوعها لقراصنة سايكس بيكو، فمنذ ذلك الوقت رهنت سيوفها في سوق المزاد العلماني، وبيعت السيوف إلى دُعاة الحداثة الذين تبرعوا بها لفطاحل العولمة، وارتدت السيوف إلى صدور أحفاد الذين رهنوها، وأولاد الذين تبرعوا بها، وبدلاً من الاحتفال بعيد الأضحى تحول الكثير من المسلمين إلى أضاحي ينحرها الجلادون بدماء باردة.

أما الأنظمة التي حكمت العالم قبل القرن العشرين الميلادي، فهي لم تستخدم أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الجرثومية لإبادة الهنود الحمر، ولم تقصف ناغازاكي وهيروشيما بالقنابل الذرية، ولم تعرف قنابل اليورانيوم المنضب أو المستنفذ، وما هو بمستنفذ، ولذلك فالأنظمة القديمة التي يسمونها بالبربرية هي أرحم من النظام العالمي الجديد الذي يهيمن على العالم الإسلامي وغير الإسلامي، ويجسد تسلطه قول مَن قال:

يدبر الملك من مصرٍ إلى عدَنٍ  *** إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ

يعود العيد، ووكلاء الاستعمار، والنظام الأحادي القطب يلاحقون أبناء جلدتهم، ويجلدونهم ليبرهنوا على صدق الولاء لسيد العالم المعاصر، وأما نبلاء الأمة فلسان حالهم يقول:

كفى بك داء أن ترى الموتَ شافيا  *** وحسب المنايا أن يكُنَّ أمانيا
تَمَنَّيْتَها لما تمنيتَ أن ترَى  *** صديقا فأعيا أو عدوا مُداجيا

يعود العيد، وليس فيه من التهاني سوى ما تمَّ إقراره في سجلات المراسم، (والبروتوكولات) من نوع: استقبل وودَّع، فلا مكان للشعر الراقي، والنثر البياني عند الأعاجم لأنهم لا يتذوقونه، وهم متأثرون بحضارة البِطنة التي كرَّستها روما قبل الميلاد، والبطنةُ تُذهبُ الفِطنة، ولذلك تقاعد الأدباء والشعراء العرب، والتحقوا بطوابير العاطلين عن العمل.

المسلمون بين الماضي والحاضر

لقد أدرك المسلمون فضل يوم عرفة والحج والأضحى بقوة إيمانهم، ولم يكن لديهم مذياع ولا تلفاز ولا وسائل إعلام مكتوبة أو إليكترونية تشوِّه أفكارهم وتشوِيْها على نيران الحقد، وتوهمهم بأن الزيارة العظمى تكون إلى البيت الأبيض، والمزار المقدس هو قبة البهائية في حيفا، وليس قبة الصخرة في بيت المقدس الذي بارك الله حوله.

لقد آمن المسلمون القدماء أن يوم عرفة من الأيام الفضيلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي اللهُ تعالى فيه الملائكة بأهل عرفات، لأن الله تعالى عظَّم أمره، ورفع على الأيام قدره، فكان يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، وقد أخذ المسلمون هذه الحكم من كتاب الله وسُنة رسول الله، وصحابته الهادين المهديين، وقد جاء في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً.
قال عمر أي آيه؟
قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) سورة المائدة، الآية: 3.
قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة".

وقال محمد صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) حديث صحيح رواه أصحاب السّنن.

وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة.) "رواه الترمذي وحسَّنه الألباني".

وللحج في القرآن الكريم سورة خاصة، وفيها ما يدل على عظمة المشاعر المقدسة، وعظمة إقامة الشعائر حيث يقول الله تعالى: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحج، الآية:32. وقال تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ . ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) إلى أن قال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّر فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) سورة البقرة، الآيات: 198- 203 .

وما ينقص المسلمين في عصرنا هو تقوى القلوب التي ترتعد خوفا من أعداء الإسلام، وتتنازل عن حقوقها لكف جشع الطامعين الذين لا يشبعون، ولذلك تنتشر الأحزان بدلاً من الأفراح في بلاد المسلمين الذين كانوا يفرحون في أعيادهم ويتبادلون التهاني.

واحة المشاعر المقدسة
1 - منى

يتوجه الحجاج في يوم التروية من مكة المكرمة إلى منى التي تقع بين مكة المكرمة ومزدلفة على بعد 7كم شمال شرق المسجد الحرام، وبها يبيت الحجاج ليالي 9-11-12 من ذي الحجة لمن يتعجل وليلة 13 لمن يتأخر، ومنى مشعر داخل حدود الحرم، وبها رمى النبي إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح كبش الفداء بدل إسماعيل عليه السلام، ويوجد في وادي منى مسجد الخيف، وفيها الجمرات الثلاث، وبها تمت بيعة الأنصار، المعروفة ببيعة العقبة الأولى و الثانية، وفي منى نزلت سورة النصر، أثناء حجة الوداع.
سورة النصر
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)"

جاء في لسان العرب: مَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يُصرف ولا يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء، أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن قولهم: مَنَى الله عليه الموت، أَي قدَّره، لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك. و امْتَنَى القوم، وأَمْنَوْا أَتوا مِنىً؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي: ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. وقال يونس: امْتَنَى القوم: إِذا نزلوا مِنًى. وقال ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم: إِذا نزلوا مِنًى. وقال الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى الشاعر لبيد بقوله في معلقته:

عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها  *** بمِنًى ، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

2 - عرفة

تقع المشاعر المقدسة قرب مكة المكرمة، ومن المشاعر: عرفات، أو عرفة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "الحج عرفة" ، وتقع عرفة خارج حدود الحرم إلى الجنوب الشرقي من المسجد الحرام على بعد 22كم، ويؤدي إليها شارع المسجد الحرام، ومجمل مساحتها: 10,4 كم مربع، ويجتمع فيها الحجاج، وذلك في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ويُصلُّون فيها صلاة الظهر وصلاة العصر قَصْراً وجمعاً، أي: جمع تقديم بأذان واحدٍ، وإقامتين، ويدعون بما تيسر تأسيًّا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال:سميت بذلك لتعارف آدم وحواء فيها، وقيل لأن جبريل عليه السلام عرَّف فيها إبراهيم عليه السلام المناسك ثم سأله هل عرفت؟
قال : نعم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فمن ثَمَّ سُمِّيت عرفة". وقيل: لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم، وقيل غير ذلك.

3 - جبل الرحمة

يتكون جبل الرحمة من حجارة صلدة كبيرة، وهو جبل صغير، ويقع في شرق عرفات، بين الطريق رقم: 7 والطريق رقم: 8 ، وسطح الجبل مستو واسع، ويدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57سم، وفي منتصف الساحة دكة ترتف ما يقرب من نصف متر، وبأسفل هذا جبل الرحمة يقع مسجد الصخرات، وقناة مياه عين زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد يرحمهما الله، ويحيط بجبل الرحمة في السهل رشاشات المياه بارتفاع 4م لرش الماء وقت الوقوف بعرفة لتلطيف الجو، وتخفيف حرارة الشمس.
ويبلغ محيط جبل الرحمة 640م، وعرضه شرقا 170م، عرضه غربا 100م، طوله شمالا 200م وطوله جنوبا 170م، وارتفاعه عن سطح البحر 372م، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 م.
 

4 - مسجد الصخرات

يقع مسجد الصخرات في عرفات اسفل جبل الرحمة على يمين الصاعد إليه، وهو مرتفع قليلا عن الأرض، ويحيط به جدار قليل الارتفاع، وفي المسجد صخرات كبار، وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشية عرفة، وهو على ناقته القصواء.وروي في حديث جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، والعصر في موضع مسجد نمرة، ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص.
وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم ..قوله تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" سورة المائدة، الآية: 3.
ويحيط بهذا الموقف جدار طوله من جهة القبلة: 13.3 متراً، والجدار الذي على يمينه ويساره بطول ثمانية أمتار، أما الجدار المقابل للقبلة فدائري الشكل.
 

5 - مسجد نمرة

يقال: نَمِرة، بفتح النون، وكسر الميم وسكونها، ونمرة جبيل يقع إلى الغرب من مسجد نمرة الذي أخذ اسمه من جبل نمرة. وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة بنمرة، وبعد زوال الشمس انتقل إلى بطن وادي عرنة، وخطب وصلى، ثم انتقل إلى موقفه في الصخرات، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة .
 

6 - وادي عرنة

يعتبر وادي عرنة من أودية مكة المكرمة، والجزء المقدم من مسجد نمرة يقع في هذا الوادي، وهو خارج عن جبل عرفات، وداخل في الحل، وليس بمشعر، وهو حد فاصل بين الحل و الحرم.
بطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه، ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادي عرنة، وبعد ذلك بني المسلمون مسجداً في موضع خطبته وصلاته صلى الله عليه وسلم ببطن وادي عرنة، وذلك في أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، وبعد ذلك حظي المسجد بتوسعات تمت على مرِّ التاريخ، وبعد اتساعه أصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات، ومؤخرة المسجد في عرفات، وهناك لوحات إرشادية تشير إلى ذلك لكي يعرف الحجاج مواقفهم.
حصلت التوسعة الكبرى لمسجد عرنة في العهد السعودي بتكلفة 237 مليون ريال، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340م، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 م، ومساحته أكثر من 110 ألف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدَّر مساحتها بـ 8000 مترمربع، ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وله ست مآذن، وارتفاع كل مئذنة منها 60متراً، وله ثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجيـــة مجهزة لنقل الشعائر الدينية مباشرة بواسطة لأقمار الصناعية، وتتمّ فيه خطبة يوم عرفة.
 

7 - وادي محسر

قال ابن الإمام ابن قيم الجوزية تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه: سُمِّيَ ذلك الوادي: محسر لأن فيل أبرهة الأشرم حسر فيه، أي: أعيي وانقطع عن الذهاب، وقال أيضا: وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه، ويُسنُّ للحاجّ الإسراع في وادي محسر أثناء عودته من مزدلفة إلى منى، وقد أشير إلى حدوده بين منى والمزدلفة باللوحات الإرشادية المكتوب عليها وادي محسر، وهو من الحرم، وليس بمشعر.
 

8 - مزدلفة

تقع مزدلفة بين منى و عرفة، وسميت بذلك لنزول الناس بها في زلف الليل، أو لأن الناس يدفعون منها زلفة، أي جميعا، وتسمى: جمعا لاجتماع آدم عليه السلام مع حواء، وقيل سميت بذلك لاجتماع الحجاج بها، وقيل غير ذلك وغير ذلك.
وحدود مزدلفة من بعد وادي محسر إلى المأزمين، وهما جبلان متقابلان بينهما طريق-بطول 4 كم وبضع مائة متر، ومساحة مزدلفة نحو 12.25كم مربع، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع صلاة المغرب والعشاء بالمزدلفة، وهو نازل عند قبلة المسجد، وقال صلى الله عليه وسلم: "وقفت ههنا وجمع كلها موقف" فهي مبيت الحجاج حين يهبطون من عرفة، بعد غروب الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويصلون بها المغرب والعشاء، قصراً وجمعاً، جمع تأخير، بأذان واحد، وإقامتين، ويدعون الله عز وجل، ويتحركون منها إلى وادي منى بعد صلاة الفجر، ويجوز أخذ حصى الجمار منها وإلاّ فمن الطريق، أو من وادي منى.
 

9 - مسجد المشعر الحرام

يقع مسجد المشعر الحرام في مزدلفة على قارعة الطريق رقم 5 الذي يفصل بين التل والمسجد، ويبعد مسجد المشعر الحرام في مزدلفة عن مسجد الخيف نحو 5 كم، وبينه وبين مسجد نمره 7كم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبلته، وقد تمت توسعته في العهد السعودي بتكلفة خمسة ملايين ريالا، وهو مسقف، وطوله من الشرق إلى الغرب 90 متراً، وعرضه 56متراً، ويستوعب أكثر من إثنى عشر ألف مصلٍ، وللمسجد منارتان بارتفاع 32متراً، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية و الجنوبية.
 

10 - الجمرات

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس فقال: يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف، أَي: لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم.
والجَمْرَةُ : اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل; ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى: جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ، وهي ثلاث جَمَراتٍ .
و الجَمَراتُ و الجِمارُ: الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، واحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك; قال حذيفة بن أَنس الهُذَليُّ:
لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي، كَأَنَّهُمْ  *** سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا

وقال ابن منظور: سئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ. و الجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ. والجَمْرَةُ: الحصاة. و التَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ. وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع; ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه".

وقيل: الجمرات: جمع جمرة، وهي الحصاة الصغيرة، وجمرات المناسك الثلاث بمنى هي:الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة، وهي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام.

أما الأحواض التي حول الأعمدة فإنها بنيت بعد سنة 1292هـ لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، ومما يلاحظ أن حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظرا لتزايد الحجاج بني دور علوي للجمرات بعد سنة 1383هـ، ومازالت الدراسات والأعمال مستمرة لبناء جسور أخرى، وقد تمت توسعته أكثر من مرة، والمسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247متراً، وبين الجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى نحو 200متر.
 

11 - مسجد الخيف

الخَيْفُ: ما ارتفع عن موضع مَجرى السيلِ ومَسيلِ الماء، وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل, والجمع أَخْيافُ; قال قيسُ بن ذريح:
فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ, أَخْيافُ ظَبْيةٍ  *** بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ
ومنه قيل: مسجد الخَيْفِ بمنًى لأَنه في خَيْفِ الجبل. قال ابن سيده: وخَيْفُ مكةَ: موضع فيها عند منًى, سمي بذلك لانحداره عن الغِلَظِ، وارتفاعه عن السيل. وفي الحديث: "نحن نازلون غَداً بخَيْفِ بني كِنانة" يعني: المُحَصَّب. ومسجدُ منًى يسمى: مسجد الخَيْف لأَنه في سَفْح جبل منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى في الانبياء من قبله، وروي عن يزيد بن الأسود رضي الله عنه قال: "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف".
وقد حظي مسجد الخيف باهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ، وتمت توسعته في سنة 1407هـ/ 1987م بتكلفة 90 مليون ريال، وللمسجد أربع مآذن.
 

عيد الأضحى المبارك وأصداؤه عبر التاريخ

يأتي موسم الحج مع عيد الأضحى المبارك، وهو ثاني العيدين عند المسلمين وهما عيد الفطر، وموعده أول شهر شوال بعد صيام شهر رمضان، وعيد النحر، أي: الأضحى، وموعده في العاشر من شهر ذي الحجة، وفي نهاية ذي الحجة تنتهي أيام السنة الهجرية – القمرية، وتبدأ السنة التي تليها في أول شهر المحرم، وبهذا تنتهي السنة الحالية 1425 هـ، وتبدأ السنة الهجرية الجديدة 1426 هـ، وأول ما بدأ به محمد صلى الله عليه وسلم من العيدين، هو عيد الفطر، وذلك في سنة اثنتين من الهجرة/ 624م. وتلاه عيد الأضحى، ومنذ ذلك الوقت والمسلمون يحتفلون بهذين العيدين المباركين.

ومصطلح "عيد الأضحى " مركَّب من كلمتين، وينطوي على معنيين أحدهما لغوي، وثانيهما اصطلاحي، وهو العيد المشهور بعيد النحر المصادف في العاشر من ذي الحجة.

المعنى اللغوي للعيد

وأما المعنى اللغوي، فلكل كلمة من مصطلح: عيد الأضحى معناها الخاص بها، فكلمة العيد تأتي في مادة – عود: "والعود ثاني البدء، والعادَةُ: الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه, معروفة وجمعها: عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ؛ والعِيدُ: ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه، وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه، أَي: صار عادَةً له.
و العِيدُ عند العرب: الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن, وكان في الأَصل العِوْد، فلما سُكِّنت الواو، وانكسر ما قبلها صارت ياء, وقيل: قُلبت الواو ياء لِيَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي، وبين المصدريّ.
ورجل عائدٌ: من قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ، الأَخيرة اسم للجمع؛ وقيل: إِنما سمي بالمصدر. ونِسوةٌ عوائِدُ و عُوَّدٌ، وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض, الواحدة عائِدةٌ. ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود، الأَخيرة شاذة, وهي لهجة تميمية، والعُوادَةُ: من عِيادةِ المريض.
ويقال: عاوَدَ فلانٌ ما كان فيه, فهو مُعاوِدٌ، والمُعاوِدُ: المُواظِبُ، وفي كلام بعضهم: الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي: تَعَوَّدُوها. واسْتَعَدْتُه الشيء فأَعادَه: إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً. و المُعاوَدَةُ: الرجوع إِلى الأَمر الأَول؛ والمَعادُ: المَصِيرُ والمَرْجِعُ, والآخرة: مَعادُ الخلقِ.

و الاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ, وهو من العادة. يقال: عَوَّدْتُه فاعتادَ، وتَعَوَّدَ والعِيدُ: ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه. وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره, فهو: عِيدٌ؛ قال الشاعر يزيد بن الحكم الثقفي:

أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا  *** إِذا أَقولُ: صَحا, يَعْتادُهُ عِيدا
كأَنَّني , يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني  *** ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً
كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ  *** أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا

وقال تأَبَّطَ شَرّاً:

يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ *** ومَرِّ طَيْفٍ , على الأَهوالِ طَرَّاقِ

المعنى الاصطلاحي للعيد
وأما المعنى الاصطلاحي، فأصله أن العِيدَ: كلُّ يوم فيه جَمْعٌ, واشتقاقه من عاد يَعُود، كأَنهم عادوا إِليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه, والجمع: أَعياد لزم البدل, ولو لم يلزم لقيل: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود. و عَيَّدَ المسلمون: شَهِدوا عِيدَهم. وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين, وتصغير عِيد: عُيَيْدٌ، تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً، ولم يقولوا أَعواداً.
قال الجوهري في الصحاح: إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد, ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب.
وقال ابن الأَعرابي: سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد، وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً: زاره؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي:

أَلا لَيْتَ شِعْرِي, هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ  *** عِيادي على الهِجْرانِ, أَم هوَ يائِسُ ?

وبناء على ما ذكرناه يتضح لنا أن كلمة عيد هي من مادة: عود، وليست من مادة: وعد كما يتوهم البعض، وكلمة عيد نكرة، وهو مضافة تضاف إليها كلمة أخرى تحولها إلى معرفة تميز كل عيد عن سواه من الأعياد .

معنى الأضحى

أما كلمة الأضحى المرادفة للنحر، فلها معنيان أحدهما لغوي، والثاني اصطلاحي، والمعنى اللغوي هو الأصل، والمعنى الاصطلاحي على علاقة وثيقة بالمعنى اللغوي.

المعنى اللغوي للأضحى
ويعود المعنى اللغوي إلى الجذر: ضحا، ومنه الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ: ارْتِفاعُ شمس النهار إلى ما قبل الظهر، والضُّحى أُنْثى، وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ والضَّحاءُ ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ وقيل: الضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بالفتح والمدّ: إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ، واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل : هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه.

والضَّحاء : ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى ، مقصورة مؤَنثة : وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ، فأَمّا الضَّحْوة: فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى ، بالضَّمّ والقصر، فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. وقيل: ضَحْوَةُ النَّهارِ: بعدَ طُلوعِ الشَّمْس، ثم بعده الضُّحى، وقد يقالُ: ضَحْوٌ لغة في الضُّحى، فمن أَنث الضحى: ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر: ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ، مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً و ضُحَى إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه.
ويقال : أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي: صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ، وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في الضَّحاءِ، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أَي: يَتَغَدَّوْنَ، والأَصلُ فيه: أَن العرَبَ كانوا يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ، فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ وعُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً، أَي: ارْفُقوا بالإِبلِ حتى تَتَضَحَّى، أَي: تَنالَ من هذا المَرْعى، ثم وُضِعَتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبلُ إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ، ثم اتَّسَعَ فيه حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى: هو يتَضَحَّى، أَي: يأَكُلُ في هذا الوقْتِ، كما يقال: يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء.
وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي: غَدَّيْتُه، والاسمُ: الضَّحاءُ على مِثالِ الغَداءِ والعَشاء، وهو ممدودٌ مذَكَّر. وضَحَّى فلان غنَمه أَي: رعاها بالضُّحى، وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، و أَضْحى يفعلُ ذلك أَي: صار فاعِلاً له وقتِ الضُّحى.

المعنى الاصطلاحي للأضحى
يقال: ضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ، وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى، والضَّحِيَّة: ما ضَحَّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحىً يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قال أَبو الغُولِ الطُّهَوي من البحر الوافر:

رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لَمَّا  *** دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ
تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ:  *** لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ

و أَضْحىً: جَمْعُ أَضْحاةٍ مُنَوَّناً، وشاهِدُ التأْنيث قول الراجز:

يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ  *** قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ

وقول شاعر آخر من البحر الطويل:

أَلا ليت شِعْري هلْ تَعُوْدَنَّ بعدَها  *** على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ

يُسَمَّى اليومُ: أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ، التي هي الشَّاةُ، والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. وقيل: الضَّحِية: الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً، مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وفي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ؛ والجمع: أَضاحيُّ، وضَحِيَّةٌ على فَعِيلة؛ والجمع: ضَحايا، وأَضْحاةٌ؛ والجمع: أَضْحىً، وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى.

يوم التروية

يبدأ موسم الحج فعلياًّ بإحرام الحجيج يَوْم التّرْوِية: وهو يوْمٌ من أيام موسم الحج قبلَ يومِ عَرَفَةَ، وهو الثامن من ذي الحِجّة، سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء، وينهَضُون من أماكن إقامتهم قبل الحج إِلى مِنىً، وفي القديم لم تكن المياه متوفرة هنالك، ولذلك كانوا يتزوَّدون رِِيَّهم من الماء، أَي: يَسْقُون ويَسْتَقُون. وفي حديث ابن عمر: "كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ".

ويوم التروية له جذر لغوي هو: رَوِيَ من الماء، بالكسر، ومن اللَّبَن: يَرْوَى رَيّاً و رِوىً أَيضاً، و تَرَوَّى و ارْتَوَى: كله بمعنى، والاسم: الرِّيُّ أَيضاً، ويقال: شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً، ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى: تَنَعَّم. ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ، قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه  *** عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ

وماء رَوِيٌّ و رِوىً و رَواءٌ: كثير مُرْوٍ; قال الراجز:

تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى  *** وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى

وقال الحطيئة من البحر الوافر:

أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ  *** وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ

والماء الرِّوَى: الكثير، ويقال: رَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن، ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم. والراويةُ: المَزادة فيها الماء، ويسمى البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء: راوية، والرَّجل المستقي أَيضاً: راوية . وتسمية المَزادة راوية جائز على الاستعارة، وذلك كتسمية الشيء باسم غيره لقربه منه.

يوم النحر

ويترادف شرعياًّ اسم يوم الأضحى، ويوم النحر، وقد قدّمنا معنى الأضحى، وأما النحر، فجذره اللغوي: نحر، والنَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ الصدُور. وقيل: نَحْرُ الصدر أَعلاه, وقيل: هو موضعُ القلادة منه, وهو المَنْحَر, وجمعه: نُحور لا يُكَسَّر على غير ذلك. و نَحَره ينْحَره نَحْراً أَصاب نَحْرَه. ونَحَر البعيرَ ينحَره نحراً: طَعَنه في مَنْحَرِه حيث يبدو الحُلقوم من أَعلى الصدْر. والنَّحْرُ يكون في اللَّبَّة: مثلُ الذبح في الحلق. ورجل مِنْحار وهو للمبالغة: يوصف بالجود. ويقال : انْتَحر الرجلُ أي: نَحَر نفسه.

ويومُ النَّحر عاشر ذي الحجة يومُ الأَضحى لأَن البُدْنَ تُنحر فيه. والمنْحَر: الموضع الذي يُنحر فيه الهدْي وغيره. و تَناحَرَ القومُ على الشيء و انْتَحَرُوا: تَشاحُّوا عليه، فكاد بعضهم يَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم, وتناحَرُوا في القِتال.

وقوله تعالى: "إنَّا أعطيناكَ الكوثر، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" قيل: هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة; وقال ابن سيده: وأَراها لغة شرعية, وقيل: معناه: وانْحَرِ البُدْن, وقال طائفة: أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة, وقيل : أُمِرَ بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة، وأَن لا يلتفتَ يميناً ولا شمالاً; وقال الفراء: معناه: استقبل القبلة بِنَحْرِك.
ولذلك استُخدم في المصطلح الشرعي "عيد الأضحى"، و"عيد النحر" في نفس المعنى لتشابه المعنى بين التضحية والنحر، وهو التذكية الشرعية التي ترمز إلى الفداء المشهور في قصة النبي إبراهيم وولده الذبيح عليهما السلام، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)" سورة الصافات.

قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ: عَنْ جَابِر الْجُعْفِيّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم" قَالَ: بِكَبْشٍ أَبْيَض أَعَيْن أَقْرَنَ قَدْ رُبِطَ بِسَمُرَةٍ، وقَالَ أَبُو الطُّفَيْل: وَجَدُوهُ مَرْبُوطًا بِسَمُرَةٍ فِي ثَبِير بجانب الصَّخْرَة الَّتِي بِمِنًى بِأَصْلِ ثَبِير، عِنْد الْمَنْحَر، قرب مكة المكرمة، وتلك الصخرة هِيَ الصَّخْرَة الَّتِي ذَبَحَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم فِدَاءَ اِبْنه.
وقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بن حنبل: حَدَّثَنَا سُفْيَان حَدَّثَنِي مَنْصُور، عَنْ خَاله مُسَافِع، عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي اِمْرَأَة مِنْ بَنِي سُلَيْم: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَان بن شيبة: لِمَ دَعَاك النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنِّي كُنْت رَأَيْت قَرْنَيْ الْكَبْش حِين دَخَلْت الْبَيْت، فَنَسِيت أَنْ آمُرك أَنْ تُخَمِّرهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُون فِي الْبَيْت شَيْء يَشْغَل الْمُصَلِّي" قَالَ سُفْيَان: لَمْ يَزَلْ قَرْنَا الْكَبْش مُعَلَّقَيْنِ فِي الْبَيْت حَتَّى اِحْتَرَقَ الْبَيْت فَاحْتَرَقَا، وإِنَّ قُرَيْشًا تَوَارَثُوا قَرْنَيْ الْكَبْش الَّذِي فُدِيَ بِهِ إِبْرَاهِيم خَلَفًا عَنْ سَلَف، وَجِيلا بَعْد جِيل إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أيام التشريق
ويرتبط بعيد الأضحى مصطلح أيام التشريق، وأصله من شَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً، وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها في وادي مِنى، وهو أحد المشاعر المقدّسة قرب مكة المكرمة؛ و تَشْريق اللحم : تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.
وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر، لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق فيها للشمس، أَي: يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في الجاهلية: "أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير"؛ والإِغارةُ: الدفع ، أَي كي ندفع للنحر وللنَّفْر؛
وقيل: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ، أَي: تطلع، وقيل: فيه قولان: يقال: سميت بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر، فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر، وكان أَبو حنيفة يذهب بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير، ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق: ادْخُلْ في الشروق.
وكانوا في الجاهلية لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس، فخالفهم رسول الله، وفي الحديث النبوي: "مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ" أَي مَن ضحّى قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد. ويقال لموضعها الْمُشَرَّق، يعني: المُصَلَّى الذي يُصَلَّى فيه صلاة العيد، ويقال لمسجد الخَيْف: المُشَرَّق. والمُشَرَّق: العيد ، سمي بذلك لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ، أَي: الشمس، وقيل: المُشَرَّق: مُصَلَّى العيد بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد، ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى العيدين، وقيل: المُشَرَّق: المصلّى مطلقاً؛ و هو من تشريق اللحم، وفي ذلك يقول الشاعر الأَخطل التغلبي:

وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها  *** في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار

والتَّشْرِيق: صلاة العيد، وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.

وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قُطِعت من أَطرافها، ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ: الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً، ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقيل: الشَّرْقاءُ: التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين، فصارت ثلاث قطع متفرقة. وشَرَقَتْ الشاة، أَشْرُقُها شَرْقاً، أَي: شَقَقْت أُذُنَها. و شَرِقت الشاةُ، بالكسر، فهي شاة شَرْقاء: بيّنَة الشَّرَقِ، وفي حديث عليّ، أن النبي، "نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء".
وفي نهاية أيام التشريق يكون الحجاج قد انتهوا من أداء فريضة الحج بكل ما فيها من طواف حول الكعبة، وسعي بين الصفا والمروة، ونحر والوقوف بالمشاعر المقدسة في منى وعرفة والمزدلفة، وما يتبع ذلك من رمي الجمار في العقبة.

الأصداء الأدبية لعيد الأضحى المبارك

تفاعل الناس من كافة الملل والنحل مع مناسبات الأعياد في ظروف الزمان والمكان المتنوعة، وتم التعارف على أن يوم العيد هو يوم فرحة، ولكن الظروف الخاصة قد تحول المناسبة إلى وضع آخر، فالغريب تهيج أشواقه لرؤية أهله في العيد، والشوق الزائد عن الحدَّ يورث الحزن، وبذلك تتحول فرحة العيد، وربما تداهم الأمة مصائب كبرى تحول فرحة العيد مأساة مضاعفة، وتنوع أحوال العيد يُنتِج تفاعُلاً إنسانياًّ يجسده الناس في أقوالهم وأفعالهم، وقد حفظت لنا كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأقوال والأفعال التي حصلت في مناسبات الأعياد على مرّ الزمن.

ومن المشاهير بالتهاني الممزوجة بالتحريض الشعوبي إبراهيم بن هلال بن هرون الصابي الحراني، ومن أقواله يهنئ عضد الدولة البويهي بعيد الأضحى:

اسلمْ ودُمْ للرُّتبةِ العلياءِ  *** وتملَّ مُلككَ في أمَدِّ بقاءِ
واستقبلِ العيدَ الجديدَ بغبطةٍ  *** ومسرةٍ وزيادةٍ ونماءِ
وكفاك من نَحْرِ الأضاحي فيه ما  *** نحرَتْ يَمينُكَ مِن طلا الأعداءِ

وكتب وقال أبو إسحاق الصابي في قصيدة هنا بها صمصام الدولة البويهي بعيد الأضحى:

يا سنة البدر في الدياجـي  *** وغرَّة الشمس في الصباحِ
صمصام حربٍ وغيث سلمٍ  *** ناهيك في البأس والسماح
اسعدْ بفطرٍ مضى وأَضْحَىْ  *** وافاكَ باليُمن والنّجاحِ
وانْحَرْ أعادي بني بُوَيْهٍ  *** بالسيفِ في جُملةِ الأضاحي

ومن أقوال أبي إسحاق الصابي في التهنئة بعيد الأضحى:

يا سيداً أضحى الزما  *** ـن بأنسه منه ربيعا
أيام دهرِك لم تزَلْ  *** لِلنّاس أعياداً جَمِيعاً
حتى لأوشَكَ بينَها  *** عيدُ الحقيقة أن يضيعا

وقال أبو إسحاق الصابي يهنئ بعض الوزراء بالعيد:

إذا دعا الناسُ في ذا العيد بعضَهم  *** لبعضهم وتمادى القولُ واتَّسَعا
فصيَّر اللهُ ما مِنْ فضلِهِ سألوا  *** فيه لسيدِنا الأستاذ مُجتمعا
حتى يكونَ دُعائي قد أحاط له  *** بكلِّ ذلك مرفوعاً ومستمعا

وقال أبو إسحاق الصابي يهنئ المطهر بن عبد الله بمناسبة العيد:

عيد إليك بما تحب يعود  *** بطوالعٍ أوقاتهن سعودُ
مُتباركاتٍ كلّ طالعِ ساعةٍ  *** يوفي على ما قَبْلَه ويزيدُ
يأتيك من ثمر الْمُنى بغرائبٍ  *** مَعدومُها لكَ حاصِلٌ مَوجُودُ

وقد قال أحد الشعراء المتشائمين بمناسبة العيد أبياتاً رواها أبو الغنايم الحسن بن علي بن الحسن بن حماد المقري، قال أنشدني محمد بن علي الأديب، ولم يذكر قائله:

من سرَّهْ العيدُ الجديدُ  *** فما لقيتُ بهِ سُرورا
كان السُّرورُ يطيبُ لي  *** لو كان أحبابي حُضورا

وقال عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الحجاج يصف بؤسه يوم العيد:

قالوا: أتى العيدُ فاستبشرْ به فرحاً  *** فقلتُ: مالي وما للعيدِ من فرحِ
قد كان ذا، والنوى لم تُمْسِ نازلةً  *** بعقوتيْ وغرابُ البينِ لم يصِحِ
أيامَ لَم يحترِقْ قربي البعاد ولم  *** يَعْدُ الشتاتُ على شملي، ولم يَرُحِ
فالآنَ بعدَك قلبي غيرُ مُتَّسِعٍ  *** لِما يُسِرُّ وصَدري غيرُ مُنشرح


العَقوَةُ: العَقَاةُ، أي: المكان المتّسع أمام الدار أو المحلّة أو نحوهما؛ ويقال: اجتمع أقاربه في عقوة الدار ليشاركوه في الفرحة، والجمع: عِقاءٌ.

وقال أبو الحسين، هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن الصابي الكاتب: أنشدنا جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه أبياتاً كتب بها إلى بعض الرؤساء في عيد الأضحى المبارك، لسنة سبعين وثلاثمائة للهجرة/ 980 م:

لا تزالُ كلُّ دعوةٍ مَسموعَهْ  *** من يدٍ ونحورٍ بها مرفوعَهْ
للرئيسِ الأستاذ في موسم الأضـ  *** ـحى وفي كلِّ موسمٍ مجموعَهْ
هذه جملة الدُّعاء الذي عمَّـ  *** ـتْ وضمَّت أصولَه وفروعَهْ
وقديماً أسْدَلَ اختصاري لِلفـ  *** ـظ ثُغوراً من المعاني وسِيعَهْ

وقال أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغا يمدح بهاء الدولة بمناسبة يوم العيد:

أعلَت سعودَ بهاءِ الدولة الفلكُ  *** الأعلى فما فيه نجمٌ غيرُ مسعودِ
وقابل العيدُ منهُ حين قابلَهُ  *** من ملكِهِ كلَّ يومٍ منه في عيدِ
وليس يرضى مساعيك التي بهرَتْ  *** بأن يُهَنَّأَ موجودٌ بِمفقودِ

لقد أورد خليل بن أيبك الصفدي بعض التهاني في كتابه أعيان العصر وأعوان، ومن ذلك أشعار محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن تميم بن حامد، أقضى القضاة تقي الدين أبو الفتح بن أبي البركات بن أبي زكريا الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي الذي قال:

مُنذ بعدتم فسروري بعيدْ  *** وبعدكم لم أتمتع بسعيدْ
وكيف يهوى العيدَ أو نزهةً  *** شهيدُ وَجْدٍ، ودُموعٍ تزيدْ
فالبحرُ من تيارِ دمعي لهِ  *** يبكي بهِ والعيدُ عيدُ الشهيدْ

وذكر عبد الرزاق البيطار في كتابه حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ترجمة السيد محيي الدين باشا بن السيد الأمير عبد القادر بن السيد محيي الدين الجزائري الحسني المتصل نسبه إلى عبد القادر الجيلاني الحسني الذي قال:

أهنئكَ يا بدرَ السّيادة والفخرِ  *** بِعيدٍ سعيدٍ بعدَ ما نلتَ من أجرِ
فدُمْ مَلجأً للناسِ في العِلم والنّهى  *** يُهني بكم عِيد الضَّحية والفِطْرِ
فلا زلتَ يا مولاي ترفلُ دائماً  *** بثوبِ الْهَنا والعزِّ ما رجَّع القمري

ومن الاستتباع قول زكي الدين بن أبي الأصبع:

تَخَيَّلَ أَنَّ القِرْنَ وافاهُ سائِلاً  *** فَقابَلَهُ طَلقَ الأَسرَّةِ ذا بِشْرِ
ونَادَى فرِنْدَ السَّيْفِ دُونكَ نَحْرَهُ  *** فأحسنُ ما تُهْدَى اللآلي إلى النَّحْرِ

وقد أخذ الشاعر ابن نباتة المصري نُكتة النحر فقال:

تَهَنَّأ بعيدِ النَّحْرِ وابْقَ مُمَتَّعاً  *** بأَمثالهِ سَامِي العُلا نافِذ الأَمْرِ
تُقلِّدنا فيهِ قلائِدَ أَنعُمٍ  *** وأَحسنُ ما تبْدو القلائِدُ في النَّحْرِ

أورد الثعالب في رسائله باب التهاني، فذكر حَلَّ قول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي في التهنئة بالقدوم من الحج حيث قال:

إما حججت فمقبولٌ ومبرورُ  *** موفَّرُ الحظِّ منك الذنبُ مغفورُ
قضيتَ من حجَّةِ الإسلام واجبَها  *** ثم انصرفتَ ومِنكَ السَّعي مشكورُ

شكراً شكراً يا سيدي أطال الله بقاءك فقد قصدت أكرم المقاصد. وشهدت اشرف المشاهد. وزرت البيت العتيق المعظم. وخدمت الركن والحطيم وزمزم. فوردت مشارع الجنة. وخيمت بمنازل الرحمة. وأديت القرض. وقضيت الفرض. وانقلبت إلى أهلك مسروراً موفوراً، فجعل الله حجّك مبروراً. وسعيك مشكوراً، وموازينك راجحة. وتجارتك رابحة. والبركات إليك غادية رائحة "

وذكر الثعالبي رسالة أخرى في حلِّ قول أبي الطيب المتنبي يهنئ سيف الدولة الحمداني التغلبي بالعيد:

هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده  *** وعيد لمن سما وضحا وعيدا
فذا اليوم في الايام مثلك في الورى  *** كما كنت واحداً كان أو حدا

وذكر الثعالبي الأدعية في التهنئة بالعيد في كتاب: سحر البلاغة وسر البراعة، ومما ورد فيه تهنئة قال فيها:
عاودتك السعود، ما عاد عيد واخضر عود. وعاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله الله مبشراً بالجدّ السعيد، والخير العتيد، والعمر المديد، وجعلك الله من كل ما دعي ويدعى له في الأعياد، آخذاً بأكمل الحظوظ والأعداد، أفطِرْ وأكباد أعدائك تنفطر، والدنيا بعينيك تنظر، وبالسعود تبشر. أسعد الله سيدي بهذا العيد سعادة توفر من الخير أقسامه، وتقصر على النعمى أيامه، وتحقق آماله، وتزكي أعماله. جعل الله أيامه تواريخ وأعيادا، وجعل له السعادات آماداً وأمدادا.

وذكر الثعالبي دعاء يختص بعيد الأضحى فقال:
يا أكرم مَن أمسى وأضحى، سعدت بطلعة الأضحى. عرفك الله فيه من السعادات ما يربى على عدد من حج واعتمر، وسعى ونحر، وما يربي على عدد مَن حجَّ، وعجَّ وثجَّ. أسعد الله مولاي بهذا العيد سعادة تجمع به حظوظ الدنيا والآخرة، ومصالحَ العاجلة والآجلة، وجعل أعاديه كأضاحيه، وأولياءَه المسرورين المحبورين فيه، وقضى له بكفاية الْمُهمّ، والحياطة من السوء الملمّ.

وذكر الثعالبي الأدعية في التهنئة بالعيدين في كتاب: لباب الآداب، وجاء فيه:
عاودتك السُّعود، ما عاد عيد، واخضرَّ عودٌ، تقبَّلَ الله منكَ الفَرْض والسُّنة، واستقبل بكَ الخير والنعمة، عاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله مبشراً بالجدِّ السعيد، والخير العتيد، والعمر المزيد، جعلك الله من كل ما دُعي ويدعى بهِ في الأعياد، آخذاً بأكمل الحظوظ، وأوفر الأعداد، أفطَر وأكبادُ الحُشاد تنفطر والدنيا بعينك تنظر، وبالسعود تبشر، كيف نهنئك بالعيد وأيامك كلها أعياد، ولياليك أعراس، وساعاتك تواريخ، وأوقاتُك مواقيت، يا أكرمَ من أمسى وأضحى، سعدت بهذا الأضحى، عرَّفك الله من السَّعادات ما يُرْبي على عَدَدِ من حَجَ واعتَمَر، وسعى ونَحَر، جعل الله أعاديك كأضاحيك.

وقال أحد الشعراء:

قالت: هنا العيد بالبشرى، فقلت لها:  *** العيد والبشر عندي يوم لقياك
الله يعلم أن الناس قد فرحوا  *** فيه وما فرحتي إلا برؤياك

وقال القشيري في الرسالة القشيرية القشيري: أنشد الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم ابن العلاء قال: أنشدني أحمد بن عطاء لبعضهم؛ وقيل: إن هذه الأبيات لأبي علي الروذباري الذي قال:

قالوا: غدا العيد ماذا أنت لا بسه?  *** فقلت: حلقة سلق حبه جرعا
فقرٌ وصبرٌ، هما ثوباي تحتَهُما  *** قلبٌ يرى إلفه الأعيادَ والْجُمَعا
أحرى الملابس إن تلقى الحبيب به  *** يوم التزاور في الوثب الذي خلعا
الدهر لي مأتم إن غبت يا أملـي  *** والعيد ما كنت لي مرأى ومُستمعا

اهتم الأدباء بأدب التهاني، وقد حظيت الأعياد بالكثير منها، وقد وصلنا الكثير منها في مصادر الأدب ومراجعه، فقد جاءت في معجم الأدباء لياقوت الحموي ترجمة: علي بن عبد الله بن محمد الهروي الذي قال مهنئاً أحد صدور الإسلام والمسلمين:

هنيئاً لك العيد المبارك ياصدر *** وساعدك الإقبال واليمن والنصر
إذا ما أعاد العيد للناس نضرةً  *** فقد ألبس الأعياد من وجهك البشر
وإن نُشِرت أعلامُ دين محمدٍ  *** فذِكرك في أقصى البلاد له نشر
وإن أحرمَ الْحُجاجُ عن جلِّ حالهم *** فأحرَمَ عمَّن دُونك الفضلُ والفخر
وإن كان لبى للزيارة مُحرِمٌ  *** فلبى إلى أوصافك النظم والنثر
وإن جمعوا فرضين ثَمَّ وقصَّروا  *** فللدين والدنيا بك الجمع والقصر
وإن ضحت الأقوام بالبُدْن سُـنةً  *** فضَحِّ بِمَن عاداك ما انفلقَ الفجرُ

ووردت في معجم الأدباء لياقوت الحموي ترجمة الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد ابن عثمان بن جعفرٍ، أبي عبد الله الكلابي، المعروف بابن الزلازل الذي توفي سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائةٍ للهجرة، ومن شعره مهنئاً بعض الأمراء بالعيد:

عيد يُمْنٍ مُؤكّد بأمانِ *** من تصاريف طارق الحدثانِ
جعل اللهُ عيدَ عامِكَ هذا  *** خيَرَ عيدٍ وذاك خيرَ التهاني
ثم لا زلت من زمانك في صَفْوٍ  *** ومن شُربِ صرفِهِ في أمانِ
آخذاً ذمَّةً من الدهر لا تُخْفَرُ  *** مَعقودةً بأوفى ضمانِ
نافذ الأمر عالي القدر محمودَ  *** المساعي مؤيد السلطانِ

وتحدث الثعالبي في يتيمة الدهر الثعالبي عن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد ، ابن سكرة، فقال الثعالبي: "شاعر متسع الباع، في أنواع الإبداع. فائق في قول الملح والظرف، أحد الفحول الأفراد، وكان يقال ببغداد: إن زماناً جاد بابن سكرة وابن الحجاج لسخي جداً. وما أشبههما إلا بجرير والفرزدق في عصريهما، فيقال: إن ديوان ابن سكرة يربى على خمسين ألف بيت(..) وقد أخرجت من عيون ملحه ما يجمع الحجول والغرر، ويمتع السمع والبصر. ومن ذلك قوله المحزن:

قد أتى العيد لا أتى فلقد أنهجَ المهجْ  *** ليس فيه لهاشمي سرورٌ ولا فرجْ
إنه عيدُ أهلِ قُمٍّ وقاشانٍ والكرجُ  *** يتلاقى بياضهم بقلوبٍ من السبجْ

وأورد الثعالبي ترجمة لابن خلاد القاضي الذي قال مهنئا ابن العميد بالعيد:

بأسعد طالعٍ عيَّدت يا مَن  *** بطلعته سعادة كلِّ عيدِ
فعِشْ ما شئت كيف تشاء والبسْ  *** جديدَ العمر في زمنٍ جديدِ
فقد شهدَتْ عقولُ الخلق طُراًّ  *** وحسبك بالبصائر من شهودِ
بأنَّ محاسن الدُّنيا جميعاً  *** بأفنية الرئيس ابن العميدِ

لقد شارك الكتاب والشعراء في التهنئة بعيد الأضحى، وغيره من الأعياد، ومناسبات الفرح والسرور، ومن كلام المتقدمين في هذا المجال قول أبي الحسين بن سعد: "كتابي والنحر؛ نَحَرَ اللهُ أعداءَ مولاي وحُسّادَ نعمته، وأمتعه بمواهبه وما عنده، وبارك له في أعياده ومتجدّد أيّامه، بركةً تنتظم السّعادات، وتتضمّن الخيرات، متصلةً غير منقطعة، وراهنةً غير فانية.

وقال القلقشندي في تهنئة المقرّ الأشرف الناصريّ محمد بن البارزيّ، كاتب السرّ الشريف المؤيّديّ بالممالك الإسلامية، في سنة ستّ عشرة وثمانمائة/ 1413 م، نظماً من البحر الطويل، وفي الأبيات تهنئة بعيدي الفطر والأضحى:

أيا كاتب السّرّ الشّريف ومن به  *** تميس نواحي مصر تيهاً مع الشّام
ومَن جلَّت الْجُلّى كتائبُ كتبه  *** ومن ناب عن وقع السّيوف بأقلام
تهنَّ بهذا الصّوم والعيد بعدَهُ  *** ومن بعدِهِ بالعيدِ والعامِ فالعامِ
وترقى رُقِيّ الشّمس في أوجِ سعدِها  *** وتبقى بقاءَ الدّهر في فيضِ إنعامِ

وصور المتنبي أحواله السيئة حينما كان في السجن بقصيدته الدالية الناضحة بالهجاء المقذع، والنقمة على مَنْ فرَضَ عليه الإقامة الجبرية، فقال يصوِّر حاله وأحوال السُّجناء:

عيدٌ بِأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ  *** بِما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ تجدِيدُ
أَما الأَحِبةُ فالبَيَداءُ دُونَهُمُ  *** فَلَيتَ دُونَكَ بَيْدًا دونَها بِيدُ
لَولا العُلا لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها  *** وَجناءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيدُودُ
وَكانَ أطْيَبَ مِنْ سيفِي مَعانَقَةً  *** أَشْباهُ رَونَقه الغِيدُ الأَمالِيدُ
لم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كَبِدي  *** شَيْئاً تُتَيِّمهُ عَيْنٌ وَلا جِيدُ

واشتهر بعض الأدباء بأدب المديح والتهاني، وفي هذا السياق اشتهرت الكتابات التي دبجها شعراً ونثراً الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي الذي يقول مهنئاً بعيد النحر من البحر طويل:

تَهَنّ فَأيّامُ السّرورِ أواهل  *** وكلّ مخوفٍ عن جنابك راحلُ
ونجمُك من فوق الكواكب طالعٌ  *** ونجم امريءٍ يشنا سُمُوّكَ آفِلُ
تمتّع بعيد النّحر، وافاك خاضعاً  *** يُحقّقُ من دُنياك ما أنت آملُ

جعله الله أبركَ الأعياد وأسعدَها، وأيْمَنَ الأيّام وأمجدَها، وأجملَ الأوقات وألذّها وأرغدَها، ولا برح مَسروراً مُستبشراّ، مَنصوراً على الأعداء مُقتدراً، مَسعوداّ مَحموداً، مُعاناً بملائكة السَّماء مَعضوداً، مُهنّأً بالسّعود الجديدة، والجدُود السّعيدة، والقوّة والناصر، والعمر الطويل الوافر، " البحر طويل":

ولا زالت الأعياد لبسك بعدَهُ  *** فتخلع مخروقاً وتُعطى مُجدّدا
فذا اليوم في الأيّام مثلك في الورى  *** كما كُنتَ فيهم أوحداً كان أوحدا

وأعادَه على المولى صحّةً دائمة، وسلامةً ملازمة، وأصار عيدَه مُطيعاً لأوامره كسائر العبيد، وعيّدَه في كلّ يوم من المسّرة ببقائه لها كالعيد، والأيّام به ضاحكة المباسم، والأعوام جميلة المواسم، ومتّعنا بدوام حياته، واستجلاء جميل صفاته، واستحلاء مدائحه بإنشاد عفاته، وأراه نَحْرَ أعاديه، بين يديه كأضاحيه، وأصار الحجَّ إلى بابه غافراً سَيِّئات الإفلاس والإعدام، ومُبيحاً لِبْسَ الْمَخِيط مِن إنعامِهِ العامّ، ألبَسه الله مِن السعادة أجملَ حلّة، ومنحه مِن المكارم أجملَ خلّة.

ومن المصادفات النادرة أن تجتمع مناسبتان في يوم واحد، ومن أمثلة ذلك مناسبة يوم النيروز المجوسي الذي أدخله الفُرس معهم حينما احتلوا بغداد، وجرت احتفالاته منذ الاحتلال البويهي، ثم استمرت، ولما صادف يوم عيد النحر مع يوم النيروز قال الشاعر ابن الرومي يهنئ بالمناسبتين معاً:

عيدان: أضحى، ونوروز كأنهما  *** يومَاْ فِعالِك مِن بُؤسٍ وإنعامِ
كذاك يوماك: يومٌ سيبُهُ دِيَمٌ  *** على العُفاة، ويومُ سيفهُ دامي

وأورد المحبي ترجمة الأمير منجك بن محمد المنجكي، في كتاب نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة، وذكر في ترجمة الأمير أشعاره ومنها:

شمس الضُّحى، وأهِلَّة الأعيادِ  *** لضياء وجهك أحسدُ الحسَّادِ
وإذا شدا بك مُطربٌ في مجلسٍ  *** رقصتْ لك الأرواح في الأجسادِ
جرَّدت من سحر الجفون صوارماً  *** فأبت سوى الأكبادِ من أغمادِ

كما أورد المحبي ترجمة الحسين بن محمد المكنى: أبو طالب الزينبي، والملقب نور الهدى الذي روى عنه جماعة من الأكابر والحفاظ، وآخرُ من حدث عنه أبو الفرج ابن كليب، وقد مدحه أبو إسحاق الغزي بقصيدة، أولها:

جُفُونٌ يَصِحُّ السَّقْمُ فيها فتَسْقَمُ  *** ولَحْظٌ يُناجِيِه الضَّمِيرُ فَيفْهَمُ
مَعانِي جمالٍ في عِباراتِ خِلْقَةٍ  *** لها تَرْجُمانٌ صامِتٌ يتَكلَّمُ
وما زِلْتُ فِي الأعْيادِ أدْعُو مُخَفِّفـاً  *** عن السمع والداعِي مع البُعْدِ يَخْدُمُ
لِيَهْنِكَ أن الأكمَلَ افْتُرِعَتْ على  *** بَنانِ ابْنِهِ الأقْلاَمُ والمجدُ يبْسَمُ
وفاقَ، فَعِشْ حتى تَرَى الكَهْلَ منهمُ  *** بَنِيهِ له نَجْلٌ بنُعْماكَ يُقْسِمُ

هذه بعض نماذج التهاني التي دارت بين المسلمين في أعياده في السرّاء والضراء، ومن ناحية التأريخ فقد جرت العادة بين المسلمين بأن يقولوا في شهر المحرم: شهر الله، وفي شهر رجب: شهر رجب الفرد، أو الأصم أو الصب، وفي شعبان: شعبان المكرم، وفي شهر رمضان: شهر رمضان المعظم، وفي شوال: شوال المبارك، ويؤرخوا أول شوال: بعيد الفطر، وثامن ذي الحجة: بيوم التروية، وتاسعه: بيوم عرفة، وعاشره: بعيد النحر، وتاسع المحرم: بيوم تاسوعاء، وعاشره: بيوم عاشوراء، فلا يحتاجون أن يذكروا الشهر ولكن لا بد من ذكر السنة.
 


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
17350777
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة