للقراءة : بحث حول نظرات المستشرقين إلى أوزبكستان. بروكلمان ولسترنغ مثالاً، ودليلا على عدم موضوعية المستشرقين عندما تتعلق الأمور بالشعوب والقبائل العربية أو الإسلامية

د. محمود السيد الدغيم

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرات المستشرقين إلى أوزبكستان. بروكلمان ولسترنغ مثالاً.

د. محمود السيد الدغيم

باحث أكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية

كلية الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS

جامعة لندن

 

لقد شَهِدَ تاريخُ الأمم صراعاتٍ متعدِّدةً، وحفِظت الذاكراتُ الشعبية بعضَ النوايا العُدوانية بدوافعَ ثأريةٍ أنتجتها الهزائمُ العسكرية والثقافية والدينية. ومن الصراعات التاريخية المشهورة ذلك الصراعُ الآسيوي – الأوروبي – الإفريقي الذي أسفر عن اجتياح الفُرس لليونان، واجتياحِ الإسكندر لآسيا وإفريقيا، والاجتياحِ الحبشي لبلاد العرب، والحروبُ التي حصلت بين إيران وطوران، وقد ورِثَت الأممُ المعاصرة عن الأممِ السّابقة بعضَ الدوافع التي مازالت تُحَرِّكُ الحروبَ العسكرية والثقافية والاقتصادية بين الشعوب.

فبعدَما سادَ الكرةَ الأرضية الظلمُ والظلام أشرقت أنوارُ الإسلام، ورافقتها العدالةُ، فخَمَدَتْ نيرانُ المجوس في فارسَ، ورفرفت راياتُ الإسلام في بلاد ما بين النهرين وخُراسان، وطويت أعلام المجوسية الزرادشتية والمانوية والمزدكية، وأظهر بعضُ أتباعِها الإيمانَ وأبطنوا الكُفرَ، وتربَّصوا بالمسلمين الدوائر، وابتدعوا الْبِدَعَ للإساءة للإسلام والمسلمين، فورثوا نِفاقَ المنافقين، وفِتَنِ الْمَفْتُونين، وشُعوبيةِ الناقمين الحاقدين على العرب لأنهم حَمَلَةُ الرسالة الأُوَل وأحفادُ الفاتحين الذين قوَّضُوا أركانَ الإمبراطورية الفارسية، وإلى الأبد. ولذلك استمَرَّ العداءُ الفارسي للعرب والمسلمين السُّنَّةِ بشكلٍ عام، وظَهَرَ بِمَظاهِرَ مُتنوعةٍ دينيةٍ ومذهبيّةٍ تُخفِي وراءَها حِقداً قوميًّا فارسيًّا.

وحَمَلَ الأتراكُ العثمانيون راياتِ الإسلام بإخلاصٍ، ودَكُّوا قواعِدَ الإمبراطوريةِ الرومية البيزنطية الشرقية فانهارت انهياراً نهائياًّ، ولحقت بالإمبراطورية الرومانية الغربية، وأورثت العالَمَ النصرانِيَّ رَغبةَ الثأرِ والانتقامِ من الأتراكِ بشكلٍ عام حيثُ اعتبروا كُلَّ تركي مُسلماً يَجبُ الانتقامُ منه سواءَ أكان مُسْلماً مُلتزماً أم غَيْرَ مُلتزم، وامتدَّ هذا الحقدُ لِيَعُمَّ جميعَ أبناء الأُمَمِ الطُّورانيةِ والمغوليةِ والتتريةِ، وكلَّ ما له علاقة بتركيا وبالأقوامِ التركية القديمة والحديثة، وعلى هذا الأساس من الحقدِ، والرغبةِ بالانتقامِ بَنَىْ عَدَدٌ غفيرٌ من المستشرقين دراساتِهِم التي لم تُفَوَّتْ فُرَصَ الإساءة إلى الأتراكِ والمسلمينَ، وخاصَّةً الذين اتَّبَعُوا الْمَذاهِبَ الإسلامية السُّنِّيَّةَ، وفي مُقدِّمَتِهِمْ آلُ عُثمان فاتِحُوا القُسطنطينية سنة 857 هـ/ 1453م، وهكذا تَحكَّمتْ نزعَةُ الانتقامِ من الأتراكِ بتوجُّهاتِ المستشرقين الذي تخصَّصُوا بدراسة أحوالِ العالم التركي القديم والوسيط والمعاصر، وظهرت تلك النزعاتُ الانتقاميةُ فيما ألْصَقَهُ الْمُستشرقونَ - بمناسبة وبغير مناسبة - من صِفاتِ الدَّموية والتَّوحُّشِ على كُلِّ ما يَمُتُّ إلى الأصُول التركية بنَسَبٍ، ولم تَسْلَمْ أُوزبكستان أرضاً وشعباً من تَبِعَاْتِ الرَّغبةِ العُدوانيةِ بالانتقامِ من شُعوبِ الأتراكِ عموماً في الدِّراساتِ الإستشراقية.

 

وتناولتْ دِراساتُ المستشرقين أوزبكستانَ[1] على مُستوى ظَرْفَيِّ الزَّمانِ التاريْخِيِّ، والْمَكانِ الْجُغرافِيِّ، وما يَتْبَعُ ذلك من دراساتٍ دِينيةٍ وإجتماعيةٍ واقتصاديةٍ، فتَضاءَلَتْ وتِيْرَةُ الإساءَةِ إلى العُنصرِ التركيّ الأوزبكيّ في الدراساتِ الجغرافيةِ، وارتفعَتْ تلك الوتيرةُ العُدوانيةُ في الدراساتِ التاريخيَّةِ، ودَلِيْلُنَا على تلك الدراساتِ الْجُغرافيةِ ما أوْرَدَهُ "كي لسترنغ" في كتابهِ: "بُلدانُ الخلافةِ الشرقيةِ" الذي اتَّخَذَهُ كَتَبَةُ "دائرة المعارف الإسلامية" مَصْدَراً[2]، ودَلِيْلُنا على الدراسات التاريخية ما أورَدَهُ "كارل بروكلمان" في كتابه: "تاريخ الشعوب الإسلامية"[3]، وقد اعتَمَدَ "دائرةَ المعارف الإسلامية" مصدرا[4] ومرجعاً، وأوردَ آراءَ المستشرقين الظَّنِيَّةَ، وكَأنَّهَا حَقائقُ تاريخيّةٌ قَطْعِيَّةٌ إمْعَاناً بالتَّضْليلِ، وتَرويِجاً لما في آرائِهِمْ من تَحامُلٍ على الأتراكِ والْمُسْلِمِيْن.

وسَبَبُ اهتمامِ المستشرقين بدراسة أوزبكستان تاريخياًّ وجُغرافياًّ وسياسياًّ واقتصادياًّ هو ما تتمتَّعُ به من مكانةٍ إنسانيّةٍ تاريخيّةٍ وجُغرافيّةٍ، وما تَخْتزِنُهُ من ثرواتٍ إقتصاديّةٍ، ولِمَا لها من تُراث إنسانِيّ حَضاريّ حيثُ تُعتبَرُ آسيا الوُسْطى من الْمَناطِقِ الْحضاريّةِ القديمة التي استَوْطَنَها الْبَشَرُ مُبكّراً، وقد دلّت الْمُكْتَشَفاتُ الأثريّةُ والْحَفْريّاتُ على مُنشآت حضاريّةٍ تعودُ إلى الألف الخامِسةِ قبْلَ الميلاد[5]، وقد خَلَّفَتْ قبائِلُ الصُّغدِ والخوارزميين والبكتير آثاراً حضاريّةً مابين نَهرَيِّ جيحون وسيحون[6] وما حَوْلَهُمَا، ومازال باطِنُ الأرضِ يُخفِي تَحْتَ رِمَالِهِ الكثيرَ من الأدِلَّةِ الحضاريّةِ القديمة التي تَنْتَظِرُ الْمُستكشفين، وهي آثارٌ تدُلُّ على قِدَمِ الحضاراتِ الأُوزبكيّةِ مِمَّا يدْحَضُ افتراءاتِ الْمُستشرقين التي ألْصَقوها بالشعوبِ التُّركِيَّةِ بشكْلٍ عامّ لأنَّها أخضَعَتْ بلادَ الرومِ وأوروبا لِسيطَرَتِهَا في عهود الْهُوْنِ ثم المغول ثم العثمانيين.

 

وقد أُنشئتْ في أوزبكستان منشآتٌ مِعماريةٌ حضاريةٌ تحكي حكايات التاريخ المجيد، وقصص الغابرين، وبما أنَّ الآثارَ الْمِعماريّةَ تُعتبرُ أدِلَّةً حَضارياًّ، فقدْ قَسّمَ الدارسون تاريخَ الفُنونِ المعماريّة الأوزبكية إلى مرحلتين أساسيتين:

المرحلةُ الأولى: مرحلةُ ما قبل الميلاد وبعده حتى القرن السابع الميلادي، وقد تأثرتْ تلك المرحلةُ بحضارة ما بين النهرين، وحينذاك عُرِفَتْ مدينةُ سَمرقند باسم (مرقند) حَسْبَ ما أشارتْ إليه كِتاباتُ القرن الرابع عشر قَبْلَ الميلاد[7]، وكانتْ مَحطَّ رِحالِ التجارةِ من الصينِ والهندِ وفارسَ وما بَيْنَ النهرينِ وأوروبا، ولكنَّ الرُّومان دَمَّرُوها، ونَكَّلوا بِسُكَّانِها.

والمرحلَةُ الثانية: بدأتْ مع بداية الفتح الإسلامي[8] الذي فَتَحَ صَفحةً حَضاريّةً جديدةً أَنْجَزت الكَثيرَ من صُرُوحِ العِبادةِ والثقافة والْخدماتِ الإنسانيّةِ التي تعرَّضَتْ للتَّخريبِ والدّمارِ جَرَّاءَ الفِتَنِ والْحُروبِ؛ وعَوامِل الطّبيعةِ.

وقَدْ أخذتْ مُدُنُ آسيا الوسطى مُنذُ القَرْن الخامسِ الهجريّ/ الحادي عشر الميلاديّ هويَّةً خاصَّةً تتكَوَّنُ من الجوامِعِ والقِلاعِ والمدارسِ والمساكنِ والأسواقِ وأسْبِلَةِ المياهِ والحمَّاماتِ والتُّرَب. ولكنَّ الاجتياحَين المغوليّ[9] والتيموريّ[10] قد دمَّرا الأبنيةَ الحضاريةَ الأُوزبكيّةَ، وبدأتْ مرحلةٌ مِعماريَّةٌ جديدةٌ على أيدي الغُزاةِ انسجاماً مع عَقليَّةِ الإلغاءِ التي تُزَيّنُ للطُّغاةِ اعتبارَ أنفُسِهِمْ بِدايةَ ونهايةَ كُلِّ شيءٍ، فَبِهِمْ يبدأُ التاريخُ وبِهِمْ ينتهي، وبِهِمْ تَبدأُ الحضارةُ وبِهِم تنتهي، وكأنَّ مَنْ سَبَقَهم لم يكُنْ موجوداً، وشأنُ اللاحقين كشأن السابقين. وهذا ما فَعَلَهُ تيمورلنك في بناءِ جامع بيبي خانم الذي بناهُ على أنقاضِ أبْنِيَةِ الْحَجَرِ، وأشلاءِ البشَرِ سنة 801 هـ/ 1399م، وبناءِ مَدفَنِ تيمورلنك (غور أمير) الذي شُيِّدَ سنة 806-807 هـ/ 1403 – 1404م.

 

ورغْمَ الفِتَنِ والْحُروبِ فقد بدَأَ تَشكُّلُ الهويَّةِ الأوزبكيَّةِ في ظِلِّ حُكْمِ أُولوغ بك في القرن الخامس عشر الميلادي 812- 853 هـ/ 1409 – 1449م، ورغْمَ عَوادي الزّمنِ ما زالتْ أُوزبكستان تَحتَفِظُ بآثار حضاريّةٍ إسلاميّةٍ رائِعةٍ، ففي مدينة سَمَرقندَ وُضِعَ عُشرونَ مَبنىً أثريًّا[11] تحت حِمايةِ الدولة مُنذُ سنة 1338هـ/ 1920م، ووُضِعَ ثمان عشر أثراً مِعماريًّا تحت الحماية من أصْلِ 140 أثر في مدينةِ بُخارى[12]، ووُضعتْ أربعةُ آثار في طشقند[13] (الشاش) وهُنالِكَ العديدُ من الآثار المعمارية[14] الأُخرى التي وُضِعتَ تحت الحماية الشَّكْلِيَّةِ لأنَّ قانونَ حِمايةِ الآثارِ في أوزبكستان قد صَدَرَ سنة 1388 هـ/ 1968م، ودخل حَيِّزَ التنفيذِ سنة 1398 هـ/ 1978م[15]، ومن تلك الآثار مُتحفُ خيوةَ الطَّبيعيّ.

 

أوزبكستان والمستشرقون

 

ونَظرًا لِما لِلدَّورِ الحضاريّ الأُوزبكي من أهَمِيَّة إنسانيّةٍ وإسلامِيَّةٍ فقد استقطبتْ مناطقُ أوزبكستانَ اهتمامَ العُلماءِ المسلمين من العربِ والعجمِ، ومن غيْرِ المسلمين أيضاً، ولكنَّ أُصولَ المعلومات الدَّقيقةِ الموثوقة عن أُوزبكستان لم تتوفَّرْ إِلاّ عِندَ العُلماء الْمُسلِمِين الصالحين بشكْلٍ عامّ، وقد استفادَ الْمُستشرقونَ من تلك المعلومات فَتَرْجَمُوها، ونشرُوها بالطُّرُق الحديثة التي تخدمُ مصالحَ دولِهِم وأُمَمِهِم بالدرجة الأولى، ولذلك جاءتْ كتاباتُ وبُحوثُ غيرِ الْمُسلمين وغيرِ العربِ من بابِ التَّقليدِ والاستنساخ، وليْسَ من بابِ الرِّيادَةِ والإبداعِ والإنصافِ، أو مِن بابِ الدراسات الميدانيّةِ أو العِلميّةِ، ولذلك لا يُعتَمَدُ على ما كَتَبَهُ غيرُ الْمُسلمين حَوْلَ بُلدانِ وسُكَّانِ أُوزبكستان، ولكِّن دراساتِهم مُفيدَةٌ مع أخْذِ الْحِيطةِ والْحَذَرِ لأنّها جُمِعَتْ مُؤخّراً في الْعَصْرِ الحديث، وجَمَعَتْ ما تفرَّق في المصادرِ والمراجعِ العربية والإسلاميّة القديمة التي وصَلَتْهُمْ، ولكنَّ دراساتهم تضَمَّنتْ في طيّاتِها شُبُهاتٍ استشراقيّةً وافتراءاتٍ إلى جانبِ المعلومات الْجَوْهِرِيَّةِ الإسلاميّة الْمَورُوثةِ والموثوقة. ولذلك وجَبَ على العلماء المسلمين كَشْفُ الدسائسَ، وتنبيهُ الطلبةِ وتحذيرُهم من تلك الشبهات التي تُسيء إلى المسلمين وبُلدانِهم وتُراثِهم.

بروكلمان وأوزبكستان

وأفضَلُ دليلٍ على ما نقولُ في مجالِ الدِّراساتِ التاريخيَّةِ الإستشراقيةِ، كِتابُ كارل بروكلمان: تاريخُ الشُّعوبِ الإسلاميّة[16] الذي قسَّمَهُ بروكلمانُ إلى خمسة أقسام، فعَنْوَنَ القسمَ الأوّلَ بعُنوان: العربُ والإمبراطوريَّةُ العربيّةُ؛ ص: 11، وفي هذا العُنوان ما فيه مِن التَّجَنِّيْ حيثُ يَعْتَبِرُ رجالَ صَدْرِ الإسلام أباطرةً ابتداءً بالنبيّ مُحمَّدٍ رسول الله، صلى الله عليه وسلم ص: 31-82، ثُمَّ بالخلفاء الراشدين ص: 83-120، ثم الخلفاء الأمويين ص: 121-171، رِضوان الله عليهم أجمعين.

 

وفي هذا القسم الأوَّلِ يذكُرُ بُروكلمان الفُتوحَ في عهدِ الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ص: 136، ومِنها: فتْحُ ما وراء النهر[17] على يَدِ قُتيبة بن مُسلم أميرِ خُراسان، فيقولُ: "وهي المقاطعة الشرقية التي تَمْتَدُّ من نَهْرِ جيحون (آمودريا) حتى (الهندوكوش) .. وفي عَهْدِ الأُسرةِ التُّركيَّةِ الأخيرةِ نشبتْ مُنازعات عَرفَ قُتيبةُ كيف يَسْتَغِلُّها بأنْ قلَّدَ رجُلاً في مُقتبلِ العُمر منصِبَ الإِمارة هُناك، واعتنقَ هذا الشابُّ الإسلامَ، فإذا بدينِ مُحمّدٍ راسخ الجذور؛ بَعْدُ؛ في بُخارى، وأخضَعَ طُرخانُ سَمرقندَ لقُتيبةَ أيضاً، ولكنَّ رعاياهُ الناقمين عليه مالبثوا أنْ خَلَعوهُ، وتَمَرَّدَ خَلَفَهُ "غورك: غوزك" أوَّلَ الأمرِ على المسلمين، ولكنَّ قُتيبةَ اضطرَّهُ إلى الإستسلام بعد حِصارٍ طويلٍ، ومع أنّهُ احتفظَ بعرشِهِ، فقد كان عليهِ أنْ يقْبَلَ حامِيةً عربيّةً، ومن ذلك الحين ثًبتتْ دعائمُ الإسلام، بالرغْمِ من بعْضِ الاضطراباتِ في كِلتا المدينتين اللتين أصْبَحَتا في ما بعد مِن أعظمِ حُصُوْنِهِ شأناً في آسيا الوسطى، ومن هُناكَ اندفعَ قُتيبةُ في اتجاه الشرقِ قاصِداً فرغانة..سنة 94 هـ/ 713م.."[18].

يُدَلِّسُ بروكلمان في هذه السُّطور فيَصِفُ قُتيبةَ بصِفةِ الانتهازيّ الْمُستغِلِّ لِلمُنازعاتِ الداخليةِ، ويَصِفُ طرخانَ المسلمينَ التُّرْكِ بقِلَّةِ الْخِبْرَةِ، ويُصوّرهُ وكأنّما أسْلَمَ نِفاقاً بعدَما نالَ الإمارةَ، وهذا تعَسُّفٌ غيْرُ نَزيْهٍ صدَرَ عن كاتبٍ حاقد لم يشرح اللهُ صدرهُ للإيمان، ولو شُرح صدرهُ لفرّق بين الْمُسلِمِ والمنافِقِ.

وَعَنْوَنَ بروكلمان القِسمَ الثاني من كِتابه بعُنوان: الإمبراطوريّةُ الإسلاميّةُ وانحلالُها ص: 173، ووَضَع تحت هذا العُنوان عَناوينَ فرعيّةً؛ أوَّلُها: العباسيون الأوَّلُونَ ص: 175-211، وثانيها: انحلالُ الْخِلافةِ ونُشوءُ الدُّويلات ص: 212-258، وثالثُها: الْفُرْسُ والتُّرْكُ ص: 259-284، ورابعُها: الإسلامُ في الأندلُسِ وشمَالِ إفريقيا ص: 285-344، وخامسُها: الشرقُ الأدنى في عهدِ الصَّليبيين وقِيام دولةِ المماليك في مصر ص: 345-374، وسادسُها: الأتراكُ والْمغولُ: انقضاءً الْخِلافةِ ص: 375-398.

يَغمِزُ بروكلمانُ من قناةِ التُّركِ لدى تأريْخِهِ لأقدَمِ الْمَمالِكِ التُّركيَّةِ في آسية الوُسطى، وآسية الشرقيّةِ حيثُ يقولُ: "وكانت الحياةُ القوميَّةُ تتجَلَّىْ عِندَهُم، أقوىْ ما يكونُ، في الأعيادِ وما كان يُرافِقُها مِن طرَدٍ ومن غزْوٍ وسَلْبٍ.. ص: 260-261.

وَيَظْهَرُ حِقدُ بروكلمان على الأتراكِ في طيَّاتِ حديثِهِ عن انْهِيارِ الدَّولةِ السَّامانيّةِ (261- 389 هجري/ 875 – 999م) ص: 266 حيثُ يقولُ: "وأخيرًا انتهى أمْرُ السَّامانيَّةِ نتيجةً لِلآفةِ نفْسها التي قضَتْ على العباسيين، ذلك أنَّهُم انتهَوا إلى ما انتهى إليه العباسيون من الاعتمادِ على الأتراكِ، كَمَصْدَرٍ لا يزالُ بعيداً عن النُّضُوبِ، في إمدادِ جيوشِهم بالعناصرِ الجديدة، بلْ لقدْ ذهَبَ السَّامانيون من هذهِ الناحية إلى أبعَد، لِمَا كان في حوزتِهم من البِقاع الشاسِعةِ الآهِلَةِ بالأتراكِ، والواقع أنَّ الأتراك ما لَبِثوا أنْ نَفَذُوْا تدريجيًّا ، شأنُهم في بغداد، إلى الرُّتبِ العُليا في الجيش السَّامانيّ، ومِن ثَمَّ انتقلوا إلى الإدارة المدنيّةِ حيثُ أمسَوا بعْدَ بُرهةٍ وجِيزةٍ خَطَراً على الدَّولةِ بسببٍ من السُّلطاتِ الواسعةِ التي آلَتْ إلَيْهِم.. في الفترة: 343 – 350 هـ/ 954-961م" ص: 266.

هكذا يُحَمِّلُ بروكلمانُ الأتراكَ مسؤوليةَ انهيارِ الْخِلافةِ العباسِيَّةِ وانهيارِ الدويلة السَّامانية مُتجاهِلاً ما فَعَلَهُ الباطنيون من مُؤامرات شكّلت الأسبابَ الأساسيةَ الأولى في الانْهيارِ.

 

ولدَى حديثِ بروكلمان عن محمود بن سُبكتكين الغزنوي، يقولُ بروكلمان: "ومهما يَكُنْ من أمرٍ فقد نالَ محمودٌ اعترافَ الخليفةِ الرَّسْمِيِّ بدَولتِهِ، وكانتْ لاتزالُ مُفتقِرَةً إليه، ولُقّبَ كذلك بِيَمِين الدَّولةِ. ص: 267، .. ولكنَّ ذلك الْجُنديّ الجافِي كان أبعَدَ ما يكونُ عن العداوةِ لِفُنونِ السِّلْمِ، فقد زَيَّنَ عاصِمَتَه بالأبنيةِ الفخمةِ مُنتزِعاً عَتبات مَسجدِهِ وقصْرِهِ من أصنامِ هيكلِ سُومَنات الْبَرْهَمِيّ في كُجُرات بعد أن انتهَبَهُ سَنة 416 هـ/ 1026م. ص: 268،(...) وكان محمودٌ بوصْفِهِ تُرْكِيًّا، غيورًا على السُّنَّةِ، ومِن هنا آثَرَ الأدبَ العربِيَّ على الأدبِ الفارسِيّ الذي كان حَمَلَةُ لِوائهِ من الشِّيْعَةِ في الأعَمِّ الأغلبِ، والواقِعُ أنَّهُ شَنَّ حرْباً على أهلِ البِدَعِ جميعاً، فلَمْ يكتَف باضطهادِ الإسماعيلية، وهم أكثرُ الشِّيعةِ تطرُّفاً ومُغالاةً، بل عدا ذلك إلى اضطهادِ الفُقهاءِ من أصْحاب النَّزْعَةِ الاعتزاليّةِ، والذي لاشكَّ فيه أنَّهُ لم يَفْهَمْ إلاّ قليلاً من كِتابِ (اليَميني) الذي تغَنَّىْ فيه العُتبِي، صاحِبُ البريد في كَنْج رُستاق، بمآتِيْهِ وبُطولاتِهِ. ذلك بأن هذا الكتاب يُعَدَّ من النَّماذجِ الأولى لذلك الأُسلوب البلاغيّ التَّافِهِ إلى حدٍّ مُثيرٍ للاشْمِئزازِ، الْمُثقل بالْمُحَسِّناتِ البديعيّةِ، الذي تطرّقَ في عَصْرِ الانحطاطِ هذا، من كتاباتِ دواوين الفُرسِ إلى كُتُبِ التاريخ العربية، والذي أوْرَثَ الإطنابَ في الشَّرقِ سُمعةً غَيْرَ صَالِحَةٍ. ص: 269.

ولَمْ يَكُنْ محَمود بقادرٍ على أنْ يَفْهَمَ شيئاً من شِعْرِ الفِردَوسيِّ، شاعِرِ الفُرسِ الملحميّ الأكبر، الذي سعى على غير طائلٍ إلى كَسْبِ عطفِهِ، ونَيْلِ الْحظوةِ عندَهُ، وكان واحداً من رَعاياهُ.. ص: 270. . ولقد رَفَعَ الفِردوسيُّ ملحمتَهُ هذه إلى سيّدِ بلادِهِ السُّلطان محمود، بعْدَ أنْ مَجَّدَهُ في مواطِنَ كثيرةٍ منها: ذاهِباً إلى أنَّهُ أشدُّ الْمُلوكِ بأساً وأرأفُهُمْ بالعِبادِ. وطال انتظارُ الشاعِرِ لِلجائزةِ الْمَرْجُوَّةِ، حَتَّى إذا تَحرَّكَ السُّلطانُ للانعامِ عليهِ لَمْ تَجُدْ كَفُّهُ بغير هِبَةٍ حَقيرةٍ. فكانَ جوابُ الفردوسيّ هِجاءً لاذِعاً قدَّمَ بهِ لِملحَمَتِهِ الخالِدة، مُعارِضاً أبياتها التي تَمدَحُ السُّلطانَ، ولكي يَنْجُوَ الفِردوسيُّ من غضبِ محمود اتَّخَذَ سَبيلَهُ في اتِّجاهِ الغربِ قاصِداً بلاطَ بَهاءِ الدَّولةِ البُويْهِيّ في بغداد.. ص: 270-271.

هكذا يَتحامَلُ بروكلمانُ على محمود الغزنوي، فيَصِفُ الْمُجاهِدَ الشُّجاعَ بالجندي الجافِي، ويتَّهِمُهُ باضطهادِ الإسماعيلية، واضطهادِ الفقهاء من أصحابِ النزعة الاعتزاليةِ التي يروِّجُ لها أعداءُ الإسلام، ويدَّعِي أنَّهُ لم يفهمْ إلاّ قليلاً من كِتابِ (اليَميني)، ويقولُ بروكلمان: ولم يكن محمود بقادرٍ على أن يفهَمَ شيئاً من شِعر الفردوسي ، وكأنَّ بروكلمانَ يَعْلَمُ الغيبَ، ويستطيعُ معرفةَ مافَهِمَهُ الغزنويُّ وما لم يفْهَمْهُ رغمَ الفاصِلِ الزَّمَنِيّ الذين يفصِلُ بينهما بالإضافةِ إلى حواجزِ اللغةِ والدينِ والعُرفِ والعادات التي يفهمُها الغزنويُّ المؤمنُ أكثر مما يفهمُها بروكلمان وأمثالُهُ، وفي هذه العبارات المسمومةِ أدِلَّةٌ على تَجَنِّيْ بروكلمانَ الناتجِ عن حِقدِهِ على أهْلِ السُّنَّةِ والْجَمَاْعَةِ من الأتراكِ وغيرِهِم، وفيها أدلّة على عطفِهِ وتعاطُفِهِ مع أهلِ البِدعِ والأهواءِ لأنَّ الكُفْرَ مِلَّةٌ واحِدةٌ.

والْحقيقةُ: أنَّ محمود الغزنوي لم يقبَلْ أكاذيبَ الفِردوسيّ الذي صاغَ الأساطيرَ والأكاذيبَ بِنَفَسٍ فارسِيٍّ شُعوبِيٍّ نِكايةً بالعربِ والأتراكِ ليرفعَ من شأنِ الفُرسِ، ويحطَّ من شؤون الآخرين، ولذلك قَبِلَ أساطيرَهُ الشُّعوبيون القدماءُ والمعاصرون، ورَفَضَها الآخرون غير الشعوبيين، ورَفْضُ الأساطيرِ شَيءٌ، وعَدَمُ الفَهْمِ شيءٌ آخرُ، وإنْ يكُنْ قد حَصَلَ شيءٌ من عَدَمِ الفَهْمِ – في هذه المسألةِ - فهو عَدَمُ فَهْمِ بروكلمان لِلحقيقةِ التي أدركَها محمود الغزنوي، وعَجِزَ أو تعاجزَ عن فَهْمِهَا بروكلمان الذي قالَ بِحَقِّ الغزنويّ : لم تجُدْ كفُّهُ بغير هِبةٍ حَقيرةٍ ، وهذا تحامُلٌ على الغزنويّ الْمُسلِمِ السُّنِّيّ، وانحيازٌ إلى الفِردوسيّ الشُّعوبِيّ الذي كَشَفَ دعاياتِهِ الكاذبة التي رَوَّجَتْ للإِخْمِينيّةِ الوَهْمِيَّةِ التي مَجَّدَها الشُّعوبيون، وكَشَفَ زِيْفَهُمْ وزِيْفَ مُؤيديهِمْ من الْمُستشرقين الكاتِبُ الإيرانِيُّ المعاصِرُ ناصر بوربيرار[19] في كُتُبِهِ الصادرة حديثاً في إيران.

أما حديثُ بروكلمان عن السَّلاجقةِ فهو غيرُ نزيهٍ حيثُ يتحَامَلُ على الأتراكِ وأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ خاصّةً بنفسِ الوقتِ إذْ يقولُ: "فحَوالي سنة 359 هـ/ 970م خرج سُلجوق مقدَّمُ الغُزّ مع عشيرتِهِ من بادية القرغيز إلى جَنْد حيثُ يَصُبُّ نهرُ سيحون في بُحيرةِ خوارزم (أرال) ومِن ثَمَّ انتقلوا إلى بُخارى، ويتألفُ الغزُّ الذين دُعُوا أيضاً التُّركمان بَعْدَ دُخولِهِم في الإسلام من مَجموعةٍ من العشائرِ الكُبرى الَّتِي أَسَّسَت الْمَمْلكَةَ الشّماليةَ في القَرنِ السَّادسِ، وما فَتِئَتْ تَتَنَقَّلُ مُنذُ ذلك الْحِين في اتّجَاهِ الْغَرْبِ حتى إذا اعْتَنَقَ هؤلاء الأتراك الإسلامَ انْحازُوا إلى السُّنَّةِ التي كان فَحْوَى مُعْتَقَدِهَا الواضِحُ الرَّصِينُ يتلاءَمُ وعُقولِهم الْبَسِيْطَةِ، فأقبلوا عليها واعتنقوها بكُلِّ ما في نُفُوسِهِم الْفَظَّةِ من قُوَّةٍ وحَماسَةٍ.. ص: 271-272.

مَعَ أنَّ عُقُوْلَ البَشَرِ مُتشابِهَةٌ فإنَّ بروكلمانَ يتَّهِمُ العَقلَ السُّلجُوقِيَّ بالبَسَاطَةِ، ويَتَّهمُ السَّلاجقةَ بالفَظاظةِ، وهذا الْحِقْدُ مَوروثٌ لدَى أعداءِ الإسلامِ مُنذُ انتصارِ أَلب أرسلان السُّلجُوقيّ في معركَةِ ملازْكِرد، وأسْرِهِ الإمبراطور "رومانوس ديوجينيس" " ROMANOS DIOGENES" سنة 463 هـ/ 1071م، ولايصِفُ بروكلمانُ البويهيينَ والعُبيديينَ (الفاطميين) بِمثْلِ هذه الصِّفاتِ القبيحَةِ بَلْ يَتعاطَفُ مَعَهُم، وهذا دليلٌ على عدَمِ نزاهتِهِ. ولا يتورَّعُ بروكلمانُ عن الإساءَةِ إلى رسولِ الله مُحمّدٍ صلى الله عليه وسلم حِينما يتحدَّثُ عن الغزالي[20]. ص: 275. وهذا دليلٌ على نفسِيَّتِهِ المريضة.

ويَتَّضِحُ جَهْلُ بروكلمان بالأدبِ الإسلامِيّ الذي يتضَمَّنُ النصائِحَ، فيَتَّخِذُ من جَهْلِهِ ذريعةً لتلفيقِ التُّهَمِ لِلسَّلاجقةِ حيثُ يقولُ: "ونحن مَدينون للوزير نظامِ الْمُلك برسالةٍ رائعةٍ كَشَفَ فيها النِّقَاْبَ عن مَساوئ الإدارة في الامبراطوريّةِ السُّلجوقيّةِ (..) قُبَيْلَ وفاتِهِ سنة 485 هـ/ 1092م (..) والواقع إنه يُحذِّرُ السلطانَ من تدَخُّلِ أصدقائه الشَّخصيين تدخُلاً غيرَ مسؤولٍ في شؤونِ الدَّولةِ.. إلخ. ص: 280.

يحتالُ بروكلمان كي ينتقدَ السلاجقة وغيرَهم من المسلمين، لأنَّ نصائِحَ نظامِ الْمُلكِ لأمراءِ السَّلاجِقَةِ كَثيرةٌ، وإسداءُ النصيحةِ لا يقتضي وُجودَ الفسادِ حَسْبَمَا تَخيَّلَ بروكلمان الذي خرَجَ عن السِّياقِ التاريخيِّ لِيربطَ بَيْنَ العباسيين والسلاجقةِ والعثمانيين بِتلفِيْقِ تُهمَةِ الارتزاقِ لِلْمُجاهدينَ المسلمين حَيثُ يقولُ: "وهو (نظامُ الْمُلكِ) يُعَرِّفُنَا فِي الْحَقْلِ العَسكري بحقيقةٍ هامّةٍ هي وُجُودُ الْجُيوشِ الإقطاعِيَّةِ إلى جانِبِ الْمُرتزقةِ (..) فقدْ كانتْ قائِمةً على كلِّ حالٍ في عَهْدِ العباسيين؛ ولًوْ في شكلٍ استثنائِيّ، والمفروضُ أنَّها لم تُعْرَف في الدَّولةِ الغزنويّةِ، أمّا في عَهْدِ الأتراكِ في الغرب وبخاصَّة العُثمانيين، فقد انتهتْ هذه الظاهرةُ إلى أنْ تكونَ أساساً لِبِناءِ الدَّولةِ كُلِّهِ(...) ص: 280-281.

ويُتحِفُنا بروكلمانُ بكذبةٍ تاريخيّةٍ حيثُ يقولُ: "حتى إذا كانتْ سنة 485 هـ/ 1092م أنفذَ الْحَشَّاشُوْنَ حُكْمَ الموتِ في نِظامِ الْمُلكِ، وإنْ يكُنْ ثَمَّةَ مَجالٍ للاعتقادِ بأنَّ السُّلطانَ نفْسَه كان على عِلمٍ بالمؤامرةِ بعد أنْ بَلَغَ سِنَّ الرُّشدِ وضاق ذَرْعاً بِنُفوذِ وزيرهِ الْمُتعاظِمِ، وسُلطانِهِ الْمُطلَق (..). ص: 283.

كُلُّ مَنْ درسَ التاريخَ السلجوقيّ بنزاهةٍ يَعْلَمُ مدَى العَداءِ المستحكم بين ملكشاه والحشاشين، ومَدَى إخلاصِ الوزيرِ نظام الملك لملكشاه، وهذه الْمُسلّماتُ التاريخيةُ لاتَدَعُ مَجالاً لِتصدِيْقِ هذهِ الأكاذيب السَّمْجة التي لَفَّقَها بروكلمان دُونَما رادعٍ من ضميرٍ أو دين.

 

ويُتابِعُ بروكلمانُ كَيْلَ التُّهَمِ في تناوُلِهِ لِمَوضوعِ "الأتراك والمغول: انقضاء الخلافة" ص: 375-398. فيقولُ: "ولئن كان الأتراكُ قد أوْقَعُوا أعظمَ الأذى خِلالَ قُرُونٍ مُتطاولةٍ من سُوءِ الإدارةِ بِحَضارَةِ إيرانَ والعراقِ التي بلغتْ في يومٍ  غايةً ما بَعْدَهَا من الازدهارِ، فقدْ كانَ من نصيب أنسبائِهِم التَّتارِ أو المغولِ في مُستهلِّ القرنِ الثالث عشر القضاءُ نِهائيًّا على تِلكَ الحضارة (..) ولَعَلَّ العوامِلَ الاقتصاديةَ قد لَعِبتْ دوْراً كَبيرًا في هذا الاجتياح المغوليّ، شَأنُها مِنْ قَبْل في ما يَتَّصِلُ بِخُرُوْجِ العربِ من بِلادِهم لِفتْحِ العَاْلَمِ (..).

هذا افتراءٌ استشراقيٌّ ناتِجٌ عن الْحِقْدِ أو الْجَهْلِ، وكِليهما مَذَمَّةٌ لِلمُؤرِّخِ، لأنَّ خُروجَ المسلمينَ العربِ من الجزيرة كان لِتبليغِ الرِّسالةِ الإسلاميّةِ، وليس من أجْلِ المكاسِبِ الاقتصاديّةِ، ولَئِنْ دَمّرَ المغولُ الحضارةَ الإسلاميةَ التركية والعباسيةَ، فقد نَشَرَ المسلمونَ حَضارةً أنقذت البشريَّةَ، أمّا السَّلاجقةُ الأتراكُ فقد بَنَوْا حضارَةً كانت منارَاتُها المدارسُ النِّظامِيَّةُ في عُموم أنحاءِ بُلدانِ الْخِلافةِ الإسلامية العباسية، وتُعتبرُ محاولاتُ بروكلمان للربطِ بين السلاجقة والمغولِ برِباطٍ واحِدٍ نوعاً من أنواعِ التَّلفِيقِ غير المقبولِ لدى المؤرخين المنصفين.

ويستغلُّ بروكلمانُ هَمجيَّةَ جِنكيز خان لِيكيلَ التُّهَمَ للأتراكِ بِشْكلٍ عامّ، فيقولُ: "ولكنَّ الفَضْلَ في جَمْعِ شَمْل المغول (..) إنما يرجعُ وِفْقاً لما جَرَتْ به سُنَّةُ التاريخ إلى شخصيّةٍ قويّةٍ هي هُنا شَخصيَّةُ جنكيز خان الذي استطاع أنْ يجتاحَ بجحافِلِ المغولِ بُلدانَ التَّمَدُّنِ القديم في وَحشيَّةٍ مُدمِّرَةٍ، مُتعطِّشَةٍ إلى الدَّم، عُرِفَ بِها هذا العِرْقُ وكانتْ له طابعاً. ص: 275-276.

هنا يتجاهَلُ بروكلمانُ موضوعَ تَشَيُّعِ هُولاكُو الذي ذَكَرَهْ ابنُ شاكر الكُتُبِيْ، وَتَحريْضِ نَصير الطُّوسِيّ وابنِ العَلْقميّ لهولاكو ضِدَّ الخلافةِ العباسيّةِ الإسلاميّةِ السُّنِّيَّةِ، كما يتجاهَلُ التواطُؤَ بين المغولِ والبيزنطيين والبابويّةِ والباطنين ضدَّ المسلمين السُّنَّة.

 

ولدَى حديثِهِ عن شاهات خوارزمَ يقولُ بروكلمان: " وكان الجزءُ الشرقِيُّ من إمبراطوريةِ الْخُلفاء السَّابقةِ، قد أمسَى، بعدَ سُقوطِ السَّلاجقةِ، أُلعُوبَةً في أيدي الْمُتغلِبينَ الأتراكِ الذين زرَعَتْ حُروبُهُم الْمُتواصِلَةُ الْخَرابَ والدَّمارَ في تِلك البُلدان الْمُتحَضِّرَةِ (...)" ص: 376. ثم يقولُ: " حتى إذا بارحَ سنجر البلادَ شَقَّ أتسِزُّ عَصَا الطاعَةِ من جديد، وحَرَّضَ قبيلةَ قراخِتاي المغولية الباقيةَ على الوثنية؛ على مُهاجَمَةِ سَمرقندَ رغبةً منه في صَرْفِ هِمَّةِ سنجر نَحْوَ الشرق (..)" ص: 376. "وأفادَ أتسزُّ أحسنَ الإفادة من مَصائب سَيِّدِهِ الْمُطْلَقِ " (سنجر) ص: 377.

وهكذا يتحامَلُ بروكلمان على الأتراكِ بصورةٍ عامَّةٍ مُتجاهِلاً فضْلَ السَّلاجقةِ في حِمايةِ الإسلام والمسلمين من أعداء الإسلام، ولا يتورَّعُ عن اتِّهامِ المسلمين الخوارزميّةِ[21] بتُهمةِ التَّعاوُنِ مع الوثنيين ضِدَّ ذويهم المسلمين.

 

ويقولُ بروكلمانُ: وفي فارِسَ، احتكَّ خوارزم شاه بِمنطقةِ نُفوذِ الْخليفةِ العَبَّاسِيّ الناصِرِ لِدينِ اللهِ" (1180-1225) م[22]، ص: 379، ولم يَكَدْ تكش يُشْغَلُ في الشَّرقِ حتى سار وزيرُ الخليفةِ (مؤيَّدُ الدِّين مُحمَّد بن عليّ المعروفُ بابن القصَّاب) إلى خوزستانَ والأقاليمِ الفارسيّةِ الْمُجاورَةِ ففَتَحَها، حتّى إذا تَمَّتْ لِتكش الْغَلَبَةُ على أعدائهِ في الشرق سنة 592 هـ/ 1196م انقلَبَ إلى الغَرْبِ فاستَرَدَّ ما كان فَقَدَهُ؛ حَتّى تُخومِ خوزستان، وفي سنة 611 هـ/ 1214م تقدَّمَ الخليفةُ شَمالاً نحو بلادِ الجبال؛ وكانتْ قد استَبَدَّ بِها مَملوكٌ اسْمُهُ: منكلي، فَحرَّضَ الخليفةُ عليه أحَدَ أصحابِهِ؛ أُوْزبك بنَ البهلوان[23] صاحِبَ آذربيجان؛ وكان منكلي قد أوحَشَهُ، فهَزَمَ منكلي وقتلَهُ؛ مُقِيماً مكانَهُ أوغلُمِش مَملوكَ أخيه؛ حتى إذا سعى هذا إلى عَقْدِ حِلْفٍ مع علاء الدين محمد الثاني بن تكش؛ عَهدَ الناصرُ إلى أحدِ الحشاشين في قَتْلِهِ؛ فتَمَّ له ما أرادَ. وهنا عَقَدَ علاءُ الدين العزمَ على أن يقوِّضَ سُلطان خَصْمِهِ العنيد، فدَعا سنة 614 هـ/ 1217م إلى مؤتمرٍ دِينِيّ لِتقريرِ أحقِيَّةِ العَلويين بالخلافةِ، وكان أتْباعُهُم لا يزالون يملؤون فارسَ من أقصاها إلى أقصاها، ثُمَّ أنَّ اختيارَهُ وقَعَ على علويٍّ من تِرْمِذَ يُدعى علاءُ الملك كمُنافسٍ للخليفة، ومن ثَمَّ شرعَ في إعداد العُدَّةِ لِفتحِ بغداد؛ ورَفْعِ علاء الملك إلى عرشِ الخلافةِ، واتَّفَقَ أنْ هَجَمَتْ جَحافِلُ الشتاءِ في ذلك العام قَبْلَ مِيقاتِها المعلوم بِمُدَّةٍ صالِحَةٍ؛ فاضطُرَّ إلى أنْ يرجعَ من حيثُ أتى، وقَبْلَ أنْ يُوفَّقَ إلى إنفاذِ خُطَّتِهِ في العام التالي نزلتْ بالبلادِ الإسلامية كارثةٌ مَهولةٌ قلبت الوضْعَ السياسِيَّ رأساً على عَقْبٍ." ص: 380- 381.

هكذا وبِبَساطَةٍ يُزيّفُ بروكلمانُ التاريخَ، ويُحوِّلُ المسلمينَ السُّنَّةَ إلى مُتآمِرينَ بِمَا فيهِم الخليفة الذي يَتآمرُ مع الْحَشَّاشين على حَدِّ زعْمِهِ، ويَتَّهِمُ الأتراكَ بالتآمُرِ على الخلافةِ مع الباطنيين، ويدَّعِي أنَّ الباطنيينَ كانوا يَملؤونَ فارسَ مُتجاهِلاً حَقيقةً تاريخيّةً وهي أنَّ فارسَ وما وراءَ النهرِ كانت الأكثريَّةُ والْغَلَبَةُ فيهما لأهلِ السُّنَّةِ والجماعة، والذي تَمَّ من تغيير ديموغرافي حصَلَ نتيجةَ المجازِرِ المغوليّةِ الباطِنِيَّةِ بأوامِرِ نَصيرِ الطُّوسِيِّ وهولاكو، ثُمَّ أثناءَ حُكْمِ تيمورلنك ثُمَّ الصفويين.

 

ويقولُ بروكلمان: مات ييسوكاي سنة 562 هـ/ 1167م وترَكَ ابنَهُ تموجين (جنكيزخان) يتيماً، واستطاعَ تموجين "أنْ يجمَعَ حولَهُ نفَراً من الْمُغامِرينَ ويَخْرُجَ على رأسِهِمْ لغزْوِ العشائِر الأُخرى التي تربِطُها بعشيرتِهِ صِلَةُ النَّسَبِ"، (وبعد الحروب الصِّينيَّةِ المغوليّةِ) "بدا لتموجين الْمُغامِرِ أنْ يُشارِكَ في هذا الصِّراعِ مُستَهِلاًّ حَياته السياسيّة بالْمُطالبةِ بثأرِ الْمَغول، الذين خَلَعَ اسْمَهُم على أتْبَاعِهِ، ومِنْ ثَمَّ على شَعبِهِ برُمَّتِهِ (...) وكانَ بين أصحابِهِ هؤلاء ثلاثَةُ نَفَرٍ من الْمُسلمين؛ أغلَبُ الظَّنِّ أنَّهم من التُّجَّار الفُرْس (...) والحقُّ أنَّ اثنين مِنهم رافقاهُ فترةً طويلةً في حَمَلاتِهِ العسكريَّةِ، ولَعَلَّهُما أشارا عليه بشؤونٍ كثيرةٍ تَتَّصِلُ بتنظيمِ إمبراطوريته (...) وفي سنة (602-603 هـ) 1206م تمّ له إخضاعُ قبيلةِ النايمان النصرانية القويّة في منغوليا الغربية، وفي ذلك الوقت خَلَعَ عليه أحَدُ الكُهّان الشامانيين لَقَبَ جنكيز خان الملكي..." ص: 382-384. "

وبعد فَتْحِ بكين وجَّه جنكيز خان سنة 612 هـ/ 1215م ابنَهُ جُوجي نحوَ الغرب لِيُقاتِلَ قبائِلَ الْمِركيت الذين كانوا حُلفاءَ للنايمان (...) وفيما كان جُوجي يقومُ بهذه الحملة التقى جيشاً كان خوارزم شاه (محمدٌ) قد سَيَّرَهُ لإخضاعِ قبيلةِ القفجاق جيرانِ الْمِركيت (...) وأياًّ ما كان فقَدْ ارتأى خوارزم شاه أن يُوفدَ إلى جنكيز خان بعثةً يَستطلِعُ من طريقِها موارِدَ العدُوِّ وعُدَّتِهِ. أما العلاقاتُ التجاريَّةُ بين الإمبراطوريتين فليس من شَكٍّ في أنَّها كانتْ قائمةً قَبْلَ ذلك.

ولكن الذي لا سبيل إلى فَهْمِهِ هو سُلوكُ خوارزم شاه، ذلك السلوكُ الغريبُ أثناءَ النِّزاعِ الذي نَشَبَ سنة 615 هـ/ 1218م، ففي ذلك الحين مَثلَ بين يديه، في ما وراء النهر ثلاثةُ تُجَّارٍ مُسْلِمين أوفَدَهم إليهِ جنكيز خان، ومعَهم هَدايا عظيمةُ الْمِقدارِ للسَّلامِ عليه بوصْفِهِ (ولده الأثير عندَه) وهو تَعبيرٌ يُفيدُ في لُغةِ ذلك العَصْرِ الديبلوماسية معنى التَّبَعِيّة. وتذهَبُ الْمَصادِرُ التي بين أيدينا إلى أنَّ الشاهَ لم يُعَبِّرْ عن استيائِهِ من ذلك إلا بعْدَ مُثُولِ الرُّسُلِ بَيْنَ يَديهِ. وأياًّ ما كان، فنَحْنُ نَشكُّ في أنَّ مقتلَ السُّفراءِ على الْحُدودِ ونَهْبَ قوافلِهم كان يُمْكِنُ أنْ يَتِمَّا مِن غير عِلْمِهِ، وهو الذي عادَ فأعْمَلَ السّيفَ في رقابِ رُسُلٍ آخرين وفَدُوا عليه في بِعثةٍ جَديدةٍ، وكان حَقاًّ عليه إِكْرَاْمُهم والتَّلَطُّفُ في مُعامَلَتِهم.

جَمَعَ (جنكيزخان) نُخبةَ جَيشهِ وسارَ بِها بنفْسِهِ يُرافِقُهُ أولادُهُ إلى خوارزمَ، فاضطرَّ أميرا القارلوق والألماق المسلمان إلى الْمُسارعةِ لِنجدَتِها. وكان الْمَوْقفُ يَقتَضِي خوارزمشاه مُحمَّد حَشْدَ قواتِ امبراطوريَتِهِ كُلَّها في الميدان، ولكِنَّهُ أهْمَلَ ذلك في غباءٍ لا نكادُ نَجِدُ له تأويلاً (...) وبَعْدَ سُقوطِ سَمرقندَ وبُخارى "كان آخرُ مَلجأٍ فزعَ إليه جزيرةً صغيرةً في بَحْرِ الخزرِ، وكان طالِبُوْهُ من المغول قد أيِسُوا من اللحاقِ بِهِ، فعادُوا عنه. وهُناكَ توفي ( ذو الحجة 617 هـ) في 11 كانون الثاني سنة 1221م، فَخَلَفَهُ ابنُهُ الأكْبَرُ جلال الدين مَنْكبُرْتي". ص: 386. وقتلَ رَجُلٌ كرديّ جلالَ الدين (18 شوال 628 هـ) في 16 آب سنة 1231م.

 

وأوردَ بروكلمانُ القِسْمَ الثالثَ من الكِتاب تحتَ عُنوان: الأتراكُ العُثمانيون وحضارتهم ص: 399، وتفرَّعَ عن هذا القِسم عُنوانٌ فرعِيّ هو: نُشُوءُ الإمبراطورية الفارسية الجديدة ص: 492-506. وتَحَدَّثَ عن إخضاعِ الأُوزبك ص: 497، فقالَ: "فلَمَّا تَمَّ للشاه إسماعيل (الصفوي) إخضاعُ بلادِ الفُرْسِ كُلّها بهذه الطريقة، لم يَبْقَ أمامَهُ من عدُوٍّ غَيْرُ العُثمانيين في الغربِ والأُوزبكِ في الشَّرق (...) أما قبيلةُ الأُوزبك التُّركيّةِ فكانتْ قد استولتْ على الأمرِ في تُركستان بزعامَةِ الخان مُحمّد شيباني الذي تَمَرَّسَ بفَنِّ القِتالِ في الحروب التي نشبتْ بينَ أُمراءِ المغول في البلاد، وفي سَنة 899 هـ/ 1494م قضَتْ هذه القبيلةُ على بقايا التيموريين في خُراسانَ وهراةَ لِتُصْبِحَ بذلك مُتاخِمَةً لِلدَّولةِ الفارسِيّةِ. ولَسْنَا نَسْتَطيعُ أنْ نُقَرِّرَ؛ في يقين؛ ما إذا كان شيباني – وهو من أنصار السُّنَّةِ الرَّاسِخين – قد استَفَزَّ إسماعيلَ (الصفوي) بدعوتِهِ إلى الرُّجوعِ إلى أحضانِ السُّنَّةِ، أمْ لا؟

ولكن الذي يبدو ثابتاً مُحقَّقاً أنَّهُما تبادلا، وفقاً لما جَرَتْ به العادةُ في ذلك العصر، رسائِلَ في هذا الموضوع كانتْ لَهجتُها تزدادُ شِدَّةً وقسْوةً مع الأيام.

أما السَّببُ المباشرُ الذي أدَّى إلى نُشوبِ الحربِ بينَهُما فكان غَزْوَ الأوزبك لِمُقاطعةِ كرمانَ الفارسيّةِ، وفِي سَنة 916 هـ/ 1510م جَرَّدَ إسماعيلُ ابتغاءَ الانتقامِ حَمْلَةً على الشرقِ أتاحَتْ له في الوقت نفْسِهِ زيارةَ ثاني الأماكِنِ المقدَّسَةِ الكُبرى عندَ الشِّيعةِ، أعني ضريحَ الإمام علي الرضا في مدينة مَشهَد، فلما كان اليوم الأوَّل أو الثاني من شهر كانون الأوّل التقى جَمعاهُمَا عند "طاهر آباد" قُرْبَ مَرو فدارَتْ الدائرةُ على شيباني وسَقطَ صَريعاً[24]، ومن الجديرِ بالذِّكْرِ أنَّ إسماعيلَ بَعَثَ بِجُثَّتِهِ مُحنَّطةً إلى السُّلطان بايزيد في حين وَضَعَ جُمْجُمَتَهُ في غِشاءٍ من الذَّهبِ لِيَتَّخِذَ منه كأساً لِلشَّرابِ، ولكنَّ هذهِ الهزيمة لَمْ تقضِ على الأُوزبك (...)". ص:497- 498.

وَخَلَفَ طَهماسبُ أباهُ إسماعيلَ في سنة 930 هـ/ 1524م وهو في العاشرة "والواقع أن عُبيد خان بن شيباني خان شَنَّ ما لايَقِلُّ عن سبْعِ حَملاتٍ على بلادِ الفُرْسِ ابتداءً من سنة 931 هـ/ 1525 حتى وفاته سنة 947 هـ/ 1540م، وكان من نصيبِ هراةَ أنْ تُعانِيَ أكثرَ من أيِّما مدينةٍ أُخرى باستثناء مشهد المقدّسة، من غاراتِ أهْلِ السُّنَّةِ الْمُتَعَصِّبين الذين اضطهدُوا الشِّيعةَ اضطهاداً مُتواصِلاً عنيفاً .." ص: 499.

وهُنا يُسيءُ بروكلمانُ لأهل السُّنَّةِ والجماعةِ ومِنهم الأُوزبك، ويتعاطفُ مع الشِّيعةِ ولاسِيَّما أنَّهُ يتحدَّثُ نقلاً عن سفارة "فنسنتو دى أليساندري" سَفِيْرِ البُنْدُقيّةِ في بلاطِ الشاه طهماسب الذي مات سنة 984 هـ/ 1576م، بعدما قضى حياته متآمراً ضدَّ العثمانيين مع الروس والأوروبيين.

 

وتحت عُنوان: عصرُ الزّهوّ في فارس، يقولُ بروكلمانُ: "والحقُّ إنَّ السنوات الثلاث والأربعين التي استغرقها عهدُ عباسِ الكبير (996-1038هـ) /(1588-1629)م انتهتْ بإيرانَ إلى ذُروةِ قوَّتِها (...) ومن ذلك الحين فرغَ عباس لإقرار الأمنِ في داخِلِ مملكتِهِ، ووقايتِها من عُدوانِ الأوزبك الذين غزَوْا خُراسانَ غيرَ مرَّةٍ، حَتَّى إذا كانت سنة 1006 هـ/ 1598م توفي زعيمُهم الخانُ عبدُ المؤمن، فصار في ميسُورِ عباس أنْ يطردَهم من البلاد، وما هي إلاّ فترةٌ وجِيزةٌ حتى ظَهَرَ في بلاطهِ مُغامِران إنكليزيان – السَّير أنطوني والسير روبرت شيرلي - مكَّناهُ آخِرَ الأمْرِ بِمُساعدة مُختصٍّ بِصِناعةِ الْمَدافعِ كان يصحَبْهُما، من أنْ يُسلِّحَ الجيشَ الفارسيَّ بسلاحِ المدفعيةِ التي كانتْ تَعوزُهُ مِن قَبْل (..). ص: 502-503.

هكذا يُصوِّرُ بروكلمانُ الأوزبكَ بصورةِ الْمُعتدِيْنَ مُتناسِياً ما يقتضِيهِ واجبُهُم الإسلاميُّ نَحوَ أخوتِهم أهلِ السُّنَّةِ والْجَمَاعةِ الذين كانوا يتعرَّضونَ لِلمذابحِ الْجَماعيَّةِ على أيدي الْمُجرمينَ الصَّفويين بالتآمُرِ مع البابويَّةِ وجَميعِ أعداءِ الإسلامِ.

وفي حَديثِهِ تحتَ عُنوان: الدَّولة العُثمانية في دَوْرِ الانحطاط حَتَّى نِهايةِ القَرنِ الثامن عشر ص: 507-533، يُورِدُ عُنواناً فرعِياًّ: فارِسُ في ظِلِّ نادر شاه ص: 525، فيقولُ: "ووَجَّهَ نادر شاه (الأفشاري) هِمَّتَهُ بعدَ الحملة الهندية إلى الْحُدودِ الشَّرقيّةِ من إمبراطوريتِهِ ابتغاءَ إخضاعِ الأوزبك في بُخارى وخوارزمَ، وكان الْهُجُومُ على خُراسانَ دَأبُهُم ودَيْدَنُهم، ولقد وُفِّقَ إلى ذلك من غيرِ ما إراقةٍ للدِّماء، وأعادَ إلى زعيْمِهم (ويُلقّبُ بالخان) سُلطتَهُ على أنْ يكونَ تابعاً إقطاعيًّا له، وأكرَهَهُ على الاعترافِ بأنَّ حُدودَه أصبحت على نَهْرِ جيحون، وفي سنة 1154 هـ/ 1741م جرَتْ مُحاولَةٌ لاغتيالِ نادر في مازندران (...) ص: 527.

يُحمِّلُ بروكلمانُ الأوزبكيين الْمُسلمين السُّنَّةَ مَسؤوليةَ الحروبِ، وكأنَّ الآخرين من الباطنين وأهلِ الأهواء والبِدعِ كانوا حَمائِم سلام. لعل في هذه الشواهدِ التي أوردناها ما يكفي لإثباتِ تحامُل بروكلمان وأمثالِهِ من المؤرخين المستشرقين، وتجنِّيهم على المسلمين السُّنَّة الذين اتخذهم المستشرقون عدواًّ جرّاء الحقدِ الموروثِ الذي يحاولون تستيره بستائر الموضوعية والأكاديمية المزيفة.

 

كي لسترنغ وجغرافية أوزبكستان

 

حظيت أوزبكستان باهتمام الجغرافيين المسلمينوغير المسلمين، والدراساتُ الجغرافيّةُ مَجالُها أضيقُ من أنْ يَسْمَحَ للمستشرقين بالدَّسِّ الرَّخيصِ كما هو الحالُ في الدِّراساتِ التاريخيّةِ، وأفضلُ دليلٍ على ما نقولُ في مجالِ الجغرافيا التاريخيّةِ كِتابُ بُلدان الخلافةِ الشرقية[25] لمؤلفِهِ كي لسترنغ[26] الذي تناوَلَ جُغرافيَّةَ العِراقِ والجزيرةِ وبلادِ الروم في آسيا الصُّغرى، وبلادِ فارسَ، وآسيا الوسطى.

 

فقد تناول لسترنغ في الفصلِ الحادي والثلاثين منطقةَ ماوراءَ النهر إجمالا (نهر جيحون) ص: 476 – 475. وتناولَ خوارزمَ في الفصل الثاني والثلاثين ص: 489 – 502. وتناولَ بلادَ الصُّغدِ في الفصل الثالث والثلاثين ص: 503 – 516. وتناول أقاليمَ نَهرِ سيحون في الفصل الرابع والثلاثين ص: 517 – 532.

 

وأوضَحَ لسترنغ مصادِرَ كتاباتِهِ حوْلَ أوزبكستان في الفصل الأولِ (التمهيد) حيثُ قال: " ويَتناوَلُ الفصْلُ الذي يلِيْهِ أعالِيَ نَهْر جيحون، وصِفَةَ جُملةِ أقالِيم صَغيرة تَمتدُّ من بدخشان فَإلى الغربِ، وتقعُ في شمالِ هذا النهر العظيم، وعلى روافد ضِفَّتهِ اليُمْنَىْ.

وفي هذا الفَصلِ أيضاً وَصَفْنَا إقليمَ خوارزمَ، وهو في جَنوبِ بَحْرِ آرال. وقوامُهُ دلتا هذا النهر، وقصَبَتُهُ القديمةُ أُركنج، وقد أفرَدْنا بعضَ صَفحات هذا الفصلِ لإيضاحِ الْمَجْرَى القديم لِنَهْرِ جيحون المادِّ إلى بَحْرِ قُزوين، وهو موضوعٌ قد كَثُرَ حولَهُ الْجَدَلُ، ووراءَ هذا النهر، فيما بَيْنَهُ وبين سيحون إقليمُ الصُّغدِ، وهو صُغديانا القديم، وفيهِ المدينتان الْجَلِيلتانِ: سَمرقند وبُخارى، وهُما على نَهر الصُّغدِ. وهذا الفصْلُ يَسبقُ آخِرَ فصُولِ الكِتابِ.

أما الفصلُ الأخيْرُ، فيتناوَلُ بالبحثِ الأقالِيْمَ التي على نَهْرِ سيحون من إقليمِ فرغانة، بالقُربِ من تُخُومِ صَحارى الصين، وقاعِدته أخسيكث، إلى الشَّاش، وهي طاشقند الحديثة. كما يتناولُ إقليمَ أسبيجاب في الشمال الغربِيّ. ووراءَ هذا الإقليم ينْسابُ نَهْرُ سيحون حتى يصُبَّ في أعلى بَحْرِ آرال ماراًّ بالتِّيْهِ الصَّحراويّ القارس.

 

يقولُ لسترنغُ: ولم يَذكر البُلدانيون العربُ الأقدمون إلا أخباراً مُختَصَرةً عن هذه الأقاليم الشّماليّة التي في أقاصِي الشّرق فيما وراءَ آسيا الوُسْطى. وتِلكَ الأصقاعُ موطِنُ التُّركِ؛ ولم تُصبحْ ذاتَ شأنٍ إلاّ بعدَ الغزوِ المغوليّ. ومِمّا يُؤسَفُ عليه أنّه لم يَنْتَهِ إلينا مِمّا يُعْتَدُّ به من الأخبارِ عن هذه الْحِقْبَةِ إلاّ النَّزْرُ القليلِ. وفي الغالِبِ لم يُسْعِفنا البُلدانيون العرَبُ في ذلك.

وكانَ لنا العِوَضُ بالمؤلفين الفُرْسِ والتُّرْكِ، ولكنَّ ما انتهى إلَيْنَا مِنْهُم مُشَوَّشٌ لا يُوْثَقُ بِهِ" ص:22.

هكذا يعترِفُ الْمُستشرقُ لِسترنغ بفضلِ العُلماءِ العربِ والمسلمين، ويُقلِّلُ من أهَمِيَّةِ ماوَرَدَ بِخُصوصِ بُلدان أُوزبكستان لدى الجغرافيين والْمُؤرِّخين الفُرْسِ والتُّركِ، ويلومُ العربَ على التَّقصيرِ بِخُصوصِ الْمَناطِقِ التي لم تَكُنْ تحت سُلْطَتِهِم ولاسِيَّمَا في ما وراءَ نَهْرِ سيحون.

ومِن خِلالِ تَتَبُّعِنَا لما كَتَبَهُ لسترنغ في الفصولِ الأربعةِ من كتابِهِ تَبَيَّنَ لنا أنَّهُ اعتَمَدَ اعتماداً أساسِيًّا على المراجِعِ العربيّةِ الإسلاميّةِ التي ذَكَرَها في مُقدِّمةِ كِتابِهِ[27]، وهُنالِك مصادِرُ ومراجعُ اعتمدَها لسترنغُ؛ ولم يذْكُرْها ضِمْن قائِمةِ المصادِرِ والمراجعِ التي أورَدها في مُقدِّمةِ الكِتاب[28].

وَبِما أنَّ كِتابَ بُلدان الخلافةِ الشّرقيّةِ قد نُشِرَ قَبْلَ قَرْنٍ من الزَّمنِ فقد شَاْبَهُ بعضُ النَّقصِ في المعلومات التي لم تكُنْ مُنتشرةً في ذلك الزَّمن، ومع أنَّ الكتابَ اعتُمِدَ ضِمْنَ أُمَّهاتِ الْمَراجِعِ في مَجالِهِ، فقد مَسَّت الحاجَةُ إلى إِعادةِ النَّظرِ في ما تَضَمَّنَهُ من المعلوماتِ لاستدراكِ ما فاتَهُ من مَعلوماتٍ وفَّرَتْها لنا الطِّباعةُ الحديثةُ، وما نُشِرَ من فهارسِ مكتباتِ التُّراثِ الْمَخطوطِ في البُلدانِ العربيّةِ والأعجميّةِ.

 

خلاصة: يتَّضِحُ لنا من استقراء ما كَتَبَهُ المستشرقون أنَّ أكثرَهم يكتبون لِخِدمة الاستعمارِ والتبشيرِ بغير الإسلام، وهُمْ يتحاملون على المسلمين بدونِ إنصافٍ، ويُشوِّهونَ الصُّوَرَ المشرِقَةَ بتضخيمِ الْجُزئيات، وترويجِ الأكاذيب التي افتراها أهلُ الأهواءِ والبِدعِ من أعداءِ الإسلام والمسلمين، ولعلَّ ماذكرناه من تَحامُلِ بروكلمان على أوزبكستان أرضاً وشعباً يُثبتُ عدَم حِيادِهم مع أنَّ بروكلمان استخدمَ ذكاءَه لِيظهرَ بِمظهرِ المؤرِّخِ الْمَوضوعِيّ الْمُحايدِ، ولكِنَّهُ لم يُفوِّتْ فُرصةً من الفُرصِ كي يُسيءَ إلى حَمَلَةِ الرسالةِ الإسلاميةِ ابتداءً برسولِ الله مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ومُروراً بالخلفاءِ الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين رضي الله عنهم أجمعين، وشَمَلَ تَهجُّمُهُ العرَبَ والعَجَمَ من المسلمين الْمُخْلِصين، ولذلكَ وَجَبَ علينا أنْ نكشِفَ السِّتَارَ عن تِلك الادعاءاتِ الْمُغرِضَةِ لَعلَّنا نُوضِح الصُّورَ الْمُشرِقةَ لِدِينِنا وبلادِنا وشعوبِنا الإسلامية.

 

اقتراح توصية

إنّ أوزبكستانَ ذاتُ تاريخ عريقٍ جسّدته مُدنُها[29] وشعوبُها، وقد حظيتْ باهتمامِ العلماء الذين ألّفوا باللغة العربية في القُرون الماضية، ولَكِنَّها لم تَحْظَ بِما تَسْتَحقُّهُ من اهتمامِ المؤرخينَ والجغرافيين العَرَبِ خِلالَ المائة سنة الماضية، فلِذلكَ أقتَرِحُ عَقدَ مُؤتَمَرٍ لِتغطيةِ ما شَهِدَتْهُ أُوزبكستانُ من أحداثٍ في القَرنِ العِشرين لَعَلَّنا نَربطُ بين حاضِرِ أوزبكستان وماضِيها.

 

ملحق: حكام أوزبكستان

 السامانيون الفرس: 900 – 1004م/  287 – 394هـ  في بخارى 

 القراخانات (الخانات السود) الأويغور: 998 - 1212 م/   388 - 609 هـ في سمرقند على مراحل. 

 الغزنويون بنو سبكتكين، السُّنَّة: 999 - 1074 م/  389 - 466 هـ

 القراخانات (خانات فرغانة) : 1031 - 1213 م/ 422 - 610 هـ فرع آخر في فرغانة 

 السلاجقة الكبار، آل سُلجوق، السُّنَّة: 1074 - 1161 م/  466 - 556 هـ وصاية على القراخانات حتى 1141 م 

 القراقيطاي القره خطاي (أصلهم نصراني نسطوري): 1141 - 1212 ر 535 - 609 هـ في الشرق وصاية على القراخانات 

 خوارزمشاه، من سلالة مملوك الغزنويين أنوشطغين: 1077-1097 م: 1161 - 1221 م/  556 - 618 هـ في الغرب 

 الجاغاطاي من قبل المغول: 1221 - 1345 م/  618 - 746 هـ

الجاغطاي: علاء الدين طرماشيرين  1325 - 1333م أول من اعتنق الاسلام 

 الجاغاطاي: 1345 - 1370 م/  746 - 771 هـ

 التيموريون (الباطنيون) في سمرقند: 1370 - 1506 م/  771 - 912 هـ  

 التيموريون في فرغانة: 1449 - 1502 م/ 853 - 907 هـ

 الشيبانيون الأوزبكيون السُّنَّة في سمرقند: 1500 - 1583 م/  905 - 991 هـ . سلالة محمد شيبان خان (1500- 1510 م) من سلالة جنكيزخان.

 الشيبانيون (خانات بخارى): 1512 - 1598 م/  918 - 1006 هـ فرع آخر في بخارى 

 العربشاهات (خانات خيوة): 1511 - 1745 م/  917 - 1158 هـ  منذ 1615 م في خيوة (خوارزم) أسس جدهم "عربشاه بن بولاد" الخانية المعروفة بالقبيلة الذهبية.

 الأستراخانات (خانات بخارى): 1598 - 1740 م/  1006 - 1153 هـ  أو الجانيون. من القبيلة الذهبية النازحة من أستراخان.

 الأوزبك (خانات خوقند): 1674 - 1876 م/  1085 - 1293 هـ  انفصلت عن بخارى، منذ 1732 م في خوقند أو قوقند (فرغانة) عشائر "أولس جوشي" (من نسل جنكيز خان). اتخذ محمد عمر الأوزبكي (16/1809-1822 م) لقب 'أمير المؤمنين".

 الأفشاريون: 1740 - 1756 م/  1153 - 1169 هـ  في بخارى. وهم من قبيلة أفشر الأفغانية (ذات الأصول التركمانية) و التي كانت إحدى فصائل تنظيم "قزلباش" العسكري الشيعي. 

 آل غائب الغائبيون/آل غائب/كايب؟ (خانات خيوة) ؟: 1745 - 1804 م/  1158 - 1219 هـ في خيوة 

 المنغيون، ينحدر المنگيون من قبائل النوغاي، مملكة القبيلة الذهبية (خانات بخارى): 1756 - 1920 م/  1169 - 1338 هـ  في بخارى 

 الكنجراتيون قبائل الـ"كنجرات" (خانات خيوة) : 1804 - 1918 م/  1219 - 1336 هـ  

 قياصرة روسيا: 1868 - 1917 م/  1285 - 1335 هـ

الإتحاد السوفياتي

 رؤساء السوفييت في بخارى: 1920 - 1924 م/   1338 - هـ 1342   

 رؤساء السوفييت في خيوة: 1920 - 1924 م/  1338 - 1342 هـ

 جمهورية تركستان الذاتية: 1921 - 1924 م/  1339 - 1342 هـ

 جمهورية الأوزبك الإشتراكية: 1924 - 1991 م/ 1342 - 1411 هـ

العهد الجديد

 جمهورية أوزبكستان: 1991  حالياً  1411 هـ

 

مصادر ومراجع كي لسترنغ

الرحالة الصيني هوين تسانك زار الهند سنة 926م نقل عنه سير هـ يول

Sir H. Yule. Captain, The Oxus

أنطوني جنكسن زار مدينة اركنج سنة 966 هـ/ 1558م. Anthony jenkinson

 Hakluyt, principal Navigations, 2,461 هكلويت

Mayef, Geographical Magazine, P: 337, 1875. P: 328, 1876

Roy Gonzalez de Clavijo

سفير إسبانيا إلى تيمورلنك رُوي كنزاليز كلافيجو (كونزاليس كلافيخو) في كتاب سفارته سنة 808 هـ/ 1405م، ص: 122. جغرافيا ماغزين سنة 1875م ص: 336. بحث البروفسور دى غويه

Das alte Bett des Oxus . Leiden 1875

E. Schuyler: Turkistan, p:89 أخسي شويلر

البروفسور دى غوي . Mededeeling der Koninklijke Academie Amsterdam, 1888, P: 123.

الجغرافيون والمؤرخون العرب الذي صرّح لسترنغ بالنقل عنهم

ابن خُرداذبة[30] 250 هـ/ 864م

قدامة[31] 266 هـ/ 880م

اليعقوبي[32] 278 هـ/ 891م

ابن سرابيون[33] 290 هـ/ 903م

ابن رسته[34] 290 هـ/ 903م

ابن الفقيه[35] 290 هـ/ 903م

المسعودي[36] 332 هـ/ 943م

الاصطخري[37] 340 هـ/ 951م

ابن حوقل[38] 367 هـ/ 978م

المقدسي[39] 375 هـ/ 983م

ناصر خسرو[40] 438 هـ/ 1047م

فارسنامه 500 هـ/ 1107م

الإدريسي[41] 548 هـ/ 1154م

ابن جبير 580 هـ/ 1184م

ياقوت الحموي[42] 623 هـ/ 1225م

القزويني[43] 674 هـ/ 1275م

مراصد الاطلاع[44] 700 هـ/ 1300م

أبو الفداء 721 هـ/ 1321م

المستوفي[45] 740 هـ/ 1340م

ابن بطوطة[46] 756 هـ/ 1355م

حافظ ابرو[47] 820 هـ/ 1417م

علي يزدي[48] 828 هـ/ 1425م

جهان نامه[49] 1010 هـ/ 1600م

أبو الغازي 1015 هـ/ 1604م

 

هذه هي المراجع التي أفصح عنها لسترنغ في كتابه بلدان الخلافة الشرقية، ص: 12-13. وهنالك مصادر ومراج لها علاقة بالموضوع، لم يدرجها في لائحته، ولكنه نقل عن بعضها، ولم ينقل عن بعضها الآخر، نذكر منها:

البلاذري[50]

مخطوط تاريخ رشيدي[51] في المتحف البريطاني .

أبو عبيد البكري[52]

ابن الزيات[53]

المنجم[54]

الصوفي[55] الدمشقي

الذهبي[56]

ابن فضلان[57]

الخوارزمي[58]

ابن شاهين[59] الظاهري

الحميري[60]

الزمخشري[61]

ابن الوردي[62]

سيپل[63]

مسكويه[64]

ابن خلكان .

ابن الأثير[65]، عز الدين

البيروني[66]

النسوي[67]

النرشخي[68]

طافور[69]

أبو حامد الغرناطي[70]



[1]  - أزبك خان: وفي بعض الكتب أوزبك هو أحد بني دوشي خان من التتر  المالكين بسراي على قسم من بلاد الروم وعلى خوارزم ودست قفجاق وهو ابن طغرلجاي، أو طغرك خان بن منكوتمر بن طغان بن ناطوخان بن دوشي خان بن جنكيز خان، بويع له سنة 705 هجرية/ 1305م، وقيل بعد موت طغطاي سنة 713 هـ/ 1313م بايع له نائبه قطلتمر بإشارة الخاتون تنوفالون زوجة أبيه طغرلجاي، وعاهده على الإسلام فأسلم واتخذ مسجدا للصلاة (..) وزوج أخته بالملك الناصر صاحب مصر، وجرت الفتنة بين أزبك وأبي سعيد خدابند ملك التتر

وغزا موقان سنة 719هـ/ 1319م، وعزل نائبه قطلتمر سنة 721هـ/ 1321م، وولى مكانه عيسى كوكز، ثم رده سنة 724 هـ/ 1324م (...) وغزا أزبك روسيا وعزل وولى من أمرائها كما أراد، وقصد إبادة الديانة المسيحية منها، وأقطع مدنها أمراءه، ونهب بعض المدن بثار من قتل من المغول في واقعة أتفر سنة 727 هـ/ 1327م وتوفي سنة 736 هـ/ 1335م، وقيل سنة 744هـ/ 1343م، وإليه تنسب الدولة الأزبكية.

أزبكية: ولها ثلاثة معان:

1: دولة تنسب إلى أزبك خان المقدم ذكره، ذكرها القرماني، وقال: إن مملكتها كانت من بحر القسطنطينية إلى نهر أريس (لعله الرس) طولا مسافة ثمانمائة فرسخ، ومن باب الأبواب إلى مدينة بلغار عرضا مسافة نحوا من ستمائة فرسخ، وقال: إنها ملكت أكثر من مائة سنة.

2: أمة تركية كانت تقطن إلى شرقي بحر الخزر، وهي منسوبة إلى أزبك المقدم ذكره أيضاً، وامتدت إلى غربي البحر المذكور، وإلى روسيا الجنوبية، وولاية توبولسك، وفيهم كانت الدولة الأزبكية المذكورة.

3: بركة بالقاهرة.

دائرة معارف للمعلم بطرس البستاتي، ج: 3، ص: 294. طبعة سنة 1295 هـ/ 1878م.

[2]  - انظر دائرة المعارف الإسلامية، الترجمة العربية. انظر مادة: بخارى وترمذ وخوارزم وصغد الخ.. 

[3] - ألفه باللغة الألمانية ونشره سنة 1939م، نقله إلى العربية نبيه أمين فارس، ومنير البعلبكي، وعلق على مغالطته غير الشرعية الدكتور عمر فروخ، منشورات دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى سنة 1948م، والطبعة 12 سنة 1993م.

[4]  - انظر ص: 153، و154، و167، 383 إلخ..

[5]  - دلت على ذلك حفريات البعثة الأميركية في مطلع القرن العشرين برئاسة: ر. بامبلي قرب قرية (أناو) في تركمانستان. انظر كتيب: الآثار المعمارية في أوزبكستان إبداع لا يقدر بثمن، تعريب الدكتور محمد البخاري، منشورات جمعية وطن، سلسلة كتب ايدين – دار غفور غلام لنشر المؤلفات الأدبية والفنية، طشقند سنة 1990م، ص: 6.

[6]  - المصدر السابق ص: 8-10. يشير إلى دراسات المستشرقين الروس منذ ما بعد منتصف القرن التاسع عشر حول حضارة المنطقة. وقد نشرت بعضها  سنة 1870م صحيفة (تركستاني فيدوموستي) التي كانت تصدر في طشقند.

[7]  - المصدر السابق ص: 58.

[8]  -  سنة ست وخمسين هـ. ذكر عزل ابن زياد عن خراسان واستعمال سعيد بن عثمان بن عفان 

في هذه السنة استعمل معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان وعزل ابن زياد‏.‏ وسبب ذلك أنه سأل معاوية أن يستعمله على خراسان فقال‏:‏ إن بها عبيد الله بن زياد‏.‏ فقال‏:‏ والله لقد اصطنعك أبي حتى بلغت باصطناعة المدى الذي لا تجارى إليه ولا تسامى فما شكرت بلاءه ولا جازيته وقدمت هذا - يعني يزيد - وبايعت له والله لأنا خير منه أبًا وأمًا ونفسًا‏!‏ فقال معاوية‏:‏ أما بلاء أبيك فقد يحق عليك الجزاء به وقد كان من شكري لذلك أني قد طلبت بدمه وأما فضل أبيك على أبيه فهو والله خير مني وأما فضل أمك على أمه فلعمري امرأة من قريش خير من امرأة من كلب وأما فضلك عليه فوالله ما أحب أن الغوطة ملئت رجالًا مثلك‏.‏

فقال له يزيد‏:‏ يا أمير المؤمنين ابن عمك وأنت أحق من نظر في أمره قد عتب عليك فأعتبه‏.‏ فولاه حرب خراسان وولى إسحاق بن طلحة خراجها وكان إسحاق ابن خالة معاوية أمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة فلما صار بالري مات إسحاق فولي سعيد حربها وخراجها فلما قدم خراسان قطع النهر إلى سمرقند فخرج إليه الصغد فتواقفوا يومًا إلى الليل ولم يقتتلوا فقال مالك بن الريب‏:‏

ما زلت يوم الصغد ترعد واقفًا    من الجبن حتى خفت أن تنتصرا

فلما كان من الغد اقتتلوا فهزمهم سعيد وحصرهم في مدينتهم فصالحوه وأعطوه رهنًا منهم خمسين غلامًا من أبناء عظمائهم فسار إلى ترمذ ففتحها صلحًا ولم يف لأهل سمرقند وجاء بالغلمان معه إلى المدينة‏.‏

وكان ممن قتل معه قثم بن عباس بن عبد المطلب‏.‏ الكامل في التاريخ  الجزء الثاني ( 50 من 309 )

ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين، ذكر صلح خوارز مشاه وفتح خام جرد، وفي هذه السنة صالح قتيبة خوارز مشاه‏.‏

وكان سبب ذلك أن ملك خوارزم كان ضعيفاً فغلبه أخوه خرزاد على أمره وكان أصغر منه وكان إذا بلغه أن عند أحد ممن هو منقطع إلى الملك جارية أو مالاً أو دابة أو بنتاً أو أختاً أو

امرأة جميلة أرسل إليه وأخذه منه وكان لا يمتنع عليه أحد ولا الملك فإذا قيل للملك قال‏:‏ لا أوى به وهو مغتاظ عليه‏.‏

فلما طال ذلك عليه كتب إلى قتيبة يدعوه إلى أرضه ليسلمها إليه واشترط عليه أن يدفع إليه أخاه وكل من يضاده ليحكم فيهم بما يرى ولم يطلع أحد من مرازبته على ذلك فأجابه قتيبة إلى ما طلب وتجهز للغزو وأظهر قتيبة أنه يريد الصغد وسار من مرو وجمع خوارز مشاه أجناده ودهاقنته فقال‏:‏ إن قتيبة يريد الصغد وليس يغازيكم فهلموا نتنعم في ربيعنا هذا‏.‏

فأقبلوا على الشرب والتنعم فلم يشعروا حتى نزل قتيبة في هزار سب فقال خوارز مشاه لأصحابه‏:‏ ما ترون قالوا‏:‏ نرى أن نقاتله‏.‏

قال‏:‏ لكني لا أرى ذلك لأنه قد عجز عنه من هو أقوى منا وأشد شوكة ولكن أصرفه بشيء أؤديه إليه‏.‏

فأجابوه إلى ذلك‏.‏

فسار خوارز مشاه فنزل بمدينة الفيل من وراء النهر وهي أحصن بلاده وقتيبة لم يعبر النهر فأرسل إليه خوارز مشاه فصالحه على عشرة آلاف رأس وعين ومتاع وعلى أن يعينه على خام جرد فقبل قتيبة ذلك‏.‏

وقيل‏:‏ صالحه على مائة ألف رأس ثم بعث قتيبة أخاه عبد الرحمن إلى خام جرد وكان يغازي خوارز مشاه فقاتله فقتله عبد الرحمن وغلب على أرضه وقدم منهم بأربعة آلاف أسير فقتلهم قتيبة وسلم قتيبة إلى خوارز مشاه أخاه ومن كان يخالفه فقتلهم ودفع أموالهم إلى قتيبة ودخل قتيبة إلى فيل فقبل بن خوارزم شاه ما صالحه عليه ثم رجع إلى هزار سب‏.‏

  ذكر فتح سمرقند

فلما قبض قتيبة صلح خوارز مشاه قال إليه المجشر بن مزاحم السلمي‏.‏

فقال له سراً‏:‏ إن أردت الصغد يوماً من الدهر فالآن فإنهم آمنون من أن يأتيهم عامل هذا وإنما بينك وبينهم عشرة أيام‏.‏

قال‏:‏ أشار عليك بهذا أحد قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ فسمعه منك أحد قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ والله لئن تكلم به أحد لأضربن عنقك‏.‏

فلما كان الغد أمر أخاه عبد الرحمن فسار في الفرسان والرماة وقدم الأثقال إلى مرو فسار يومه فلما أمسى كتب إليه قتيبة‏:‏ إذا أصبحت فوجه الأثقال إلى مرو وسر بالفرسان والرماة نحو الصغد واكتم الأخبار فإني في الأثر‏.‏

ففعل عبد الرحمن ما أمره وخطب قتيبة الناس وقال لهم‏:‏ إن الصغد شاغره برجلها وقد نقضوا العهد الذي بيننا وصنعوا ما بلغكم وإني أرجو أن يكون خوارزم والصغد كقريظة والنضير‏.‏

ثم سار فأتى الصغد فبلغها بعد عبد الرحمن بثلاث أو أربع وقدم معه أهل خوارزم وبخارى فقاتلوه شهراً من وجه واحد وهم محصورون‏.‏

وخاف أهل الصغد طوال الحصار فكتبوا إلى ملك الشاش وخاقان واخشاد فرغانة‏:‏ إن العرب إن ظفروا بنا أتوكم بمثل ما أتونا به فانظروا لأنفسكم ومعهما كان عندك من قوة فابذلوها‏.‏

فنظروا وقالوا‏:‏ إنما نؤتى من سفلتنا فإنهم لا يجدون كوجدنا‏.‏

فانتخبوا من أولاد الملوك وأهل النجدة من أبناء المرازبة والأساورة والأبطال وأمروهم أن يأتوا عسكر قتيبة فيبيتوه فإنه مشغول عنه بحصار سمر قند وولوا عليه ابناً لخاقان فساروا‏.‏

وبلغ قتيبة الخبر فانتخب من عسكره أربعمائة وقيل‏:‏ ستمائة من أهل النجدة والشجاعة وأعلمهم الخبر وأمرهم بالمسير إلى عدوهم فساروا وعليهم صالح بن مسلم فنزلوا على فرسخين من العسكر على طريق القوم فجعل صالح له كمينين فلما مضى نصف الليل جاءهم عدوهم فلما رأوا صالحاً حملوا عليه فلما اقتتلوا شد الكمينان عن يمين وشمال فلم ير قوم كانوا أشد من أولئك‏.‏

قال بعضهم‏:‏ إنا لنقاتلهم إذ رأيت تحت الليل قتيبة وقد جاء سراً فضربت ضربةً أعجبتني‏.‏

فقلت‏:‏ كيف ترى بأمي وأبي قال‏:‏ اسكت فض الله فاك‏.‏

قال‏:‏ فقتلناهم فلم يفلت منهم إلا الشريد وحوينا أسلابهم وسلاحهم فاحتززنا رؤوسهم وأسرنا منهم أسرى فسألناهم عمن قتلنا فقالوا‏:‏ ما قتلتم إلا ابن ملك أو عظيماً أو بطلاً كان الرجل يعد بمائة رجل وكتبنا أسماءهم على آذانهم ثم دخلنا العسكر حين أصبحنا فلم يأت أحد بمثل ما جئنا به من القتلى والأسرى والخيل ومناطق الذهب والسلاح قال‏:‏ وأكرمني قتيبة وأكرم معي جماعة وظننت أنه رأى منهم مثل الذي رأى مني‏.‏

ولما رأى الصغد ذلك انكسروا ونصب قتيبة عليهم المجانيق فرماهم وثلم ثلمةً فقام عليها رجل شتم قتيبة فرماه بعض الرماة فقتله فأعطاه قتيبة عشرة آلاف‏.‏

وسمع بعض المسلمين قتيبة وهو يقول كأنما يناجي نفسه‏:‏ حتى متى يا سمرقند يعشش فيك الشيطان أما والله لئن أصبحت لأحاولن من أهلك أقصى غاية‏.‏

فانصرف ذلك الرجل فقال لأصحابه‏:‏ كم من نفس تموت غداً‏!‏ وأخبر الخبر‏.‏

فلما أصبح قتيبة أمر الناس بالجد في القتال فقاتلوهم واشتد القتال وأمرهم قتيبة أن يبلغوا ثلمة المدينة فجعلوا الترسة على وجوههم وحملوا فبلغوها ووقفوا عليها ورماهم الصغد بالنشاب فلم يبرحوا‏.‏

فأرسل الصغد إلى قتيبة فقالوا له‏:‏ انصرف عنا اليوم حتى نصالحك غداً‏.‏

فقال قتيبة‏:‏ لا نصالحهم إلا ورجالنا على الثملة وقيل‏:‏ بل قال قتيبة‏:‏ جزع العبيد انصرفوا على ظفركم فانصرفوا فصالحهم من الغد على ألفي ألف ومائتي ألف مثقال في كل عام وأن يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف فارس وأن يخلوا المدينة لقتيبة فلا يكون لهم فيها مقاتل فيبني فيها مسجداً ويدخل ويصلي ويخطب ويتغدى ويخرج‏.‏فلما تم الصلح وأخلوا المدينة وبنوا المجد دخلها قتيبة في أربعة آلاف انتخبهم فدخل المسجد

فصلى فيه وخطب وأكل طعاماً ثم أرسل إلى الصغد‏:‏ من أراد منكم أن يأخذ متاعه فليأخذ فإني لست خارجاً منها ولست آخذ منكم إلا ما صالحتكم عليه غير أن الجند يقيمون فها‏.‏

وقيل‏:‏ إنه شرط عليهم في الصلح مائة ألف فارس وبيوت النيران وحلية الأصنام فقبض ذلك وأتي بالأصنام فكانت كالقصر العظيم وأخذ ما عليها وأمر بها فأحرقت‏.‏فجاءه غوزك فقال‏:‏ إن شكرك علي واجب لا تتعرض لهذه الأصنام فإن منها أصناماً من أحرقها هلك‏.‏

فقال قتيبة‏:‏ أنا أحرقها بيدي فدعا بالنار فكبر ثم أشعلها فاحترقت فوجدوا من بقايا مسامير الذهب خمسين ألف مثقال‏.‏

وأصاب بالصغد جارية من ولد يزدجرد فأرسلها إلى الحجاج فأرسلها الحجاج إلى الوليد فولدت له يزيد بن الوليد‏.‏

وأمر غوزك بالانتقال عنها فانتقل‏.‏

وقيل‏:‏ إن أهل سمرقند خرجوا على المسلمين وهم يقاتلونهم يوم فتحها وقد أمر قتيبة يومئذٍ بسرير فأبرز وقعد عليه فطاعنوهم حتى جازوا قتيبة وإنه لمحتبٍ بسيفه ما حل حبوته وانطوت مجنبتا المسلمين على الذين هزموا القلب فهزموهم حتى ردوهم إلى عسكرهم وقتل من المشركين عدد كثير ودخلوا المدينة فصالهم وصنع غوزك طعاماً ودعا قتيبة فأتاه في عدة من

أصحابه فلما بعد استوهب منه سمرقند وقال للملك‏:‏ انتقل عنها فلم نجد بداً من طاعته ولا قتيبة قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وأنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى ‏"‏ النجم‏:‏ 50 - 51‏.‏

وحكي عن الذي أرسله قتيبة إلى الحجاج بفتح سمرقند قال‏:‏ فأرسلني الحجاج إلى الوليد فقدمت دمشق قبل طلوع الفجر فدخلت المسجد فإذا إلى جنبي رجل ضرير فسألني‏:‏ من أين أنت فقلت‏:‏ من خراسان وأخبرت خبر سمرقند‏.‏

فقال‏:‏ والذي بعث محمداً بالحق ما افتتحتموها إلا غدراً‏!‏ وإنكم يا أهل خراسان الذين تسلبون بني أمية ملكهم ثم تنقضون دمشق حجراً حجراً‏.‏

فلما فتح قتيبة سمرقند قيل‏:‏ إن هذا لأعدى العيرين لأنه فتح سمرقند وخوارزم في عام واحد وذلك أن الفارس إذا صرع في طلق واحد عيرين قيل‏:‏ عادى عيرين فلما فتحها قتيبة دعا نهار بن توسعة فقال‏:‏ يا نهار أين قولك‏.‏

ألا ذهب الغزو المقرب للغنى ومات الندى والجود بعد المهلب أقاما بمرو الروذ رهن ضريحه وقد غيبا عن كل شرقٍ ومغرب أفغزو هذا قال‏:‏ لا هذا أحسن وأنا الذي أقول‏:‏ وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا ومات الندى والجود بعد المهلب أعم لأهل الشرك قتلاً بسيفه وأكثر فينا مقسماً بعد مقسم كانت سمرقند أحقاباً يمانيةً فاليوم تنسبها قيسيةً مضر وقال كعب الأشقري وقيل رجل من جعفى‏:‏ كل يوم يحوي قتيبة نهباً ويزيد الأموال مالاً جديدا باهلي قد ألبس التاج حتى شاب منه مفارق كن سودا دوخ الصغد بالكتائب حتى ترك الصغد بالعراء قعودا فوليد يبكي لفقد أبيه وأب موجع يبكي الوليدا ثم رجع قتيبة إلى مرو وكان أهل خراسان يقولون‏:‏ إن قتيبة غدر بأهل سمرقند فملكها غدراً‏.‏

وكان عمله على خوارزم إياس بن عبد الله على حربها وكان ضعيفاً وكان على خراجها عبيد الله بن أبي عبيد الله مولى مسلم‏.‏

فاستضعف أهل خوارزم إياساً فجمعوا له فكتب عبيد الله إلى قتيبة فبعث قتيبة أخاه عبد الله عاملاً وأمره أن يضرب إياساً وحيان النبطي مائةً مائةً ويحلقهما‏.‏

فلما قرب عبد الله من خوارزم أرسل إلى إياس فأنذره فتنحى وقدم عبد الله وأخذ حيان فضربه وحلقه‏.‏

ثم وجه قتيبة الجنود إلى خوارزم مع المغيرة بن عبد الله فبلغها ذلك فلما قدم المغيرة اعتزل أبناء الذين قتلهم خوارزمشاه وقالوا‏:‏ لا نعينك فهرب إلى بلاد الترك وقدم المغيرة فقتل وسبى فصالحه الباقون على الجزية وقدم على قتيبة فاستعمله على نيسابور‏.‏

الكامل في التاريخ الجزء الثالث ( 74 من 309 )

قطع قتيبة بن مسلم الباهلي نهر جيحون في سنة أربع وتسعين للهجرة (712م) متوجهاً إلى فرغانة، وقتل قتيبة سنة 96 هـ

[9]  - بدأ الاجتياح المغول لمناطق تركستان سنة 617 هـ/ 1220م.

[10]  - عاش تيمور 71 سنة حتى 17 شعبان سنة 807 هـ/ 1405م، وألحق الأذى ببلاد المسلمين بشكل وحشي كباقي أعداء الإسلام والمسلمين السنة.

3 – نفسه، ص: 14.

[12]  -  نفسه، ص: 14، وص: 76.

 - نفسه ص: 15.[13]

[14]  - نفسه، ص: 15.

[15]  - نفسه، ص: 26.

[16] - ألفه باللغة الألمانية ونشره سنة 1939م، نقله إلى العربية نبيه أمين فارس، ومنير البعلبكي، وعلق على مغالطته غير الشرعية الدكتور عمر فروخ، منشورات دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى سنة 1948م، والطبعة 12 سنة 1993م.

[17]  - ص: 136.

[18]  -  بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص: 136-138.

[19]  - راجع : ناصر بوربيرار ينقض أساطير فارسية. د. محمود السيد الدغيم، جريدة الحياة؛ العدد:16259. الصفحة: 21. يوم الأربعاء 28 من رمضان سنة 1428 هـ/ 10 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2007م، وراجع: الأخمينيون الغرباء عن ايران جمّدوا حضارتها/ د. محمود السيد الدغيم، جريدة الحياة؛ العدد:16261. الصفحة: 21. يوم الجمعة 30 من رمضان سنة 1428 هـ/ 12 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2007م. تتكوَّنُ إحدى السلاسل التاريخية التي كَتَبَها ناصر بوربيران من أربعة كُتُب، عُنوان الكتاب الأول باللغة الفارسية: «تأملي در بنايا تاريخ إيران» أي: تأمل في أسس تاريخ ايران. «دوازده قرن سكوت» أي: 12 قرناً من الصمت. ولهذا الكتاب عنوان فرعي هو: «كتاب أول: بر آمدن هخامنشيان» أي: الكتاب الأول: ظهور الاخمينيين. وصدر الكتاب عن دار نشر كارنك في طهران.

[20]  - يقولُ بروكلمان: "فتخبَّطَ بُرهَةً في دياجِيْرِ شُكُوكِيّةٍ حادّةٍ ظَهَرَ استعدادُهُ لها مُنذُ شبابِهِ الأوَّل، وفيما هو يَجوزُ هذه الأزمةَ الرُّوحيَّةَ تَمَّتْ له تًجربةٌ دِينيّةٌ حاسِمةٌ. فكَما تحرَّكَ النبيًّ لأداءِ رسالتِهِ بدافِعِ الْخوفِ من الْحِسابِ الْمُرْتَقَبِ يومَ الْحَشْرِ، هكذا عَصَفَتْ بالغزالي أعاصِيْرُ من الأسئلةِ حوْلَ الآخرةِ والبعثِ.. ص: 275. هذا الكلام من بروكلمان يخلو من الأدب، واحترام معتقدات الآخرين.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم يتحرك خوفا، بل تحرك لتبليغ الرسالة التي نزلت عليه كباقي الأنبياء والمرسلين، رغم أنوف الجاحدين.

[21]  - خوارزم شاه: لقب محمد بن أنوشْتِكين والد أتْسِز (1128- 1156) وجدّ إيل أرسلان.

[22]  - الخليفة العباسي الرابع والثلاثون: 575 -622 هـ،  أبو العباس أحمد الناصر لدين الله.

[23]  - ابو بكر بن البهلوان، هو نصرة الدين أبو بكر من الأمراء البهلوانية أصحاب أذربيجان وأران وأعمالها كان على عادة أكثر عائلته مشغولا بالشرب ليلا ونهارا لا يفيق ولا يصحو (...) وقد أخذ الكرج منه مدين دوين سنة 599 هـ، وأخذوها عنوة بعدما استباحوها وأكثروا القتل في أهلها والسبي القبيح، وفي سنة 602 هـ قصد بلاده صاحب مراغة وصاحب أربيل باتفاق لكنه استغاث بايتغمش صاحب بلاد الجب وهمذان حتى كف عنه شرهما وأخذا من مراغة حصنا لأبي بكر (...)  ولم يكن له نفيلة إلا أنه تحركت همته للاستيلاء على مراغة لما انقرضت عائلة قراسنقر أصحابها، ولم يعد بها من يدافع فسار إليها سنة 604 وملكها غير أن الذخائر كانت في قلعة دويندز فامتنع فيها واحد من أصحاب هذه العائلة فلم يقدر أبو بكر عليها. دائرة البستان، ج: 2، ص:9.

أزبك بن محمد بن بهلوان بن ألكز خامس وآخر أتابكة آذربيجان 607 -622 هـ/ 1210- 1225م ويلقبه ياقوت بمظفر الدين (..) وانتهى الأمر بأن استولى على ملكه خوارزم شاه جلال الدين. وكان جيرانه في الغرب أتابك إربل وأيوبي خلاط.

قبل توليه في عام 592 هـ/ 1196م كان خوارزم شاه تكش يغزو بلاد العجم، فلجأ إليه أتابك أزبك فارا من وجه أخيه أبي بكر الذي كان أتابك أذربيجان (...) ص: 33. وفي سنة 608 تولى قيادة الجند منكلي بدلا من أيتغمش الذي انتهى أمره بالقتل عام 610 هـ، وخرج منكلي على سيده أزبك، وانتصر الخليفة لأزبك وتوسط لدى أتابك إربل لمساعدته، وقسمت البلاد التي كان يملكها منكلي، ووهب أزبك مملوكه أغلمش نصيبه منها، ويجب أن نلاحظ أن أغلمش هذا جعل الخطبة باسم خوارزمشاه الذي جعله وكيلا له، وفي عام 614 قتل الإسماعيلية أغلمش، واحتل الري أتابك سعد صاحب بلاد فارس، واستولى أزبك على أصفهان، ولما علم بذلك خوارزمشاه علاء الدين محمد ذهب إلى بلاد الجبل وشتت الحلفاء، فارتد أزبك إلى آذربيجان، وأسر من أصحابه نصرة الدين بيشكين أمير آخر وهو من أصل كرجي، والوزير ربيب الدين. واتفق أزبك مع خوارزمشاه..." ص: 34 -35. دائرة المعارف الإسلامية ج: 2.، ص: 33.

[24]  - من المعلوم أن البابوية تآمرت مع الصفويين، وكذلك فعل المماليك بعدما ترفّض قانصوه الغوري، وتآمر مع الصفويين المارق بابر ملك مغول الهند"وفي سنة 917 هـ/ 1511م استطاع بابر بفضل مساعدة الشاه إسماعيل الصفوي الذي أعلن خضوعه له أن يهزم الأزابكة الذين أضعفهم موت شيباني، وأن يحتل بخارى وسمرقند، ورحل أعوانه من الفرس في العام التالي فهاجمه الأزابكة من جديد وهزموه في بخارى ثم في غجدوان واضطروه إلى أن ينسحب إلى كابل سنة 920 هـ/ 1514م، وعلى أثر ذلك عدل بابر عن فتح الشمال وبدأ يحقق الخطة التي نضجت عنده منذ زمن طويل، وهي تأسيس دولة له في الهند بعد أن فتح قندهار في سنة 928 هـ/ 1522م" دائرة المعارف الإسلامية المجلد الثالث، ص: 244.

[25] - ترجمه إلى اللغة العربية بشير فرنسيس، وكوركيس عواد، ونشرته مؤسسة الرسالة في بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ/ 1985م

[26]  - كي لسترنغ. Guy Le Strange . له مؤلفات إنكليزية وعربية وفارسية، وترجمات من الإسبانية إلى الإنكليزية. ولد لسترنغ في هنستنتن هل في إنكلترة سنة 1854م، ومات في كامبريدج في 24 كانون الأول/ ديسمبر سنة 1933م، ودرس العربية والفارسية في باريس وإيران، ونشر سنة 1915م القسم الجغرافي من كتاب نزهة القلوب لحمد الله المستوفي القزويني وترجمه من الفارسية إلى العربية في سلسلة لجنة جب وكان لسترنغ من أعضاء اللجنة. ونشر 1895م قطعة من كتاب عجائب الأقاليم السبعة لابن سرابيون (سهراب) مع ترجمة إنكليزية. وفي سنة 1912م نقل صفة إقليم فارس من كتاب فارس نامة لابن البلخي ونشرته الجمعية الآسيوية الملكية. ونشر 1886م ماكتبه المقدسي عن فلسطين في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، وألف كتاب فلسطين في عهد الإسلام وأصدره سنة 1890م. وأصدر سنة 1900م كتابه بغداد في عهد الخلافة الإسلامية. وفي سنة 1905م أصدر كتابه بلدان الخلافة الشرقية The Lands Of the Eastern Caliphate.

[27]  - انظر القائمة الملحقة بآخر البحث.

[28]  - انظر القائمة الملحقة بآخر البحث.

[29]  - توجد في أوزبكستان مدن تاريخية تمتاز بمواقعها الجغرافية، وبما شهدته من الأحداث التاريخية، وما أنجبته من العلماء والحكماء الذين ، ومن المدن الأوزبكية المشهورة: أفراسياب أنديجان وبخارى وترمذ وخوارزم وخيوة وخوقند (قوقند) وسمرقند وطشقند وفرغانة، وكيش عاصمة الصغد وفيها بقايا قصر آق سراي 1385م، وقارشي التي عرفت قديما باسم ناخشيب أ ناصيف، وديناو في محافظة سورخاندريا وقشقادريا (سورخاندريا) وسيرداريا وكوهنا – اورغينتش، وشهر سابز (سبز)،  وزهاكي مران، نمنغان، وكاسان، ولنغار، وغوزار، شيرآباد، وقزل تبه، وبندي خان، وتاليشكان، وزرتبه، ودلوار زين تبه، وخالتشيان، وايرتام، وجرقورغان، وأرشا، واسكي قورغان، ومرغيلان، وريشتان، وقوا، وكاسانصاي، وزينغي اتا، ويالانتوش باي في محافظة سمرقند، كتاقورغان وغيجدوان، وراخشا وأورغينتش، غول دورسان، جيجك قلعة، وبورغت قلعة، وأدمليك قلعة، وأنغاقلعة، شاعباس (شيخ عباس ولي) حاليا بيروني وقديما بيرون، وقره قلبقستان ذات الحكم الذاتي، وفيها: سلطان فايز بابا، شيروان قلعة، داو كيسكينت، وزير.

[30]  - ابن خُرْداذْبُه، عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه أبو القاسم  (ت نحو 300هـ/911م) كتاب المسالك والممالك عن ابن خرداذبه. نشر بعناية دى غويه ، بريل، ليدن 1898م مع ترجمة فرنسية.

نبذة: قال مؤلفه: (هذا كتاب فيه صفة الأرض، وبنية الخلق عليها, وقبلة أهل كل بلد والممالك والمسالك، وكل ربع من الشماليّ والجنوبيّ سبعة أقاليم، وذكرّ بطليموس في كتابه أن مدن الأرض على عهده كانت أربعة آلاف ومائتي مدينة).

[31]  -  الخراج وصنعة الكتابة / لابي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي 337 هـ. نشر بعناية دى خويه، مع كتاب المسالك والممالك عن ابن خرداذبه، بريل، ليدن 1898م.

[32]  - أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب المعروف بابن واضح الأخباري المتوفى بعد سنة ٢٩٢. له: كتاب البلدان، نشره إبراهيم وليم جوينبول، ليدن ، بريل 1860م، و نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، بريل، ليدن 1892م، وله تاريخ اليعقوبي، نشر باعتناء هوتسما في بريل، ليدن سنة 1883م، وأعادت طبعته دار صادر في بيروت 1960م. وله: مشكلة الناس لزمانهم، نشره وليم ملورد، بيروت 1962م.

[33]  - ابن سرابيون، سهراب، ألف كتابه نحو سنة 287هـ له: كتاب عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة / تصنيف سهراب، ابن سرابيون ؛ قد اعتنى بنسخه وتصحيحه هانس فون مژيك. ونشر في فيينا 1929م.

[34]  - أبو علي أحمد بن عمر ابن رسته. له: كتاب الأعلاق النفيسة  (تاليفه ما بين 290هـ/903م و 300هـ/913م). نشر بعناية دى غويه، ليدن 1891م، المكتبة الجغرافية:7.

[35]  - أبو بكر أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه  (ت نحو 289هـ/902م) له: مختصر كتاب البلدان = أخبار البلدان. نشر بعناية دى غويه، ليدن 1885م، المكتبة الجغرافية، ونشره جامغوجيان في موسكو 1979م، وله رحلة ابن الفقيه إلى الفولغا نشرها كراتشكوفسكي في ليدن 1939م. وله بغداد مدينة السلام، حققه صالح أحمد العلي، بغداد 1977م.

[36]  - أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الشيعي المتوفى سنة 346هـ ، له: التنبيه والإشراف؛ نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، بريل، ليدن 1894م، ضمن المكتبة الجغرافية. وأعاد طبعه وتصحيحه ومراجعته عبد الله اسماعيل الصاوي في القاهرة 1938م. وله: أخبار الزمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران / طبع على نفقة حضرة ملتزمه عبد الحميد احمد حنفى. وله: مروج الذهب ومعادن الجواهر؛ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ثم حققه شارل بلاّ ونشرته الجامعة اللبنانية 1965 – 1979م.

[37]  - الاصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المعرف بالاصطخري والكرخي (ت في القرن ٤هـ/10م) حوالي 330 هـ، له:كتاب الأقاليم، نشره مولر في غوتنغن 1839م. وله: المسالك والممالك؛ نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، بريل، ليدن 1870 - 1894م، الجزء الأول من المكتبة الجغرافية. ثم نشر في القاهرة 1961م، بتحقيق محمد جابر عبد العال الحيني؛ ومراجعة محمد شفيق غربال.

[38]  - ابن حوقل النصيبي، أبو القاسم محمد البغدادي (ت بعد 367هـ/977م) له: كتاب صورة الأرض، ويعرف بالمسالك والممالك، نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، بريل، ليدن 1873م، الجزء الثاني من المكتبة الجغرافية العربية. ثم نشره كريمر في ليدن 1938-1939م.

[39]  - 1: المطهر بن طاهر المقدسي (ت بعد 355هـ/966م) له: كتاب البدء والتاريخ. تحقيق كليمان هوار، باريس 1899- 1906م، 6 أجزاء في 3 مجلدات.

2: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاري (عاش في القرن ٤هـ/10م) وفاته نحو 380هـ، له: كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، بريل، ليدن 1877م، الجزء الثالث من المكتبة الجغرافية العربية. وطبعة ثانية في ليدن 1906م باعتناء دوزي ودى غويه، ونشر في كلكتا مع ترجمة إنكليزية 1901م. ونشرت ترجمته الفرنسية في المعهد الفرنسي بدمشق 1963م.

[40]  - ناصر خسرو (ت نحو 452هـ/1060م) له: سفرنامه : رحلة ناصر خسرو إلى لبنان وفلسطين ومصر والجزيرة العربية في القرن الخامس الهجري. نقلها إلى العربية يحيى الخشاب.

[41]  - أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الصقلي الحمودي الحسني المعروف بالشريف الإدريسي  (ت 560هـ/1165م) له: كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق. نشر في فلورنسة سنة 1592م، وبدأت بريل في ليدن بنشره محققاً على مراحل سنة 1970م.

[42]  - شهاب الدين ابو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي أصلاً الحموي مولى البغدادي منشأ. (ت ٦٢٦هـ/1229م) له: كتاب المشترك وضعا والمفترق صقعا. ليدن 1846م.

وله: كتاب معجم البلدان؛  ليبسك 1866- 1873م، ثم عُني بتصحيحه وترتيبه ووضعه وكتابة المستدرك عليه محمد أمين الخانجي الكتبي. 1323 هـ/ 1906م. وله: معجم الأدباء، نشره مرجليوث القاهرة 1909 – 1916م، ثم نشره أحمد فريد الرفاعي بالقاهرة 1936-1938م.

[43]  - زكرياء بن محمد بن محمود القزويني أبو عبد الله (ت 682هـ/1283م) له: آثار البلاد وأخبار. نشره وستنفلد في غوتنغن 1848 – 1850م. نبذة: يقع الكتابُ في خُطْبَةٍ وثلاث مقدمات، كانت المقدمة الأولى في الحاجة إلى المدن والقرى، وكانت المقدمة الثانية في خواص البلاد، والمقدمة الأخيرة جعلها المؤلف في أقاليم الأرض. والكتاب مَرْجِعٌ مُهِمٌّ في التاريخ والعمران البشري.

وله: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، نشره وستنفلد في غوتنغن في ليبسك 1848م.

[44]  - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: وهو مختصر معجم البلدان لياقوت. لصفي الدين أبو الفضائل: عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي المتوفى سنة 739هـ؛ نشره جونبول في ليدن، بريل 1852- 1864م 6 مجلدات. ثم تحقيق وتعليق علي محمد البجاوي، القاهرة 1945م.

[45]  - ظفرنامه حمد الله مستوفي به انضمام شاهنامه فردوسي. به کوشش : نصرت الله رستگار. به کوشش : دکتر نصرالله پورجوادى. ناشر : مركز نشر دانشگاهى – تهران.

[46]  - ابن بطوطة: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي ت: 770 هـ/1369م، أو 779 هـ/ 1377م. وقيل 777 هـ. له: رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، طبع في باريس 1853- 1859م، ثم طبعت عدة مرات. ومنه طبعة: قدم لها وحققها ووضع خرائطها وفهارسها عبد الهادي التازي.

[47]  - المؤلف : شهاب الدين عبدالله بن لطف الله بن عبد الرشيد خوافي (مشهور به حافظ ابرو) له: جغرافياى حافظ ابرو. الناشر : ميراث مکتوب. الطبعة الأولى ، 1999م. مقدمه، تصحيح و تحقيق : صادق سجادي. عدد الصفحات 332 . اللغة: الفارسية. حافظ ابرو: مورخ و جغرافيدان مشهور عصر تيموري (متوفاي 832ق.) صاحب آثاري در تاريخ اسلام و ايران خاصه دوره تيمور و شاهرخ است . کتاب جغرافياي او که به ويژه فصول مربوط به ايران و ماوراء النهر مشحون از اطلاعات مهم تاريخي نيز هست از مهمترين آثار او به شمار مي رود . بخشي از اطلاعاتي که حافظ ابرو از خصوصيات جغرافيايي سرزمينهاي اسلامي به دست داده چنانکه خود اشاره کرده ، محصول مشاهدات خود اوست .

[48]  - شرف الدين علي اليزدي، له: ظفرنامه. ظفرنامة (الانتصارات)  تاريخ عمومي مفصل ايران دردوره تيموريان، لمولانا شرف الدين علي يزدي ازروي نسخي كه درعصر مصنف نوشته شده ، به تصحيح واهتمام محمد عباسي . تهران.

[49]  - "جهان نامه " لـ " كاتب جلبي " وهو مصطفى بن عبدالله خليفة ، ولد سنة ١٦٠٩م وتوفي م١٦٥٧ وهو جغرافي وبيبلوغرافي تركي معروف عاصر أوليا جلبي.

[50]  - أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت نحو 279هـ/892م) له: فتوح البلدان؛ نشر بعناية دى غويه "De Goeje"، غريفسوال - ألمانيا 1863 - 1868م، وأعادت طبعه بريل 1968م

 ونشر في القاهرة 1901م. وحققه وشرحه وعلق على حواشيه وقدم له عبد الله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع بيروت 1958- 1959. وتوجد طبعة أخرى عُني بمراجعتها والتعليق عليها رضوان محمد رضوان، القاهرة 1959م، وحققه صلاح الدين المنجد، القاهرة 1956-1960م مكتبة النهضة المصرية.

[51]  - رشيد الدين طبيب، فضل الله الهمذاني  (ت 718 هـ/1318م) له: جامع التواريخ: تاريخ المغول؛ نقله إلى العربية محمد صادق نشأت، ومحمد موسى هنداوي، وفؤاد عبد المعطي الصياد؛ وراجعه وقدم له يحيى الخشاب.

[52]  - عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 هجرية؛ (ت 487هـ/1094م) له: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع. نشر بعناية وستنفلد في غوتنغن 1876م، ثم عارضه بمخطوطات القاهرة وحققه وضبطه وشرحه وفهرسه مصطفى السقا، القاهرة 1945- 1951م. مجلدان.

وله: المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك. نشر باعتناء دى سلان في الجزائر 1857م. وله جغرافيةالأندلس وأوروبا، مستخرج من كتاب المسالك والممالك، تحقيق عبد الرحمن علي الحجي، بيروت، دار الإرشاد 1968م.

[53]  - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن ناصر الدين الأنصاري المعروف بابن الزيات المتوفى سنة 814هـ/ 1412م ،له: الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة. نشره موريتز وفهرسه أحمد تيمور، بولاق 1325هـ/ 1907م.

[54]  - إسحاق بن حسين المنجم من علماء القرن الخامس الهجري (ت في القرن ٥/١١) له: آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان. نشرته أنجيلا كودازي "Angela Codazzi" في روما 1929م.

[55]  - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي الدمشقي المعروف بشيخ الربوة (ت ٧٢٧هـ/1327م) له: كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر. باعتناء فراين والمهرني، بطرس بورغ 1866م.

[56]  - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي 673-748هـ (ت 748/1348م) له: الأمصار ذوات الآثار، حققه وعلق عليه محمود الأرناؤوط؛ وأشرف على تحقيقه عبد القادر الأرناؤوط. دار ابن كثير بدمشق 1405هـ/ 1985م.

[57]  - أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد؛ (ت بعد 310هـ/922م) له: رسالة ابن فضلان: في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة، سنة 309هـ-921م. عني بنشرها فراهن في بطرس بورغ 1823م. ونشرها زكي طوغان في ليبسك 1939م، وحققها وعلق عليها وقدم لها سامي الدهان بدمشق 1960م.

[58]  - أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي (عاش بعد 232 هـ، في القرن ٣هـ/٩م) له: كتاب صورة الأرض من المدن والجبال والبحار والجزاير والأنهار. استخرجه الخوارزمي من كتاب الجغرافيا الذي ألفه بطلميوس القلوذي؛ وقد اعتنى بنسخه وتصحيحه هانس فون مژيك، ونشر في ليبسك 1926م، مكتبة المؤرخين والجغرافيين العرب:3.

[59]  - غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري (ت 872هـ/1468م) له: كتاب زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك. اعتنى بتحقيقه بولس راويس، باريس 1894م.

[60]  - محمد بن عبد المنعم الحميري 866 هـ، له: كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار: معجم جغرافي مع مسرد عام؛ حققه إحسان عباس 1975م.

[61]  - محمود بن عمر الزمخشري (ت 538هـ/1144م) له: كتاب الأمكنة والمياه والجبال؛ نشر بعناية سالفر دى كراف، ليدن، بريل 1856م، وبتحقيق إبراهيم السامرائي، بغداد 1968م بعنوان: الأمكنة والمياه والجبال.

[62]  - عمر حفيد الشاعر بن الوردي، هو سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي، المتوفى سنة (852هـ/ 1447م، وقيل سنة 861هـ/ 1457م.

له: خريدة العجائب وفريدة الغرائب. ألفه سنة 822 هـ/ 1419م، ونشره هايندر في لوند السويد 1284هـ/ 1867م ونسبه كما باقي الطبعات اللاحقة إلى ابن الوردي، جد المؤلف: سراج الدين أبي حفص عمر بن مظفر الوردى 749 هـ/ 1349م. علماً أن مؤلفه ألفه بعد وفاة جده بمدة 71 سنة.

[63]  - الكسندر سيپل، جمع نصوصاً عربية ونشرها تحت عنوان: اخبار أمم المجوس من الأرمان وورنك والروس.

[64]  - أبو علي احمد بن محمد المعروف بمسكويه (ت 421هـ/1030م) له: كتاب تجارب الأمم: مع نخب من تواريخ شتى تتعلق بالأمور المذكورة فيه؛ وقد اعتنى بالنسخ والتصحيح عدد من المستشرقين مابين سنة 1867 حتى سنة 1916م.

[65]  - أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري الملقب بعز الدين (ت 630هـ/1232م) له: الكامل في التاريخ. نشره كارل تورنبورغ في ليدن، بريل 1851-1871م، ثم صحح أصوله وكساه ملاحظات مفيدة عبد الوهاب النجار ونخبة من العلماء. القاهرة 1348 – 1357هـ/ 1929-1938م. ونشرت دار صادر في بيروت الطبعة الأوروبية 1965-1967م.

[66]  - أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى 440هـ/ 1048م. له: تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة. نشر إدوارد سخو لندن 1887م، وترجم إلى الإنكليزية 1888م. وله: الأثار الباقية عن القرون الخالية، نشر إدوارد سخو، ليبسك 1876-1878م. وتجمه إلى الإنكليزية 1979م. ونشر زيادات له أنس خالدوف في مجلة الدراسات الشرقية في لينن غراد 1959م. وله: صفة المعمور، نشر 1964م في ميشغن في الولايات المتحدة.

[67]  - محمد بن أحمد بن علي النسوي 639 هـ/ 1241م. له: سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي؛ نشره هوداس في باريس 1891-1895م مع ترجمة فرنسية، وحققه حافظ أحمد حمدي في القاهرة 1953م.

[68]  - أبو بكر محمد بن جعفر النرشخي  (ت 348هـ/٩٥٩م) له: تاريخ بخاري، نشره شارل شيفر في باريس 1892م، وعربه عن الفارسية وقدم له وحققه وعلق عليه أمين عبد المجيد بدوي، ونصر الله مبشر الطرازي، القاهرة 1965م.

[69]  - طافور، بيرو (عاش في القرن ٩/٥١) رحلة طافور في عالم القرن الخامس عشر الميلادي / ترجمة وتقديم حسن حبشي

[70]  - أبو حامد: محمد الأندلسي الغرناطي (ت ٥٦٥هـ/ 1169م، له: تحفة الألباب ونخبة الإعجاب؛ تحقيق غابريل فران، باريس 1925م، ثم تحقيق اسماعيل العربي، بيروت، دار الجيل. المغرب، دار الآفاق الجديدة.